فلن أرضى بمشغلةٍ وهمٍّ = وأنكادٍ يكون بها انغماسي
لي امرأةٌ وشاب الرأسُ منها = فكيف أزيد حظي بانتكاسي
فصاحوا سنَّة المختار تُنسى = وتُمحى أين أربابُ الحماسِ؟
فقلتُ أضعتُم سُنناً عِظاماً = وبعض الواجبات بلا احتراسِ
لماذا سُنَّةُ التعداد كنتم = لها تسعون في عزمٍ وباسِ
وشرع الله في قلبي و روحي = وسُنَّة سيدي منها اقِتباسي
إذا احتاج الفتى لزواجِ أُخرى = فذاك له بلا أدنى التباسِ
ولكن الزواج له شروطٌُ = وعدلُ الزوج مشروطٌٌ أساسي
وإن معاشر النسوان بحرٌ = عظيم الموجِ ليس له مراسي
ويكفي ما حملتُ من المعاصي = وآثام تنوء بها الرواسي
فقالوا أنت خوَّافٌ جبانٌ = فشبّوا النار في قلبي وراسي
فخِضتُ غِمار تجرُبةٍ ضروسٍ = بها كان افتتاني وابتئاسي
يحزُّ لهيبها في القلب حزَّاً = أشد عليَّ من حزِّ المواسي
رأيت عجائباً ورأيتُ أمراً = غريبا في الوجودِ بلا قياسِ
وقلتُ أظنُّني عاشرت جِنَّاً = وأحسب أنَّني بين الأناسي
لأتفه تافهٍ وأقلِّ أمرٍ = تُبادر حربُهن بالإنبجاس
وكم كنتُ الضحية في مرارٍ = وأجزم بانعدامي و انطماسي
فإحداهن شدَّت شعر رأسي =وأخراهن تسحب من أساسي
وإن عثُر اللسان بذكرِ هذي = لهذي شبَّ مثل الالتماسِ
وتبصرني إذا ما احتجتُ أمراً = من الأخرى يكون بالإختلاسِ
وكم من ليلةٍ أمسي حزيناً = أنامُ على السطوحِ بلا لباسِ
وكنتُ أنام مُحترماً عزيزاً = فصرتُ أنام ما بين البِساسِ
أُرَضِّعُ نامس الجيران دَمِّي = وأُسقي كلَّ برغوث بكاسي
ويومٌ أدَّعي أنِّي مريضٌ = مصابٌ بالزكامِ وبالعُطاسِ
وإن لم تنفع الأعذار شيئاً = لجئتُ إلى التثاؤب والنعاسِ
وإن فَرَّطْتُّ في التحضير يوماً = عن الوقت المحدد يا تعاسي
وإن لم أرضِ إحداهنَّ ليلاً = فيا ويلي ويا سود المآسي
يطير النوم من عيني وأصحو = لقعقعةِ النوافذ والكراسي
يجيء الأكل لا ملح ٌ عليه = ولا أُسقى ولا يُكوى لباسي
وإن غلط العيال تعيث حذفاً = بأحذيةٍ تمُّرُ بقرب رأسي
وتصرخ ما اشتريت لي احتياجي = وذا الفستان ليس على مقاسي
ولو أنى أبوحُ بربعِ حرفٍ = سأحُذفُ بالقدورِ وبالتباسي
تراني مثل إنسانٍ جبانٍِ = رأى أسداً يهمُّ بالافتراسِ
وإن اشرِي لإحدَّاهن فِجلاً = بكت هاتيك ياباغي وقاسي
رأيتك حامِلاً كيساً عظيماً = فماذا فيه من ذهبٍ و ماس
تقول تُحبُّني وأرى الهدايا = لغيري تشتريها والمكاسي
وأحلفُ صادقا ً فتقول أنتم = رجالٌ خادعون وشرُّ ناسِ
فصرت لحالةٍ تُدمي وتُبكي = قلوب المخلصين لِما أُقاسي
وحار الناس في أمري لأني = إذا سألوا عن اسمي قلت ناسي
وضاع النحو والإعراب مني = ولخْبطتُّ الرباعي بالخُماسي
وطلَّقتُ البيان مع المعاني = وضيعَّت ُ الطباق مع الجناسِ
أروحُ لأشتري كُتباً فأنسى = وأشري الزيت أو سلك النحاسِ
أسير أدور ُ من حيٍّ لحيٍّ = كأنِّي بعض أصحاب التكاسي
ولا أدري عن الأيامِ شيئاً = ولا كيف انتهى العام الدراسي
فيومٌ في مخاصمةٍ ويومٌ = نداوي ما اجترحنا أو نواسي
وما نفعت سياسة بوش يوماً = ولا ما كان من هيلاسيلاسي
ومن حلم ابن قيس أخذتُ حلمي = ومكراً من جحا وأبي نواسِ
فلما أن عجزتُ وضاق صدري = وباءت أُمنياتي بالإياسي
دعوتُ بعيشة العُزّاب أحلى = من الأنكادِ في ظلِّ المآسي
وجاء الناصحون إليّ أُخرى = وقالوا نحن أرباب المراسي
ولا تسأم ولا تبقى حزيناً = فقد جئنا بحلٍ دبلوماسي
تزوَّج حرمةً أُخرى لتحيا = سعيداً ساِلماً من كل باسِ
فصحتُ بهم لئن لم تتركوني = لانفلتنَّ ضربا ً بالمداسِ
والله من وراء القصد
ـ[ثابت قطنة]ــــــــ[19 - 07 - 2003, 08:18 م]ـ
الإبداع ليس له حد , والروعة ما لها من ساحل , هذا مايثبته كتاب
الدكتور: عبد الله بن سليم الرشيد الذي صدر مؤخرا بعنوان:
الأفاكيه والنوادر (مدخل لتدريس فنون اللغة العربية)
حيث استطاع المؤلف في هذا الكتاب أن يوظف الأفاكيه والنوادر في
تدريس اللغة العربية ليمزج اللغة بما يحببها للطا لب ويجعل من دروس
اللغة دروسا ممتعة مفيدة قريبة إلى ذهن المتلقي وإدراكه.
استطاع المؤلف أن يجدد في المضمون بحيث إنه استطاع أن يغوص في
أعماق كتب الأدب وغيرها ليلتقط ما يصعب التقاطه فلن تعدم في هذا
الكتاب من جديد ونادر. .
وقد رتب المؤلف الأفاكيه والنوادر بحسب فنون اللغة ليجد القارئ بغيته
بيسر وسهولة.
أخيرا أدعكم مع هذا المؤلَّف العزيز الذي هو بحق فريد في بابه نادر في
مضمونه , وإن كنت - بعد قراءتي له - أتمنى أن أنساه حتى أستمتع
بقراءته من جديد!.
. ثابت
ـ[الأخطل]ــــــــ[19 - 07 - 2003, 09:06 م]ـ
أخي ثابت
جزاك الله خيرا
وتأكد بأني سوف أقتنيه وفي أقرب فرصة
ولن أنساك من خالص الدعاء
أخوك الأخطل .................................
ـ[حروف]ــــــــ[20 - 07 - 2003, 01:54 م]ـ
جزاك الله عنا كل خير أخي الكريم ..
وجعله في موازين حسناتك ..
لكن .. هل من كتب أخرى للأستاذ عبد الله الرشيد ..
لم يسبق لي أن قرأت له شيئاً ..
سوى ديواناً بعنوان (حروف من لغة الشمس) ..
تحياتي ..
¥