وقد أهله كل ذلك أن يتولى رئاسة ديوان الرسائل أيام الخليفة المأمون، إلا أنه طلب أن يعفى منه فأعفي، ثم اتصل برجال الدولة في سامراء فكسب صداقتهم ورعايتهم، ولازم الوزير محمد بن عبد الملك الزيات وهو أديب شاعر، والفتح بن خاقان الذي كان كالجاحظ في حبه الكتاب والمطالعة، ولم يكد يفارقه كتاب حتى في مجلس الخليفة، وإبراهيم بن العباس الكاتب الشاعر، ثم قاضي القضاة أحمد بن دؤاد كبير المتكلمين وزعيم الاعتزال. وكان الجاحظ يلازم الوزير ابن الزيات مختصا به مقربا منه، ومنصرفا عن أحمد بن دؤاد للمنافسة بين الوزير وقاضي القضاة. ولما قبض الخليفة المتوكل على ابن الزيات هرب الجاحظ. ولما قتل ابن الزيات جيء بالجاحظ مقيدا إلى أحمد بن دؤاد، فنظر إليه أحمد وقال: "والله ما علمتك إلا متناسيا للنعمة، كفورا للصنيعة، معددا للمساوئ وما فتني باستصلاحي لك ولكن الأيام لا تصلح منك إلا لفساد طويتك ورداءة داخلتك وسوء اختيارك وتغالب طبعك. فقال الجاحظ: "خفض عليك أيدك الله، فوالله لأن يكون لك الأمر علي خير من أن يكون لي عليك، ولأن أسيء وتحسن أحسن عنك من أن أحسن وتسيء، وأن تعفو عني في حال قدرتك أجمل من الانتقام مني. فقال له ابن دؤاد: قبحك الله، ما علمتك إلا كثير تزويق الكلام ... فقال: جيئوا بحداد، فقال أعز الله القاضي ليفك عني أو ليزدني؟ فقال: بل ليفك عنك. فجيء بالحداد فغمزه بعض أهل المجلس أن يعنف بساق الجاحظ ويطيل أمره قليلا، فلطمه الجاحظ وقال: اعمل عمل شهر في يوم وعمل يوم في ساعة وعمل ساعة في لحظة، فإن الضرر على ساقي وليس بجذع ولا ساجة. فضحك ابن أبي دؤاد وأهل المجلس منه ... ثم قال: يا غلام صر به إلى الحمام وأمط عنه الأذى واحمل إليه تخت ثياب وطويلة وخفا، فلبس ذلك، ثم أتاه فتصدر في مجلسه".
أصيب الجاحظ في أواخر أيامه بالفالج، فكان نصفه مفلوجا لو نشر بالمناشير ما حسّ بها، ونصفه الآخر منقرس لو طار الذباب بقربه لآلمه. ثم توفي في البصرة في شهر المحرم عام 255هـ / 869م في عهد المعتز بالله، بعد أن جاوز التسعين من عمره. وقيل في موته إنه توفي بوقوع مجلدات الكتب عليه، إذ اعتاد أن يصف كتبه قائمة محيطة به ويجلس عليها، وكان عليلا فسقط عليه فمات.
ترك الجاحظ مؤلفات عديدة في شتى مجالات المعرفة، كما ترك مؤلفات تمثل مدرستين متميزتين أحداهما أدبية والأخرى في علم الكلام، فمن مؤلفاته الأدبية: البيان والتبيين، وكتاب البخلاء، والمزاح والجد، وكتاب المحاسن والأضداد،وكتاب عناصر الأدب، وكتاب الأمثال، وكتاب التاج في أخلاق الملوك. ومن مؤلفاته في علم الكلام: الحجة في ثبت النبوة، والرد على اليهود، والرد على الجهمية، وكتاب الحيوان وهو الكتاب الذي انفرد به الجاحظ عن علماء عصره ومن تلوه.
- - - - - - - - -
أما القائل:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ......... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
هو المتنبي0
لو كانت الأسئلة تتعلق بدراسة علمية،لما أجبت ولو بحرف واحد، لأني ضد هذا المذهب الفاسد،وبما أن الأمر مسابقة أدبية فلا بأس،وهذا جهد المقل0
نسيت أن أقول: لي نصف الجائزة:)
كلمة اعتراضية:
لايفوتني هنا قبل أن أختم المشاركة أن أرحب بعودة أستاذي المفضال سامح إلى ساحة الفصيح، فأهلا وسهلا بالحبيب المدلل:)
والسلام0
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 02:25 ص]ـ
كذلك أنا أرحب بسامح الكريم
كما أطمع في نصيب من الجائزة:)
ـ[بنت الإمارات]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 03:41 م]ـ
انتظرك أخي سامح .. أما بالنسبة للجائزة فإذا كانت شهادة تقدير هل أقطعها نصفان
أبو سارة أشكرك ولكن في حدود العشرة أسطر أخي ..
ـ[سامح]ــــــــ[08 - 04 - 2005, 01:16 ص]ـ
الأستاذ أبو سارة
و (راس المال) القاسم
شكراً لكم هذا الترحيب .. ولكني لم أغِب
إن كان حضور الأرواح محسوباً هنا ..
الأخت .. بنت الإمارات
كنت قد عزمت على إحضارها اليوم ولكني اضطررت
إلى التأخير .. بإذن الله ستصلك قبل الموعد ..
إذا كانت شهادة تقدير لاأريدها
أما إذا كانت عدا ذلك فلاتعزيلها عنا .. أو تخفيها
وليكن لنا منها نصيب:)
تحية ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سامح]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 07:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت / بنت الإمارات
¥