ويكون البحر البسيط بالتعابير التالية:
010 0100 010 0100 مكررا كذلك
وهكذا جميع البحور الخليلية الأخرى
ولو نظرنا إلى التعابير الجديدة بعد المقارنة مع الأعداد الثنائية نجد أن كل مكوّن لتفعيلة أو مقطع أو شطر لبيت من بحر، ما هو إلاّ عبارة عن عدد من الأعداد الطبيعيّة معبّر عنه بالأعداد الثنائيّة أو بصيغة الأعداد الثنائيّة التي تقوم على أساسها الرياضيات الرقميّة وبالتالي أجهزة الحاسوب أو الكومبيوتر المعروفة لدينا الآن
من هنا نسأل هل أننا لو بنينا على هذه القاعدة أي رقم بالأعداد الثنائيّة وأرجعناه إلى ما يقابله من التعابير العروضيّة التي شرحناها،فهل نعبّر بذلك عن تعبير أو جزء من تعبير عن مكون أو شطر أو تفعيلة؟ يكون الجواب بكل تأكيد.
هذا يعني أن التعبير التمثيلي التالي يعني ما يقابله من التراكيب العروضيّة
00 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعني فعلن
01 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعني فعن
10 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعني فاعِ
100 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفعولُ
101 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فعالُ
وهكذا نجد أن الأعداد الثنائيّة بإمكانها التعبير عن مختلف التفعيلات والتعابير والمكونات العروضيّة ,وأن أي عدد بعد التعبير عنه بالصيغة الثنائيّة إنما يعبّر عن مكون عروضي معيّن سواءً كان صغيرا أو كبيرا ولتوضيح الأمر سنقوم بقلب التعابير الثنائية على اختلافها إلى ما يقابلها من مكونات عروضيّة.
مثال
001011010 عندما نعيد الرقم الثنائي أعلاه وباستخدام نظرية الأعداد الرياضيّة نجد أنه=
0*20 +1*21 +0*22 +1*23 +1*24+0*25+1*26 +0*27 +0*28
=62
وأننا لو سطّرنا أي عدد على الصورة الثنائيّة لوجدنا أنه يعني طبعا عددا يقابله بالأعداد العشريّة وبالتالي أو بالعكس نجد أن أي عدد عشري مما نعرفه ونتعامل به يوميا إنما يعني بالصيغة الثنائيّة عند تحويله وجود ما يقابله أيضا من المكونات العروضيّة التي اصطلحنا عليها بذلك آنفاً.
ولما كانت الأعداد الطبيعيّة لا نهائيّة أو لا نهاية لها لذلك فإنه من الناحية النظريّة البحتة ان بإمكاننا أن نعدّ ما لا نهاية له من المكونات العروضيّة ولكن طبعا هذا يعتمد على حذف المكونات غير المعرّفة في اللغة العربيّة مثل المكونات التي تكرر عددا من المرّات حروف متحرّكة بلا نهاية أو بنهاية لعدد غير مالوف وغير موجود في اللغة العربية أي أننا لا نستطيع مثلا أن نجد كلمة عربية تتكون من عدد من الحروف المتحركة فقط دون أن يتبع الحرف المتحرك حرفٌ ساكن وربما غير ذلك مما يظهر عند فتح العدد الثنائي وهذا أمر مؤكّد
وإذا اعتبرنا الآن أن التفعيلة لم تعد هي حجر الزاوية في بناء المكون العروضي فإن المكون المذكور سيعتمد على عدد مراتب العدد الثنائي ,فإذا كان لدينا مكون ثنائي من رقمين فإن فتح أو فكّ العدد لا يتيح سوى أربعة مكونات ولكن لو اعتمدنا عددا من ... قل مثلا أربعة عشر رقما أي بما يوفر أربعة عشر مرتبة فإنه يوفّر لنا بالمراتب كلها أن تم فتحه ,
أي سنستطيع أن نجمع) 16383) مكونا عروضيا, من النواحي النظريّة , وهذا بطبيعة الحال عدد كبير جدا من المكونات العروضيّة ,كما أننا لو زدنا عدد مراتب العدد الثنائي أي لو زدنا العدد العشري فسنحصل على مراتب أكثر وبالتالي مكونات أكثر وهكذا أي أنه من حيث الجانب النظري فإننا يمكن أن نحصل على عدد كبير جدا وغير متناهي أو قل كذلك ... فيما إذا لو أهملنا ما لا تعرفه قواعد اللغة العربيّة.
ويستطيع الشاعر بهذه الطريقة أن يختارلنفسه أي شكل عروضي يراه مناسبا لما يكتب به وأن يبتكر, وأن يجد له أوزانا غير مطروقة في أحيان كثيرة.
¥