(الأَجْدَع) روي عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في أبواب النّهي عن بعض الأسماء أنّه قال: إنّ الأجدع اسم شيطان، وأمر بتغييره. فقد جاء في بعض السّنن عن مسروق قال: ((لقيت عمر بن الخطّاب رضي الله عنه فقال من أنت؟ فقلت: مسروق بن الأجدع. فقال عمر: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: الأجدع شيطان. أنت مسروق بن عبد الرّحمن)).
ونُقِل عن الفَرَّاء أنّه قال: هو الشّيطان والمارد والمارج والأجدع.
والأجدع على وزن (أَفْعَل) من (جدع) والجَدْعُ القطع البائن في الأنف، أو الأذن، أو الشّفة، أو اليد ونحوها. والجَدْعُ على هذا المعنى ضرب من التّشويه والتّقبيح، وهو يناسب صفات الشّيطان، ومنها القبح والدّمامة.
(الأَحْقَب) قيل: هو من الجنّ الذين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم من نصيبين لاستماع القرآن. روى البخاريّ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: ((أتاني وفد جنّ نصيبين، ونعم الجنّ، فسألوني الزّاد فدعوت اللّه لهم أن لا يمرّوا بعظم ولا بروثة إلاّ وجدوا عليها طعاماً)).
وذكر بعض الشّراح أسماء بعض هؤلاء الجنّ، ومنهم الأحقب، واختلفوا في عددهم، فقيل تسعة، وقيل سبعة، وقيل خمسة، وذكر ابن دريد أسماء الخمسة، وهم: حَسا، وبَسا، وشاصر، وباصر، والأحقب.
وقال الصّغاني: الأحقب اسم بعض الجنّ الّذين جاءوا من نصيبين يستمعون القرآن من النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
وقال الفيروز أبادي: الأحقب اسم جنّي، ولم يعيّنه.
أمّا اشتقاق الأحقب فيحتمل أن يكون من الحقبة وهي الدّهر، وهي مدّة لا وقت لها، وسمّى به هذا الجنّي؛ لأنّ الجنّ يعمّرون، ولا تعرف مدّة أعمارهم على وجه التّحقيق.
وقد يكون صفة للجنّي مشتقّة من الحَقَب، وهو الحزام الّذي يلي حقو البعير، ومنه قالوا: الأحقب، لحمار الوحش الّذي في بطنه بياض، وقيل هو الأبيض موضع الحَقَب.
أو يكون بمعنى المردف على حقيبة الرّجل، من قولهم: أحقب زاده خلفه على راحلته، أي جعله وراءه حقيبة.
(الأَخْصَم) قيل هو من الجنّ الّذين وفدوا من نصيبين لاستماع القرآن من النّبيّ صلى الله عليه وسلم ورد اسمه في رواية أبي نعيم بسنده عن ابن إسحاق.
وهو من ((الخَصْم)) بمعنى المنازعه، ولا يستبعد أن يكون ((الأخصم)) محرّفاً من ((الأحقب)) الّذي تقدم ذكره.
(الأَدْرَس) وهو: اسم جِنّيٍّ ذُكر ضمن الجنّ الذين قدموا نصيبين لاستماع القرآن من النّبيّ صلى الله عليه وسلم في بعض الرّوايات؛ نقل ذلك ابن حجر في: ((الفتح))، و ((الإصابة)) من خطّ مغلطاي.
واشتقاقه من ((درس)) وهو أصل يدلّ على خفاء وخفضٍ وعَفاء.
(الأرقم) وهو اسم أحد الجنّ الذين قدموا من نصيبين لاستماع القرآن من النّبيّ صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك إسماعيل بن أبي زياد في تفسيره عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في قوله تعالى:] وإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الجنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآن [. نقل ذلك ابن حجر في ((الإصابة)).
واشتقاقه من ((الرَّقْم)) وهو الرَّقْش والتّوشية والتّنقيط، ومنه ((الأرقم)) حَيّة مرقّمة بحمرة وسواد تشبه الجانّ في اتقاء النّاس، وهي من أخبث الحيّات وأطلبها للنّاس.
(أَزَبُّ) وقيل: ((الأَزَبّ))، هو أحد الجنّ الذين قدموا من نصيبين لاستماع القرآن من النّبيّ صلى الله عليه وسلم وفي بعض الرّوايات: ابن الأزبّ.
وله ذكر في بعض الأحاديث خلاف حديث (جنّ نصيبين) يقال له تارة: ((ابن الأزبّ)) وتارة (الأزبّ)). وورد مضافاً إلى العقبة في قولهم: ((أزبّ العَقبة)).
وجاء في بعض الرّوايات: ((إِزْبٌ)) بكسر الهمزة وسكون الزّاي، على وزن (فِعْل) والإِزْبُ هو القصير، وهو من مادة (أزب).
وأما اشتقاقه على الرّوايات المشهورة، وهي: ((أزبّ)) أو ((الأزبّ)) فهو من مادة (زبب) وهي أصل يدلّ على وُفُور في الشّعر، والأزبّ: طويل الشّعر، كثير شعر الحاجبين، وأهداب العينين، ومنه: بعير أزبّ.
(أَزَبُّ العَقَبَة) تقدم لفظ ((أَزَبّ)) وأنّه من جِنّ نصيبين. ويرد في اللّغة قولهم: ((أَزَبّ العَقَبَة)) وهو اسم شيطان مضاف إلى العقبة، وقيل: هي حَيّة.
والأزبّ في اللّغة كثير الشّعر، والعقبة المكان المرتفع.
(الأَزْيَبُ) وهو من أسماء الشّياطين، وفي بعض الرّوايات: ابن أزيب.
¥