تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

شعيب أصلاتك تأمرك أن تترك ما يعبد أباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء?، فالقصد هنا هو الإستخفاف بشأن شعيب في صلاته التي يلازمها، لأن شعيب كان كثير الصلاة، وكان قومه إذا رأوه يصلي تضاحكوا، فقصدوا بسؤالهم لشعيب الهزء والسخرية والتهكم لا حقيقة الإستفهام.

11 - التسوية: وتأتي الهمزة للتسوية المصرح بها نحو قوله تعالى: ?إن الذين كفروا

سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون?، فهم يعلمون مسبقا أنهم أنذروا ومع ذلك أصروا على كفرهم وعنادهم، وفي هذه الحالة خرج الإستفهام عن معناه الحقيقي ليؤدي معنى مجازيا بلاغيا هو التسوية.

12 - الوعيد: ويسميه بعض البلاغيين (التهديد)، وذلك نحو قولك لمن يسيء

الأدب: ألم أؤدب فلانا؟ إذا كان المخاطب إذا كان المخاطب المسيء للأدب عالما بذلك، وهو أنك أدبت فلانا، فيفهم معنى الوعيد والتهديد والتخويف فلا يحمل كلامك على الإستفهام الحقيقي. ومنه قوله تعالى?ألم تر كيف فعل ربك بعاد?

13 - التهويل: وهو التعظيم والتفخيم لشأن المستفهم عنه لغرض من الأغراض،

وذلك كقراءة ابن عباس لقوله تعالى:?ولقد أنجينا بني إسرائيل من العذاب المهين،

من فرعون? فقد قرأ ابن عباس (من فرعون) بفتح ميم (من) على أنها اسم استفهام خبر مقدم، و (فرعون) بالرفع على أنها مبتدأ. وحقيقة الإستفهام على هذه القراءة

غير مرادة، وإنما المراد تفظيع أمر فرعون والتهويل بشأنه لبيان شدة العذاب الذي نجا منه بنو إسرائيل. وللتهويل من شأن فرعون وعذابه، قال تعالى:?إنه كان عاليا من المسرفين?، أي أنه كان عاليا في ظلمه مسرفا في عتوه.

14 - التنبيه على الضلال: نحو قوله تعالى:?فأين تذهبون?، وليس القصد هنا

الإستفهام عن مذهبهم وطريقهم، بل التنبيه على ضلالهم وأنه لا طريق لهم ينجون به. وكثيرا ما يؤكد هذا الإستعمال بالتصريح بالضلال، فيقال لمن ضل عن طريق القصد: يا هذا إلى أين تذهب؟ قد ضللت فارجع، وبهذا يُعلم أن التنبيه على الضلال لا يخلوا من الإنكار والنفي.

15ـ التشويق: وفيه لا يطلب السائل العلم بشيء لم يكن معلوما له من قبل، وإنما يريد أن يوجه المخاطب ويشوقه الى أمر من الأمور، نحو قوله تعالى?يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم؟ تؤمنون بالله ورسوله، وتجاهدون

في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون?. ومن هذا القبيل قوله تعالى على لسان إبليس عندما راح يوسوس لآدم ويغريه بالأكل من الشجرة

التي نهاه الله عن الإقتراب بها: ?قال ياآدم: هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى?.

16 - الأمر: وقد يخرج الإستفهام عن معناه الحقيقي ليدل على معنى الأمر، نحو قوله تعالى?فهل أنتم مسلمون? أي أسلموا، وقوله تعالى:?فهل أنتم منتهون? أي

انتهوا، ومن هذا القبيل أرأيت؟ أو أرأيتك فإنه إستفهام خرج إلى الأمر بمعنى (أخبرني). وقد ورد هذا الأسلوب كثيرا في القرآن الكريم، ومنه قوله تعالى:?أرأيتم

اللاة والعزة ومناة الثالثة الأخرى ?أي أخبروني عن هذه الأصنام الثلاثة التي كانوا يزعمون أنها تمثل بعض الملائكة، وكانوا يتقربون بها إلى الله. ومنه قوله تعالى:?أفرأيت الذي تولى، وأعطى قليلا ثم أكدى?.

17 - النهي: وقد يخرج الإستفهام عن معناه الحقيقي إلى معنى النهي، أي إلى طلب الكف عن الفعل على وجه الإستعلاء نحو قوله تعالى:?أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه?، أي لا تخشوهم فالله أحق أن تخشوه.

18 - العرض: ومعناه طلب الشيء بلين ورفق. ومن أدواته (ألا) بفتح الهمزة وتخفيف اللام، و (أما) وتختص كلتا الأداتين اذا كانت للعرض بالدخول على الجملة

الفعلية، نحو قوله تعالى?ألا تحبون أن يغفر الله لكم ?ونحو: أما تزورونا فتدخل السرور علينا؟

19 - التحضيض: ومعناه طلب الشيء بحث. ومن أدواته (لولا) و (لوما) و (هلا)

وتشديد اللام. وهذه الأدوات إذا كانت للتحضيض فإنها تختص بالدخول على جملة فعلية فعلها ماض أو مستقبل.

فإذا وقع بعد أداة من هذه الأدوات فعل ماض، فإن معناها يخرج إلى اللوم والتوبيخ فيما تركه المخاطب، أو يُقدر فيه الترك، نحو قولك لمن قصر في الإمتحان: هلا أعددت للإمتحان عدته؟ ولمن جاء متأخرا: لولا حضرت مبكرا؟ ولمن تراخى وتباطأ في عمله: ألا بدأت عملك؟ ولمن تسرع في القيام بواجبه فلم يحسنه: لوما تأنيت في أداء واجبك؟ فالتحضيض في كل هذه المعاني قد خرج إلى اللوم والتوبيخ، وذلك لوقوع الفعل الماضي بعد كل أداة تحضيض.

ومنه قول أبي فراس الحمداني من قصيدة طويلة في التشييع لآل على والرد على خصوهم:

هلا صفحتم عن الأسرى بلا سبب؟ للصافحين ببدر عن أسيركم؟

هلا كففتم عن الديباج سوطكم؟ وعن بنات رسول الله شتمكم؟

أما إذا وقع الفعل المستقبل بعد أي أداة من الأدوات السابقة فإن معنى التحضيض يخرج إلى الحث في طلب شيء، كقول المعلم لتلميذه الذي لا يظهر اجتهادا: لولا تجتهد؟ ولمن لا يصغي إليه أثناء الدرس: لوما تصغي إلي؟، ولمن ينقطع عن المدرسة أحيانا: ألا تواظب على الحضور إلى المدرسة؟ ولمن يقرأ من غير جد: هلا تقرأ خير من ذلك؟

فالتحضيض في كل هذه المعاني قد خرج إلى الحث أو الإستحداث على الفعل، وذلك لوقوع الفعل المستقبل بعد أدوات التحضيض. ومما ورد من ذلك في القرآن الكريم قوله تعالى: ?لوما تأتينا بالملائكة ?وفي هذا شاهد على وقوع الفعل المستقبل بعد أداة التحضيض فأفاد طلب الفعل بحث، وقد خرج الإستفهام هنا إلى معنى الأمر، أي إيتنا بالملائكة.

وقد يلي الفعل الماضي أداة التحضيض فلا يفيد اللوم والتوبيخ وإنما يفيد الطلب بحث، وذلك لأن الماضي في تأويل الفعل المستقبل، نحو قوله تعالى:?لولا أخرتني إلى أجل قريب? إذ المعنى: لولا تأخرني إلى أجل قريب.

وقد تستعمل أداة العرض (ألا) للتحضيض إذا دلت على طلب الفعل بحث نحو قوله تعالى:?ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم?، وكقولك لمن يخلف الوعد: ألا تفي بوعدك؟ ولمن يضيع وقته سدى: ألا تملأ وقتك بعمل نافع؟ وهكذا….

منقول من موقع المربد الأدبي

http://www.merbad.org/tareknew/index.php?op=articulos&task=verart&aid=170

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير