تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فصيغة "فِعِل" تنطق بعدم الضغط على الحركتين مثل "أجدْ، وهبْ" فعل ماض، وصيغة "فِعِل" تنطق بالضغط على الحركتين، مثل "أجدّ، وهبْ": الواو + هب - فعل أمر - ويلاحظ أن الضَّغط على "عل" يكون أقوى [7] ( http://arood.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn7).

ويستطيع الناطق أن يفرق بين الصيغتين بسهولة، إذا قارن بين أداء كل منهما، والصَّوت الذي نسمعه وندركه جميعًا للقطار المسرع نتيجةً لالتحام عجلاته بالقضبان، فيوجد نغمتان تنتجان عن هذا الالتحام، يمكن أن أعبر عنهما بـ"تِتِك""تٍتٍك"، فهذه النغمة هي نفسها المفرقة بين "فِعِل" و"فٍعٍل".

وهناك أثران مباشران للنَّبر يتمثلان في:

1 - إطالة الحركة القصيرة.

2 - تشديد الحرف المخفف.

والعكس صحيح، فهناك أثران مباشِران لعدم النَّبر، يتمثلان في:

1 - تقصير الحركة الطويلة.

2 - تخفيف الحرف المشدَّد [8] ( http://arood.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn8).

نعود إلى قضيَّة ما يُسمَّى "نبر الشعر"، وقد أُثير حولها اختلاف بين الدَّارسين نتج عنه كثيرٌ من التَّساؤلات التي تأتي قضايا متفرِّعة عن القضيَّة الأساسيَّة، وهذه التَّساؤلات هي:

1 - هل يوجد ما يسمَّى نبر الشعر؟ [9] ( http://arood.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn9)

2- هل يقوم الشعر العربي على أساس كمِّي، أم يقوم على أساس نبري، أم يعتمد على الكم والنبر؟ [10] ( http://arood.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn10)

3- هل يوجد فرق بين قواعد النبر اللغوي وقواعد النبر الشعري؟ [11] ( http://arood.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn11)

4- هل يلتزم النبر موضِعًا واحدًا في كلِّ تفعيلةٍ من تفعيلات البحور، أو يَمتلك حرِّيَّة بحيث يقع في مواضع متعددة؟ [12] ( http://arood.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn12)

5- وهو تساؤل متفرِّع عن التَّساؤلات السَّابقة: إذا كان ما يسمَّى "نبر الشعر"، فما قواعده؟

6 - هل للنَّبر دور في تفسير ظاهرتي الزِّحَاف والعلَّة؟ [13] ( http://arood.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn13) وهل هناك دلائل مادِّيَّة صرفيَّة ونحويَّة تثبت هذا الدَّور - إن وُجد - أو تنفيه إن لم يوجد؟

7 - هل يوجد قرائن مادِّيَّة صرفيَّة ونحويَّة ودلاليَّة تؤكد وجود النبر في موضع ما، أو تنفي وجوده في موضع آخر؟ [14] ( http://arood.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn14)

وأكثر هذه القضايا - إن لم يكن كلها - قد اختلف حولها الدَّارسون، وأهم ما يلفت النظر في هذه القضايا أنَّ الذين تصدَّوا لوضع قواعد لمواضع النَّبر الشعري لم يتَّفق أحدُهم مع الآخر اتِّفاقًا تامًّا على الأقل، كما لم يستنِد أحدهم عند وضع قوانينه إلى دلائل مادِّيَّة واضحة تؤيِّد قوانينه، والدَّلائل المادية - من وجهة نظري - تتمثَّل في المعطيات العروضية والمعجمية والصرفية والنحوية، التي قد تدعم وجهة نظرٍ ما في وضع النَّبر على حركة معيَّنة، كما قد تدحض وجهة نظر أخرى في وضع النبر على موضعٍ آخَر.

معنى هذا أنَّ العروض والمعجم والصَّرف والنَّحو يُعد كلٌّ منها بمثابة الحاكِم العادل، الذي يؤكد وجود نبرٍ في موضع ما، أو ينفي ذلك عندما يرى أنَّ وجود النبر في هذا الموضع يؤدِّي إلى التباس، أو إخلال بفصاحة أداء الكلام.

فأكثر الدارسين لنبر الشِّعْر المتصدِّين لوضع قوانين لذلك النبر وَضَع النبر في موضوع معين في كل تفعيلة [15] ( http://arood.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn15)، أو على أحد المكونات الأساسية للتفعيلات، ودفعهم هذا في كثير من الأحْيان إلى غضِّ النظر عن اللغة الواقعة في إطار التفعيلات، مع إغْفالهم للمعْطيات الصرفيَّة والنحويَّة التي قد تحسم القضية بوجود النَّبر على موضعٍ ما، وعدم وجودِه على موضعٍ آخر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير