عمر خلوف. إن كثيرا من العروضيين العرب يظنون أن الدوبيت العربي مأخوذ عن الفرس لمجرد أن لفظ (دو) تعني اثنين بالفارسية، ولكن لم لا يعني هذا الفرض أن الرباعي العربي مأخوذ عن العرب لنفس السبب في تسميته بالرباعي. ثم ياللعجب، إن هذا الوزن المختلف على نشأته (وهي حقا تمت بعد عصر الخليل، وفي ظل التحام الشعبين الفارسي والعربي في كيان سياسي وثقافي واحد) لا يحمل اسما حقيقيا عند العرب والفرس. فلفظة (الدوبيت) تشير إلى شكل من أشكال المقطوعات الشعرية تأخذ النسق (أ أ ب أ) أو (أ أ أ أ) وهما نفس الشكل الذي يسمى عند الفرس بالرباعي، وهذه الكلمة عربية صرف. والمؤسف أن الإيرانيين المحدثين آثروا فك الارتباط بالثقافة العربية , وأطلقوا على هذا البحر أحد الأسماء الفارسية الخاصة به وهو (ترانه).
إن أحدى صور هذا البحر عند الفرس هي:
2 2 1 1 2 1 2 1 2 2 1 1 2
حيث 2 = مقطع طويل، 1 = مقطع قصير.
أما الصورة العامة لهذا الوزن عند العرب فهي:
[2] [2] [2] 2 (2) (2) 3 [2] [2] 2
حيث 2 = سبب، 3 = وتد. فأما المعكوفتان [] فتشيران إلى حركة السبب الثقيل بحيث يساوي مقطعين قصيرين متواليين، وأما القوسان فيشيران إلى حركة السبب الخفيف في عروض الخليل، فالسببان الخفيفان والوتد ليسا من عناصر وحدات الترانة المقطعية. وفي العربية يمكن أن تجد هذا الشطر:
مستفعلتن متفعلن مفتعلن
وهي نفس الصورة التي أشرنا إليها عند الفرس برموز المقاطع الرقمية، غير أنك لن تجد عندهم الصورة:
متفاعلتن مستفعلن فعلاتن
وهي الصورة التي وضع عليها خلوف قوله:
لك خلق رشا بحسنه يتباهى
وعيون مها سبحان من سواها
فأول مقطعين في الرباعي الفارسي هما ثابتان أبدا، وكذلك آخر مقطعين طويلين متواليين في الصورة التي أوردناها لهذا الرباعي.
ويجرنا هذا الحديث عن أشكال الالتقاء والافتراق في الأعاريض الكمية، إلى عروض كمي آخر وهو العروض اليوناني. فعند اليونان تفعيلة الإيامب وتكرارها في البيت يجعل الوزن قريبا من الرجز المخبون، وكذلك الأنابيست وهو يشبه المتدارك وأما السبوندي فهو أقرب إلى صورة من بحر الخبب.
أيكون العرب قد عرفوا الخبب بعد أن سرق أحد ملحنيهم لحنا يونانيا ووضع عليه كلمات أغنية: آه يا أم حمادة، التي ذاعت في السبعينيات من القرن الماضي إن لم تخني الذاكرة.
ـ[خشان خشان]ــــــــ[27 - 02 - 2010, 01:43 م]ـ
أخي وأستاذي الكريم سليمان أبو ستة
أغتنم هذه الفرصة لأتناول الأغنية هنا بدلالة الأرقام والرموز التي استعملتُها في الرقمي في مجال الشعر النبطي. وكثير من قواعده تسود في الشعبي. وهنا بضعة ملاحظات أقدم بها:
1 - إن الاقتصار في الوزن على الرقمين 1 و 2 على أساس أن 1 2 = ب – لا يبرز دور الوتد. وهذا ما استعمله الشيخ جلال الحنفي واستعمل د. صويان الرمزين - = 1، + = 2. وهذا مبرر إلى حد كبير في النبطي لقلة الزحافات فيه ولكنه ليس مطلقا فإن مستفعلن 2 2 1 2 = 4 3 في أول الشطر تأتي متفعلن = 1 2 1 2 = 3 3 كما أن مفاعيلن 1 2 2 2 تأتي مفاعلن 1 2 1 2 = 3 3
إن قواعد العروض الرقمي ه كما عبرت عنها تنهار جميعا إذا لم نأخذ الوتد 1 2 = 3 بعين الاعتبار.
2 – في النبطي 2 ه 2 تعادل 2 1 2 = 2 3
مرحومِْ يا = 2 2 ه 2 = 2 2 1 2 بكسر الميم الثانية وتسكينها
3 – الواو إذا خطفت في أول البيت نرمز لها (") ولا تدخل الوزن، ولكن إذا لفظت بهمزة قبلها (ءُ و) = 1 ه = 2
إن في استعمال عبارة المقطع الطويل للدلالة على حومْ = 2 ه (في مرحومِْ يا) ما ينفي العلاقة بين (مْ) و (يا) ..... مرحو (مْ يا) = ه 2 .... (مِيا = 1 2 = 3)
فلا أقل من أن نعتبر الساكن مستقلا من ناحية نظرية.
الملاحظتان 2 و 3 على الرابط:
http://arood.com/vb/showthread.php?t=360
4 – ص ح ح ............ مثل ... لا = 2
.ص ح ص .......... مثل ... لمْ = 2*
ص ح ح ص ......... مثل لامْ = 2 ه
إن في وضوح لفظ فيروز وفي بطء اللحن ما يعطي فرصة للتأكد من دقة دلالات الرموز الرقمي على التعبير عن المسموع بغض النظر عن الكلام شعرا كان أم نثرا. وهو كذلك يمكن حين يخطئ من يستعمله - أنا مثلا – لمن يصحح أن يقوم بذلك بيسر ووضوح.
سِمعِتِ الجيران بيقولوا ... يِمكِنِ يكون عَم يِضحَكِ علَيها
2 3 2 2 ه 2 2 2 .................... 2 3 2 ه 2 2 3 2 2
¥