تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 05:34 م]ـ

نَعْلُ رسولِ الله:

قعد الخليفة المهدي قعوداً عاماً للناس، فدخل رجل وفي يده نعل في منديل فقال: يا أمير المؤمنين، هذه نعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد أهديتها لك.

فقال: هاتِها!!!

فدفعها إليه، فقبّل المهدي باطنَها ووضعها على عينيه، وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم، فلما أخذها وانصرف قال المهدي لجلسائه:

أترون أني لم أعلم أن رسول اللّه لم ير النعل هذه، فضلاً عن أن يكون لبسها!!؟

غير أننا لو كذّبناه قال للناس:

أتيتُ أميرَ المؤمنين بنعل رسول اللّه فردّها عليّ، وكان من يصدّقه أكثَرَ ممن يدفع خبرَه، إذ كان من شأن العامة الميل إلى أشكالها، والنصرة للضعيف على القوي وإن كان الضعيف ظالماً فاشترينا لسانَهُ وقبلنا هديته، وصدَّقنا قوله، ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح.

(من كتاب:

"تاريخ بغداد"؛ للخطيب البغداديّ)

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 05:51 م]ـ

هدايا الأمراء غُلول:

استعمل النبي صلى الله عليه وسلم، رجلاً من الأزد، يقال له ابن اللتية، على جمع الصدقات، فجمعها وأتى بها إلى الرسول، وقد جعلها كومتين، فقال الرسول:

ما هذا؟ وما هذا؟ فقال ابن اللتية:

هذا لكم، وهذا أُهْديَ إليّ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه:

"ما بال الرجل نستعمله على عمل مما ولانا الله، فيقول هذا لكم وهذا أُهْديَ إليّ، فهلا جلس في بيت أبيه أو أمه فنظر، أيهدى إليه شيء أم لا؟ والذي نفسي بيده، لا يأخذ منه شيئاً، إلا جاء يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيراً له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تبعر". ثم رفع يديه حتى رأينا بياض إبطه وقال:

"اللهم بلغت اللهم فاشهد".

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 05:55 م]ـ

هل يؤكل المالُ بعينه!!؟

لما تمهّدت بلاد اليمن لتوران شاه بن أيوب (وهو أخو السلطان صلاح الدين)، واستقامت له أمورُها، كرِهَ المقام بها لأنها بلاد مجدبة. فكتب إلى صلاح الدين يستقيل منها، ويسأله الإذن له في العَوْد إلى الشام، ويشكو حالَه. فأرسل إليه أخوه رسولاً مضمونُ رسالتِهِ ترغيبُه في الإقامة، وأن اليمن كثيرة الأموال ومملكة كبيرة.

فلما سمع توران شاه الرسالة، قال لمتولّي خزانته:

احضر لنا ألف دينار.

فأحضرها في كيس. فقال لأستاذ داره، والرسول حاضر عنده:

أرسِل هذا الكيس إلى السوق يشترون لنا بما فيه قطعة ثلج.

فقال أستاذ الدار: يا مولانا، هذه بلاد اليمن، من أين يكون فيها ثلج!!؟ فقال: دعهم يشترون بها طبق مشمش لوزي.

فقال: من أين يوجد هذا النوع ههنا!!؟

فجعل يعدّد عليه جميع أنواع فواكه دمشق، وأستاذ الدار يُظْهِر التعجب من كلامه، وكلما قال له عن نوع، يقول له:

ومن أين يوجد هذا ههنا!!؟

فلما استوفى الكلام إلى آخره، قال توران شاه للرسول:

ليت شعري ماذا أصنع بهذه الأموال إذا لم أنتفع بها!!؟

هل يؤكل المالُ بعينه!!؟

أم فائدته أن يتوصل به الإنسان إلى بلوغ أغراضه!!؟

فعاد الرسول إلى صلاح الدين، وأخبره بما جرى، فأذِن له في المجيء.

(من كتاب:

"وفيات الأعيان"؛ لابن خلكان)

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 05:58 م]ـ

والدة شهيد:

قال أبو بكر الصديق:

كنت يوماً أطوف بالمدينة، وأنا خليفة رسول الله، فرأيت في درب من دروبها الضيقة كوخاً، ما رأيت أحداً يدخل فيه، ولا يخرج منه، أياماً طوالاً، فأردت أن أعرف أصحابه، فطرقت يوماً بابه، واستأذنت، فسمعت من داخله صوتاً ضعيفاً، يأذن لي بالدخول فدخلت، فما وجدت به من الأحياء غير امرأة عجوز، بلغت أرذل العمر، ودُرت بعيني في جوانبه، فما وجدت فيه ما يؤكل، أو يُشرب، فتقطع قلبي من الحزن، وسالت دموعي، ورأيت العجوز لا تتحرك من مكانها، فسألتها عن مرضها، فقالت:

إنني يا بني مقعدة، لا أستطيع نهوضاً من مكاني، فزادت حسرتي عليها، ثم سألتها وأين أهلك؟ قالت:

لا أعرف في الدنيا غير الله، الله وحده، وهو الباقي لي، كان لي ولد وحيد، مات وهو يجاهد في سبيل الله، ومن يوم أن ذهب، ما انفتح بابي لإنسان، ولا دخل عليّ طعام ولا شراب، حتى رأيتك اليوم بعد أشهر من وفاة ولدي، قلت: وكيف بقيت بلا طعام ولا شراب!!؟

قالت: ترك ولدي بقية من التمر، وجرَّة من الماء، فصرت آكل في اليوم تمرتين أو ثلاثاً، وأشرب قطرتين أو ثلاثاً من الماء، واعتقدت أن حياتي لن تطول إلى أن ينفد التمر والماء جميعاً.

فلما سمعت قصتها بكيت كثيراً، وصليت كثيراً، واستغفرت ربي طويلاً، وجعلت نفسي أن أعودها كل يوم مرات، أحمل طعامها على يدي، وشرابها على كتفي، وصرت أخدمها خدمة الخادم المخلص لسيدته حتى قُضي أجلها.

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 06:03 م]ـ

وشاية حاسد:

حقد شيخ أشيب على أحد المقربين من فخر الملك - فوشى به عنده في مقال رفعه، فوقَّع فخر الملك على المقال بما يأتي:

السعاية قبيحة وإن كانت صحيحة، فإن كنت أجريتها مجرى النصح. فخسرانك فيها أكثر من الربح، ومعاذ الله أن نقبل من مهتوك في مستور، ولولا أنك في خفارة شيبك لقابلتك بما يشبه مقالك، ويردع أمثالك، فاكتم هذا العيب واتق من يعلم الغيب، والسلام على من لا سلام عليه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير