تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبهذا نخلص إلى القول: إن القافية بالنظر إلى عدد حركاتها الواقعة بين الساكنين، فإنها خمسة أنواع هي: المتكاوسة والمتراكبة والمتداركة والمتواترة والمترادفة.

2 - بالنظر إلى حركة الروي:

أما إن نظرنا إلى حركة حرف الروي ذاته، فستنقسم القافية – بحكم ذلك- إلى قسمين أو نوعين اثنين لاثالث لهما. فإذا كان حرف الروي في أرجوزة العجاج هو "الراء" فإنك تراه ساكنا لاحركة فيه. وإن كان الأمر كذلك فالقافية حينها ستكون "مقيدة". لكنها قد تطلق فتسمى "مطلقة" حين تجد الروي متحركا كما هو الحال في روي قافية بيت ابن زيدون مثلا.

3 - بالنظر إلى وجود حرف الروي من عدمه:

والقافية بهذا المعيار - وارتباطا بخصوصيات الإيقاع في الشعر المعاصر على وجه التحديد – لها ثلاثة أنواع:

- القافية المرسلة: وهي الخالية من حرف الروي. ويرى الشاعر المغربي أحمد المجاطي أن هذه الظاهرة قديمة، تنتمي إلى القرن الرابع الهجري مع ابن دريد، وعلى الأقل عرفت قبل ظهور حركة الشعر المعاصر مع علي أحمد باكثير.

- القافية المتتابعة: وفيها يتوالى الروي على سطرين أو ثلاثة أسطر ثم ينتقل الشاعر إلى روي آخر ليفعل معه ما فعله مع الروي الأول أو ما يقارب ذلك.ويشير الباحث المذكور آنفا كذلك إلى ظاهرة الجمع بين القافية المتتابعة والقافية المتناوبة التي يمكن أن نجدها في المقطع الواحد أو في القصيدة الواحدة.

- القافية المركبة: وهي في نظر أحمد المجاطي -حسب ما صرح به الناقد عبد الجبار العلمي- " أنجح أنواع التقفية في الشعر الحديث، حيث يبدأ الشاعر بقافية ثم يتركها ليعود إليها، ثم تظل تتردد هنا وهناك إلى أن يجعل منها خاتمة القصيدة وقد أوضح الباحث أن لهذه القافية وظيفة فنية تتمثل في كونها تارة تستجيب لتوقع المتلقي وتارة أخرى تخرق أفق توقعه، وبذلك تحقق له المتعة الفنية، التي هي إحدى أهم وظائف العمل الفني.

خامسا: وظائف القافية

وفي شأن وظائف القافية يقول الدكتور ثائر العذاري أن الوظائف تتحدد أساسا في وظيفتين اثنتين هما:

- دلالتها على نهاية البيت أو السطر الشعري؛

- ودورها في ربط أبيات القصيد فيما بينها؛

إلا أنه أضاف إليهما وظيفة ثالثة سماها ب:

- الوظيفة الدلالية، وهي وظيفة أعتقد أنها كذلك؛ بحكم ما تحمله ورويها من إيحاءات قد تتعالق ونفسية صاحب القصيدة أو الشاعر.

لكنني أرى أن للقافية وظائف أخرى لاتقل أهمية عما ذكر، منها:

- الوظيفة الإيقاعية التي لايمكن للقصيدة الشعرية سواء القديمة منها أم الحديثة أن تستغني عنها في خلق نغمة موسيقية، على اعتبار أن هذه الأخيرة تعد مدخلا للولوج إلى فهم البنية والدلالة.

- فضلا عن الوظيفة التعيينية التي تعين نوع الروي منذ البيت الأول، خاصة إن توافق عروضه بضربه في طبيعة القافية أو بالأحرى الروي وهذا ما يسمى في عرف العروضيين بالتصريع. ثم إن أهمية القافية تتضح أكثر حين تسمى القصيدة باسمها، حتى نجد من يقول: لامية الفخر للبارودي، ونونية عمرو بن كلثوم وميمية المتنبي وهكذا ....

- أما الوظيفة الجمالية أو التزيينية فوظيفة تحمل في معنى اسمها طبيعة الأدوار التي تقوم بها داخل القصيدة. حيث تجمل وتزين شكل القصيدة لتضفي على المضمون خصوصية تتباين بين قصيدة وأخرى.

سادسا: عيوب القافية

على الرغم مما رصده علماء العروض من قواعد وضوابط تقنن دور القافية داخل القصيد العربي في كل أزمانه، إلا أنهم مع استقرائهم هذا ضبطوا أيضا مجموعة من العيوب تمثل خروجا للقافية على القواعد المعيارية التي انتهوا إليها. ومن أهم هذه العيوب استنادا إلى كتاب:"علم العروض وتطبيقاته" للدكتور محمد مصطفى أبو شوارب، نذكر:

- الإقواء: وهو اختلاف حركة حرف الروي (المجرى) في قصيدة واحدة بالكسر والضم، أن تجيء الحركة مرة على هيأة الضم ومرة على هيأة الكسر. كما هو الشأن في قول النابغة:

زعم البوارج أن رحلتنا غدا == وبذاك خبرنا الغداف الأسودُ

لامرحبا بغد و لا أهلا به == إن كان تفريق الأحبة في غدِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير