تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[23 - 01 - 2010, 12:03 ص]ـ

كتب الأستاذ سليمان أبو ستة:

وأنا أرى أن فكرة التخاب هنا ممكنة ولو وجدت في شعر شاعر ما لكانت مقبولة ولما بدا منها نفور في الغريزة.

وكتبتُ في باب البحر الطويل ما يلي:

في أحد أعداد المجلة العربية فاتني تسجيل رقمه وتاريخه، لفت انتباهي مطلع قصيدة على ثالث الطويل يقول:

أيجتاحُ شعباً حقُّهُ مكفولُ= ويسعى لحربي حاقدٌ وخذولُ

واضح أن شطره الأول جاء على (فعولن مفاعيلن فعولن فعْلن). وبتعديل ضئيل على الشطر الثاني يصبح البيت:

أيجتاحُ شعباً حقُّهُ مكفولُ= ويسعى لحربي حاقدٌ مَخْذولُ

والغريب أن قصيدة أخرى من ذات المجلة ورد أحد شطورها على هذا الوزن، وهو:

عرفنا بها الأعداء َ والأصحابا

وعلقتُ حينها بالقول:

أرى في هذا الوزن انسياباً موسيقياً مقبولاً.

وقد وقعتُ فيما بعد على قصيدتين على ثالث الطويل، للشاعر الحموي المرحوم: صلاح الدين العكاري، في ديوانه عرائس الأحلام، الأولى منهما عشر أبيات؛ ستة منها جاءت على الضرب (فعْلن):

تظنّينَ بُعْدي عنكِ يخلقُ سلوةً=وهيهاتَ أن أسلوكِ أو أنساكِ

فبُعدي وقربي منكِ سيّانَ، إنني=على كلّ حالٍ منهما ألقاكِ

إذا غبتِ عني كانَ طيفُكِ ماثلاً=كأنّ حياتي كلّها عيناكِ

تعاودني ذكراكِ إنْ ضمّني الدّجى=ويا طالما تعتادني ذكراكِ

كأنّكِ أعباقُ الحياةِ أشمُّها=فكلُّ عبيرٍ جاء من ريّاكِ

خُلقْتِ لأجلِ الحبِّ، أنتِ ربيعُهُ=فلولاكِ ما كانَ الهوى لولاكِ

وندّ عن الثانية ثمانية أبيات على هذا الوزن، وهي:

أسمراءُ ردّي لي حياتيَ نضرةً=أسمراءُ ما أقساكِ من حسناءِ

أسمراءُ مرّ السبتُ، يا شؤمَ يومِهِ=فيا يومَهُ كم حارَ في إيذائي

فليتكَ يا ذا اليوم مِنْ سِفْرِ عيشتي=طُمِسْتَ، وما ثُبِّتَّ بالأسماءِ

أسمراءُ، ما (سَبْتي) إذا لُحْتِ أسودٌ=ولا عيشتي -سمراءُ-بالسوداءِ

ولكنْ إذا ما غبْتِ عن كَونِ ناظري=تُغشّيهِ أهوالٌ منَ الظلْماءِ

فما أنتِ غير الفجر أغيَدَ مُشْرِقٍ=تَكلَّلَ في بُرْدٍ منَ الأنداءِ

فلا تبعديني عنه -سمراءُ-وارحمي=فؤادي، وردّيني إلى الأحياءِ

أنا في رياضِ العُمْرِ غصْنٌ محطّمٌ=على سفحِ هذي الجنةِ الخضراءِ

وفي مجلة الأدب الإسلامي ع38، 1424 - 2003 قصيدة لمحمد عبد القادر الفقي تقول:

تعاطيتُ شهْدَ الصومِ لم أخْشَ لائماً=وكانَ غذائي الحمدَ في رمضانِ

وأسلمتُ وجهي للذي حبُّهُ الغِنى=وحبُّ سواهُ الفَقْرُ في الإيمانِ

يقولُ فؤادي: ليسَ مَنْ صامَ مفطراً=كَمَن ذاقَ تَمرَ الوجدِ والإذعانِ

وما يستوي البحرانِ؛ هذا أُجاجُهُ=مَعاصٍ، وهذا عذْبُهُ ربّاني

فإنْ كنت في خير الشهور مُجاهداً=فليسَ طريقُ العبْدِ في الحرمانِ

ولكنها تقوى الحبيب وآية=تسيرُ بها نوراً إلى الريّانِ

وما [هذه الدنيا لنا] غير لحظةٍ=هي الخوف منْ فطْرٍ على النيرانِ

ـ[خشان خشان]ــــــــ[23 - 01 - 2010, 12:12 ص]ـ

الله يسعدك يا أخي وأستاذي د. عمر خلوف

كم أسعد عندما أجد في الواقع ما يطابق توقعات الرقمي النظرية.

موضوع التخاب (بعد الأوثق) من أهم أسس الرقمي. ولكني أتحفظ في إطلاق اسم شعر على نتائجه إلا إن وافق شواهد يركن إليها. وإلا فهو الموزون.

يرعاك الله.

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[23 - 01 - 2010, 11:04 م]ـ

أخي الأستاذ خشان

أول قصيدة البحتري: لها الله ...

وأما الضرب فقد تذوقت فيه قافية بيتك الأول فوقفت الهمزة في حلقى وسدت مجال النفس الذي تعود أن يكون مجراه حرا وبالذات في هذا الضرب دون غيره، وعرفت الآن لماذا يسميها علماء الأصوات الانجليز glottal stop . وأما قافية البيتين الثاني والثالث فواجهتني الباء المشددة، والباء من الأصوات الانفجارية التي تتكون بوقف الهواء وقفا تاما وذلك بأن تنطبق الشفتان انطباقا كاملا كما ذكر الدكتور السعران. هذه الأصوات التي اخترتها هي كالزلط في الحلق، وما أدراك ما الزلط .. نوع من الحجارة تقذفها أمواج البحر المتوسط على شاطئ غزة، ويجمعها عمال البناء ومقاولوا رصف الطرق. فأين قولك إذن من تأكيد العروضيين كلهم، وأولهم الخليل، على أنه يجب الردف في الضرب المحذوف، أو ما قاله الأخفش من أنه حسن لا واجب، وهو ما ذكره صاحب الإرشاد الشافي وعلله بأن بين لنا وجه الوجوب أو الحسن في الردف بقوله: "وإنما وجب أو حسن ليقوم المد مقام الساقط للحذف فيقع التعادل بين العروض والضرب".

وربما لو اخترت حرفا لينا مقام المد كالواو أو الياء (نصفي المد، ووقعهما في الحلق موقع البوظة لا الزلط)، ألا يكون وقع الضرب هنا أهون؟ ومع ذلك فقد ذكر المعري تشدد سيبويه في وجوب الردف وأضاف بقوله: "ودل كلامه على أنه لا يجوز أن يستعمل في هذا الوزن قبل الروي ياء مفتوح ما قبلها ولا واو كذلك ". ثم أشار إلى أبيات في الحماسة جاء فيها:

لعمري ما أخزى إذا ما نسبتني = إذا لم تقل بطلا علي ولا مَيْنا

ونحن غلبنا بالجبال وعزها = ونحن ورثنا غيّثا وبدينا

وأي ثنايا المجد لم نطلع بها = وأنتم غضاب تحرقون علينا

أعلمت الآن كيف نحكم، أنا ومعي كل العروضيين الذين سبقونا، على هذه الأبيات ...

ودمت مبدعا وعروضيا مقداما،،،،،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير