ووجه ذلك أنها وقعت فاصلةً، فاعتبروها كالموقوف عليها. قال سيبويه في (باب ما يحذف من أواخر الأسماء في الوقف): «وجميع مالا يحذف في الكلام، وما يُختار فيه ألاّ يحذف، يحذف في الفواصل والقوافي». ولأن [ COLOR=red] لغة هذيل تحذفها مطلقاً، وقراءةُ يعقوب بإثبات الياء في الوصل والوقف جرى على لغة أهل الحجاز، ولأنه رواها بالإثبات، وهو وجه في العربية، ويكون قد تأول كتابتها بدون ياء في المصحف أنه اعتماد على أن القارئ يجريها على روايته، ولذلك لو لم تكن ياء المتكلم في كلمة هي فاصلة من الآي لما اتفق الجمهور على حذفها كما في قوله تعالى: (أجيب دعوة الداعي إذا دعان) [البقرة: 1
فحذف الياء وإثباتها أيضا لغتان من لغات العرب.
دمت بكل الخير.
شكرا لك أخي الكريم ..
أولا لاحظ -أخي الكريم- أن شددت كثيرا على كلمة -شخصيا- في كل كلامي
لأنني أعلم أن الإلمام بكل لغات العرب مستحيل ..
وهذا سبب وجيه يدعونا إلى تجنب اعتماد ما اختلف بشأنه في الشعر
لأن ذلك سيربك الدارسين عند استخراج عروض الشعر ..
ويبقى هذا من شؤون المتخصصين في اللغة العربية و لايجوز حشره في الشعر
أو في لغتنا الحديثة المتفق عليها ..
لا تنس في هذا الصدد أن شواهد النحو و اللغة فيها من العجائب الشيء
الكثير لكنها غالبا تبقى مجرد شواهد على المتخصص أن يلمَّ بأكبر قدر منها
لكن لا يجوز -في رأيي- الاعتماد عليها خارج مجال التخصص.
و لا تنس أخي أن كثيرا من الضرورات أو حتى اللغات ما هو ممنوع
على المولدين -و هم من جاؤوا بعد عصر من يحتج بلغتهم- ..
أما سبب تخصيصي لكلمة (ربّ) بالحذف فهو لأنها شائعة في الدعاء و نحوه.
أما كلام ابن عاشور فإني قد اكتفيت منه بزبدته في ردي الأول
وهو ما ورد في آخر اقتباسك لكلامه أيضا وهذا ما قاله:
لو لم تكن ياء المتكلم في كلمة هي فاصلة من الآي لما اتفق الجمهور على حذفها كما في قوله تعالى: {أجيب دعوة الداعي إذا دعان}
ولعلك رأيت أني شددت على أن موضوع القراءات موضوع آخر
ليس هذا مجاله وهذا حتى لا يُفتح في الشعر بابٌ لا يمكن إغلاقه ..
وأنت ترى أخي ما يفعل بعض الناس بالشعر و اللغة متذرعين
بمثل هذه الشواهد المنتثرة في كتب النحو و غيرها.
أما قولك:
.
ولكن، لا داعي إلى الحديث هنا عن قوله تعالى: (يا صاحبَيِ السجن)، ولا عن قول بعض الشعراء: (يا صاحبَيْ رحلي)؛ لأن الياء هنا ياء المثنى، وليست ياء المتكلم.
دمت بكل الخير.
فيظهر أنك لم تستوعب جيدا ما قلتُ لتسرع أو ستعجال
وأرجو أن تعود إليه لتقرأه بتمعن لتجد أن حذف المضاف إليه
الذي هو السجن أو الرحل سيضطرك إلى إظهار ياء المتكلم فتقول:
يا صاحبيَّ بتشديد الياء وهي ياء المتكلم + ياء المثنى.
وافر ودي و تقديري
ـ[سعيد بنعياد]ــــــــ[13 - 06 - 2010, 12:01 ص]ـ
بارك الله فيك، أخي الكريم الباز، وجزاك الجزاء الأوفى.
ثمة حقيقة لا خلاف فيها، وهي أن كل علم من العلوم يشتمل على مستويات متعددة، قد تتغير كثير من الأحكام عند الانتقال من واحد منها إلى الآخر.
حتى في العلوم البحتة يحدث هذا.
فحين كنا ندرس الرياضيات صغارا، ويسألنا المعلم عن حاصل طرح 5 من 2، كنا نجيب بصوت واحد: (لا يمكن). ثم قيل لنا بعد ذلك: (هذا ممكن في مجموعة الأعداد النسبية). ثم درسنا الكسور، فقيل لنا: (لا يوجد عدد مربعُه يساوي 2)، ثم قيل لنا: (بل هذا ممكن في مجموعة أخرى)، وهكذا ...
في اللغة أيضا مستويات متعددة. والمطلوب من المتخصصين وضع معالم محددة لها.
وكما أن الفقيه مطالب بمراعاة حال سائله عند الإفتاء، فإن اللغوي مطالب بمراعاة حال سائله عند إصدار حُكمه اللغوي؛ إلا أن هذا يتعذر في المنتديات الأدبية بطبيعة الحال.
ولو أردتَ رأيي الشخصي، وإن لم أكن من أهل التخصص، فأنا أفضل اجتناب كثير من الضرورات التي لا يجد الشعراء فيها حرجا؛ إلا أنه ليس لي ولا لغيري أن يجزم بعدم جوازها.
شكرا لك، ودمت بكل الخير.
ـ[الباز]ــــــــ[13 - 06 - 2010, 02:10 م]ـ
لا أحد يجزم أخي الكريم سعيد بنعياد
وأكرر أني دائما استخدم قولي- شخصيا - في رأيي- .. حتى لا يؤخذ كلامي
على محمل الجزم و القطع بعدم الجواز ..
لكننا نحاول أن نأخذ -نحن والناس- بما هو متفق عليه
وأن ندع ما اختلف فيه حتى يقف شعرنا و أدبنا -و لم لا لغتنا- على أسس
موحدة لا خلاف فيها و لا تأويل.
جزاك الله خيرا لما أفدتنا به من علم ومن حوار بناء ..
وافر ودي و تقديري
ـ[الحطيئة]ــــــــ[13 - 06 - 2010, 10:07 م]ـ
لا يجوز في الشعر -فيما عدا القافية- تسكينُ ياء المتكلم -في حال وجوب فتحها
حوار ماتع بارك الله فيكم
سؤالي: متى يجب فتح ياء المتكلم؟؟
ـ[الباز]ــــــــ[13 - 06 - 2010, 10:20 م]ـ
أظن جواب سؤالك هنا أخي الحطيئة:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?55843-%C7%D3%CA%DD%D3%C7%D1-%ED%C7-%C5%CE%E6%CA%ED&p=421660&viewfull=1#post421660
¥