تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولذلك فإن الدول ذات الدين الواحد والمذهب الواحد أكثر استقرار من الدول ذات الثنائيات الدينية أو المذهبية، وأبرز مثال على ذلك دول شمال إفريقية ما عدا مصر، ولذلك فهي رغم كونها دولا غير أصولية!، تحارب بشدة أي تغلغل تنصيري أو حتى مذهبي في مجتمعاتها للحفاظ على نقائها الديني المذهبي فهو من أبرز عوامل استقرارها نسبيا، والجزائر في حربها للتنصير، والمغرب في حربها للمذهب الفارسي الذي حاول أخيرا التغلغل فيها خير شاهد على ذلك، فهي تحارب أي تغلغل ديني خارجي، وإن لم تكن حكومات ذات طابع إسلامي ظاهر فهي حرب سياسة ضد دين، تماما كحرب مصر للنفوذ الفارسي فالحكومة المصرية ليست ذلت توجهات إسلامية ومع ذلك تحرص على أحادية المذهب في أوساط المسلمين المصريين حفاظا على استقرار البلاد فالأمر لا يحتمل عنصرا ثالثا في مجتمع لا يهدأ مع كونه مكونا من عنصرين فقط!.

#####

وأما إدارة الدولة فهي في حقيقتها أمر تنظيمي لا يظهر فيه أثر التعصب الديني فهو جار مجرى المصالح المرسلة فليس توحيد اللغة في تسيير شئون الدولة أمرا يثير الغيرة الدينية، وإن أثار نوعا منها، في حال اللغة العربية تحديدا لبعدها الديني الظاهر، لا سيما في مكاتبات الدول الإسلامية التي تغلب عليها الديباجة الإسلامية، وقد ظهر أثر لهذا في مصر لما قام وزير المالية، وهو نصراني، بمنح حق طباعة مستندات الوزارة لنصراني مثله فطبعها مطعمة بالصلبان وهو ما أثار استياء قطاعات من المسلمين بل رفع بعضهم قضايا ضده!، ولكن اللغة عموما لا تثير مشكلة لكونها وسيلة التواصل في شئون الحياة العامة من بيع وشراء وطب ....... إلخ، التي يشترك فيها كل المواطنين، فلا يظهر وجه للتعصب فيها، بل التعصب أو التحزب فيها مذموم لكونها ميدانا فسيحا للتسامح بخلاف المعتقدات التي لا يمكن التسامح فيها.

#####

وأما تقسيم العالم على أساس ديني، فهو ما قال به صاحب نظرية صراع الحضارات وكلامه صحيح مع كونه من ألد أعداء الإسلام فقد أجاد في معرفة مكامن النفس البشرية فالدين هو الذي يرسم الحدود في الأذهان بين العوالم ولو كانت عير مرسومة على الورق، فذلك تأويل سنة التدافع الكونية ولا أشد باستقراء الماضي والحاضر من تدافع الأديان.

والله أعلى وأعلم.

عذرا على الإطالة.

وجزاك الله خيرا على هذا الإثراء للموضوع.

ـ[أبو سارة]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 12:07 م]ـ

كلام جميل ومنطقي يا أستاذ مهاجر

سلم بنانك وجزاك الله عنا كل خير

ـ[المزمجرّ]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 12:44 م]ـ

بل جزاك الله أنت أستاذي مهاجر – على الموضوع الجميل الذي وضح لي كثيرا من النقاط. ولا إطالة هناك فأنا أتمنى أن تطيل وتزيد من توضيح وأمثلة إلخ. بل أخشى أن أطيل أنا رغبة مني في المزيد رغم أنني مجرد قارئ. فعذرا.

إننا منذ الصغر نشأنا على عبارات الأمة العربية والوطن العربي – الذي ليس له اسم جغرافي أصلا – وعلى عمليات التوحيد التي لم ينجح منها إلا ما هو معروف. إن التخلي عن هذه الفكرة من أصعب الأمور على من يراها خيرا لكل المسلمين فقيادة واحدة أسهل من قيادتين أو أكثر مهما كان. ولم تأت برأيك في مسألة التوحيد. هل هي خاطئة؟ هل الدعوات لتوحيد بعض الدول أو كل الدول العربية أو الإسلامية أو غيرها يتعارض مع الفطرة؟ هل نقول بتوحيد ليبيا وتشاد مثلا أفضل من توحيد ليبيا ومصر أو لا فرق؟ وذلك كون كل تلك الدول يجمعها الدين الواحد (غالبا) ويقل عامل الجمع في اللغة. أو لنك أكثر تطرفا. فحسب أولويات بعض الدول فإن المصالح تعلو على الدين واللغة أيضا كما في الاتحاد الأوروبي ورغبة تركيا في الانضمام إليه. ومن ذلك يكون من الحق إذن انفصال جنوب السودان لأنه مختلف مذهبيا بل ولغويا أيضا!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير