(الشَّهام) نقل الجوهريّ عن الأصعميّ أنّ الشَّهام: السِّعلاة، وروى ذلك بعض اللّغويّين.
وقال ابن فارس في اشتقاقه: ((الشّين والهاء والميم أصل يدلّ على ذكاء، يقال: رجل شَهْم، وربّما قالوا للمذعور مشهوم، وهو قياس صحيح؛ لأنّه إذا تفزّع بدا ذكاء قلبه. ويقولون: إنّ الشّهام: السّعلاة، فإن صحّ هذا فهو ـ أيضاً ـ من الذكاء)).
(الشَّيْطَان) واحد الشّياطين؛ جنس من الجنّ، توسعت العرب في استعماله، وأطلقته على كلّ عات متمرّد من الجنّ والإنس والدّواب، يقال: تشيطن الرّجل وشيطن؛ إذا صار كالشّيطان وفعل فعله.
والأظهر في اشتقاقه أنّه من قولهم: شَطَنَتْ داري من دارك؛ أي: بعدت، ونوًى شَطُون؛ أي: بعيدة، وعلى هذا قول النّابغة:
نَأَتْ بسُعَادَ عَنْكَ نَوًى شَطُون ... فبانَتْ والفُؤادُ بها رَهينُ
والشّيطان بعيد من رحمة الله، بعيد من الحقّ بتمرّده وطغيانه، فهو على هذا الاشتقاق (فيعال).
ويحتمل وزناً آخر يأتي ذكره في الفصل الثّاني ـ إن شاء الله ـ.
(شيطانُ الحماطة) أو شيطان الحماط، يعنون به الشّيطان أو ضرباً من الحيات له عرف، يسمّونه شيطاناً، والحماطة شجرة شبيهة بالتين، تألفها الحَيّات. وقيل: هو الأفانَى إذا يبس، يقال: شيطان حماط، كما يقال: ذئب غضا، وتيس حُلّب، قال راجز وقد شبه امرأة بحيّة ذات عرف:
عُنجَرِدٌ تحلِفُ حين أحلِفُ
كمثلِ شيطانِ الحَمَاطِ أعرِفُ
(عِفْرِيت) وهو جنس الشّيطان المتمرّد الخبيث، وهو من الجنّ، قال U: ] قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الجِنِّ أنا آتيكَ بِهِ [.
واشتقاقه من مادّة (عفر)، ومن معانيها: الشِّدّة والقوّة، أو من: عَفَرَ خصمَه في التّراب، والتّاء في ((عِفْريت)) زائدة للإلحاق بقِنْدِيل.
(العَكَنكع) قال أهل اللّغة: ((العَكَنكَع)) هو الذكر من الغيلان أو الخبيث منها، ويقال له: ((الكَعَنْكَع)) على القلب، وسيأتي في حرف الكاف من هذا المبحث.
وروى الأزهريّ عن الفرّاء أنّه قال: ((الشّيطان هو الكَعَنْكَع والعَكَنْكَع والقازّ)).
وهو ثلاثيّ مزيد بالنّون، وكُرِّرَت الكاف فيه إلحاقاً بالخماسيّ ((شَمَرْدَل)).
(عُمّار) جمع: عامر، وهو صنف من الجنّ يسكنون مع الناس في بيوتهم، كما يقول ابن عبد البر؛ أي: يعمرونها. وقال اللّحياني: ((دار معمورة: يسكنها الجنّ)). وقال الجوهري: ((عُمّار البيوت سُكّانها من الجنّ)).
(العَيْهَرَة) قال ابن دريد: ((العَيْهَرَة: الغول في بعض اللّغات، والذّكر منها ـ زعموا ـ العَيْهران، والجمع: العَيَاهر)).
ونقله ابن سيده، وابن منظور، والزَّبيدي.
واشتقاقه من (العَهْر) بمعنى: الشّرّ والفجور، ومما يفسّره ما رواه ابن فارس عن المُنتَجِع قال: ((كلُّ من طلب الشّرّ ليلا من سَرَقٍ أو زِنْيٍ فهو عاهر)).
(الغُول) ذكروا أنّ الغول جنس من الشّياطين والجنّ، وقيل: الغول: هَمْرَجَةٌ من الجنّ. والهَمْرَجَة: الالتباس والاختلاط، وقيل: الغول الذّكر من الجنّ، والسّعلاة: الأنثى، وقيل: الغول ساحرة الجنّ، تتلوّن للإنس، وكانت العرب تقول: إنّ الغول تتراءى للناس في الفلاة، فتغوّل تغوّلاً؛ أي: تتلوّن تلوّناً في صور شتى، وتغُولُهُم أي: تضلّهم عن الطّريق، وتهلكهم، وذكرها في أخبارهم وأشعارهم فاشٍ.
والأعراب تزعم أن الغول تتصوّر في أحسن صورة، إلاّ أنّه لا بدّ أن تكون رجلها رجل حمار، وروى الجاحظ عن الخليل أنّ أعرابيّاً أنشده في صفة الغول:
وحافرِ العيرِ في سَاقٍ خدلّجةٍ
وجَفْنِ عينٍ خلافَ الإنس في الطّول.
ووصفها تأبّط شراً في قصة رواها أهل الأدب، وملخّصها: أن تأبّط شراً لَقِيَ الغول في ليلة ظلماء، في موضع يقال له: رَحَا بطان، في بلاد هذيل، فأخذت عليه الطّريق، فلم يزل بها حتّى قتلها، وبات مُتّكئاً عليها ليراها في ضوء النّهار، فقال في ذلك قصيدة طويلة مشهورة منها قوله:
ألا مَنْ مبلغٌ فتيان قومي ... بما لاقيتُ عند رَحَا بِطان؟
فإنّي قد لقيت الغُولَ تهوي ... بسَهْبٍ كالصّحيفةِ صَحْصَحَانِ
فشَدَّت شَدَّةً نحوي فأهْوَى ... لها كفّي بمصقول يماني
فأضربُها بلا دهشٍ فخرّتْ ... صريعاً لليدين وللجرانِ
فلم أنفكُّ متَّكئاً عليها ... لأنظر مُصبحاً ماذا أتاني
إذا عينانِ في رأسٍ قبيحٍ ... كرأسِ الهِرِّ مشقوقِ اللّسانِ
وساقا مُخْدَجٍ وشواةُ كلب ... وثوبٌ من عَباءٍ أو شِنانِ
¥