تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"واعلم أن كل جزء من أجزاء العروض يكون مخالفا لأجزاء حشوه بزحاف أو سلامة فهو المعتل. وما كان معتلا فهو أربعة أشياء: ابتداء وفصل وغاية [واعتماد]. هذا قول الخليل، وأنا أقول: إن المعتل كله ثلاثة أشياء: ابتداء وفصل وغاية]، وإن الاعتماد ليس علة لأنه [غير] مخالف لأجزاء الحشو كلها، [إذ جاز فيه القبض والسلامة، ولذلك يجوز في أجزاء الحشو كلها]، وإنما خالفها في الحسن والقبح، وليس اختلاف الحسن والقبح علة. ونحن نجد الاعتماد في الشعر كثيرا، من ذلك البيت الذي جاء به الخليل:

أقيموا بني النعمان عنا صدوركم = وإلا تقيموا صاغرين الرؤوسا

ومنه قول امرئ القيس:

أعني على برق أراه وميض= يضيء حبيا في شماريخ بيض

ويخرج منه لامعات كأنها = أكف تلقى الفور عند المفيض

وإنما زعم الخليل أن المعتل ما كان مخالفا لأجزاء حشوه بزحاف أو سلامة، ولم يقل بحسن أو قبح. ألا ترى أن القبض في "مفاعيلن" في الطويل حسن، والكف فيه قبيح، والقبض في مفاعيلن في الهزج قبيح والكف فيه حسن. والاعتماد في المتقارب ـ على ضد ماهو في الطويل ـ السالم فيه حسن، والقبض فيه قبيح. فإذا اعتل أول البيت سمي ابتداء، وإذا اعتل وسطه، وهو العروض، سمي فصلا، وإذا اعتل الطرف، وهو في القافية، سمي غاية. وإذا لم يعتل أوله ولا وسطه ولا آخره سمي حشوا كله". انتهى كلام ابن عبد ربه في العقد الفريد، ومن هذا القول نعلم أن القبض في التفعيلة التي قبل الضرب المحذوف في الطويل ليس لازما ولكن مخالفته تعد قبحا.

وأما البيت الذي جاء به الأخ السائل نقلا عن كتاب د. صفاء خلوصي وهو:

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه = فكل رداء يرتديه جميل

من يقرأه بأشباع الهاء ينحو به نحو القبح، ومن قرأها بغير إشباع، كما يراه الأخ عمر، نحا به نحو الحسن. وليته يورد لنا نص كلام الدكتور صفاء خلوصي حول الاعتماد كاملا لنعلم رأيه بأوضخ مما فهمناه من هذه الإشارة المقتضبة.

بارك الله فيك أستاذي سليمان على التوضيح الشافي

بالنسبة لكتاب الدكتور صفاء خلوصي

إن شاء الله سوف انقل كلامه حول الإعتماد قريبا لان الكتاب حاليا قيد النسخ

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[22 - 01 - 2010, 09:40 م]ـ

حاول أخي الأستاذ خشان أن يفسر ظاهرة الاعتماد في ضرب الطويل المحذوف قياسا على ما رآه في ضرب الكامل المقطوع. غير أن النتيجة التي أراد أن يصل إليها هي أن هذا الضرب في الطويل يمكن أن يرد حسب قانون التخاب على النحو التالي:

خليليّ قد أبصرتما وسمعتما = فهل ليَ في أهل الهوى من ثانِ ........... 3 1 3 4 3 (2) 2 2

البيت للبهاء زهير وهو في ديوانه (نشرة دار المعارف المصرية والموسوعة الشعرية):

حليلي قد أبصرتما وسمعتما = فهل لي في أهل المحبة من ثان

وهو على هذا من أول الطويل خلافا لباقي أبيات القصيدة التي هي من ثالث الطويل. وكانت نازك الملائكة قد التفتت إلى مثل هذه الظاهرة عند الشاعر على محمود طه وعدتها من التحريد (انظر: في نظرية العروض العربي ص 49). وأنا أرى أن فكرة التخاب هنا ممكنة ولو وجدت في شعر شاعر ما لكانت مقبولة ولما بدا منها نفور في الغريزة. ولكن عندي تفسيرا آخر لظاهرة الاعتماد في ثالث الطويل، وهي أنها يلزم فيها أمران:

الأول: ضرورة لزوم القبض في فعولن الأخيرة في الحشو.

والثاني: ضرورة اعتماد المقطع المفتوح مكان الوتد من فعولن الأخيرة في الضرب.

وفعولن الأخيرة هذه أصلها مفاعلن 3 3 وقد سقط متحرك وتدها الثاني في ما وصفناه بالبتر 3 2، وهذا نقص كمي ملحوظ يجري تعويضه بزيادة الكم الإيقاعي على العنصر الذي يسبقه، وهو هنا الوتد، مما يمكن تحقيقه باعتماد المقطع المفتوح دون غيره من المقاطع. وثمة نتيجة أخرى للوتد الذي يعتمد المقطع المفتوح، هي أن السبب قبله لا بد له من التزام القبض.

هذا وقد أورد الدماميني في العيون الغامزة ص 142 كلاما لابن بري تضمن تفسيرا للاعتماد في الطويل يمكن للأخ عمر مراجعته فهو أسهل استيعابا من تفسيري وتفسير أخي خشان.

ـ[خشان خشان]ــــــــ[22 - 01 - 2010, 11:37 م]ـ

وفعولن الأخيرة هذه أصلها مفاعلن 3 3 وقد سقط متحرك وتدها الثاني في ما وصفناه بالبتر 3 2، وهذا نقص كمي ملحوظ يجري تعويضه بزيادة الكم الإيقاعي على العنصر الذي يسبقه، وهو هنا الوتد، مما يمكن تحقيقه باعتماد المقطع المفتوح دون غيره من المقاطع

وفعولن الأخيرة هذه أصلها مفاعلن 3 3 وقد سقط متحرك وتدها الثاني في ما وصفناه بالبتر 3 2، وهذا نقص كمي ملحوظ يجري تعويضه بزيادة الكم الإيقاعي على العنصر الذي يسبقه، وهو هنا الوتد، مما يمكن تحقيقه باعتماد المقطع المفتوح دون غيره من المقاطع

أخي وأستاذي الكريم أبا إيهاب

قولك هذا وسبق لي أن اطلعت على ما يشاركه فحواه في غير مرجع جعلني على سبيل الرياضة العروضية أعرض هذا الأبيات:

الأبيات للبحتري:

رعي الله عني ضامن وكفيل ......... يتابع فيها أو يطاع عذولُ

أبيت بأعلى الحزن والرمل عنده ....... مغانٍ لها معفوّة وطلول

وقد كنت أهوى الريح غربا مآبها ..... فقد صرت أهوى الريح وهي قبول

الأبيات محرفة والتركيز على الوزن:

رعي الله عني ضامن ومُحِبَّهْ ......... يتابع فيها أو يطاع ويؤْبَهْ

أبيت بأعلى الحزن والرمل عنده ....... مغانٍ لها معفوّة ومُغِبّهْ

وقد كنت أخشى الريح تشعل نارنا ..... فقد صرت أهوى الريح وهي مُشِبّهْ

كيف نحكم على هذه الأبيات؟

يرعاك الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير