تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكيفَ لك السُّرورُ وأنتَ رَهْنٌ ولا تَدري أَتُفْدى أم غَلِقْتا

وسَلْ من ربك التوفيق فيها وأخلصْ في السؤالِ إذا سألتا

ونادِ إذا سجدتَ لهُ اعترافاً بما ناداهُ ذو النُّون بنُ ii مَتّى

ولازِم بابَهُ قرعاً عَسَاهُ سيفتحُ بابَهُ لكَ إن قَرَعتا

وأَكْثِرْ ذكرَهُ في الأرضِ ii دَأباً لِتُذْكَرَ في السماءِ إذا ii ذَكَرتا

ولا تقل الصِّبا فيه ii مجالٌ وفكرْ كمْ صغيرٍ قد دفنتا

وقُلْ لي يا نَصيحُ لأنت أولى بِنُصْحِكَ لو بِعقلكَ قد ii نَظَرتا

تُقطعني على التفريط ii لَوْماً وبالتفريط دهركَ قد قطعتا

وفي صِغري تُخَوِّفني المنايا وما تجري بِبالك حين ii شِختا

وكنتَ مع الصِّبا أهدى سبيلاً فما لك بعدَ شيبكَ قد ii نُكِستا

وها أنا لم أخُضْ بحرَ الخطايا كما قد خُضتَهُ حتى غَرِقتا

ولم أشربْ حُمَيا أم دَفرٍ وأنت شربتها حتى ii سَكِرتا

ولم أحللْ بوادٍ فيه ii ظُلمٌ وأنت حللتَ فيه ii وانهملتا

ولم أنشأْ بِعَصْرٍ فيه ii نَفعٌ وأنتَ نشأتَ فيه وما انتفعتا

وقد صاحبتَ أعلاماً كِباراً ولم أرك اقتديت بمن ii صَحِبتا

وناداك الكِتابُ فلم ii تُجِبهُ ونهْنهَكَ المشيبُ فما انتبهتا

لَيَقبحُ بالفتى فِعل التصابي وأقبحُ منهُ شيخٌ قد ii تفتى

فأنت أحقُّ بالتفنيد ii مِني ولو سكتَ المسيءُ لما ii نطقتا

ونَفسَكَ ذُمّ لا تذممْ سِواها بِعيبٍ فهي أجدرُ مَنْ ii ذَممتا

فلو بكت الدِّما عيناك ii خوفاً لِذنبكَ لم أقلْ لك قد ii أمِنتا

ومَنْ لكَ بالأمانِ وأنت عَبدٌ أُمِرتَ فما ائتمرت ولا أطعتا

ثَقُلتَ من الذنوبِ ولست تَخشى لِجهلكَ أن تَخِفَّ إذا ii وُزِنتا

وتُشفقُ للمُصرِ على ii المعاصي وتَرحَمُهُ، ونفسكَ ما رحمتا

رجعتَ القهقرى وخَبطتَ عشوا لعمركَ لو وصلتَ لما رَجعتا!

ولو وافيتَ ربكَ دون ii ذنبٍ وناقشكَ الحِسابَ إذا ii هَلِكتا

ولم يظلمك في عملٍ ii ولكن عسيرٌ أن تقوم بما ii حملتا

ولو قد جئتَ يومَ الفَصْلِ ii فرداً وأبصرتَ المنازلَ فيه شتى

لأعْظمتَ الندامةَ فيه لهفاً على ما في حياتك قد ii أضعتا

تَفِرُّ من الهجيرِ وتتقيه فهلاَّ عن جهنم قد فررتا؟

ولست تطيق أهونها عذاباً ولو كنتَ الحديد بها لذُبتا

فلا تكذبْ فإن الأمر ii جِدُّ وليس كما احتسبتَ ولا ظننتا

أبا بكرٍ كشفت أقل ii عيبي وأكثرهُ ومُعظمهُ سَترتا

فقل ما شئت فيِّ من ii المخازي وضاعِفها فإنك قد صَدقتا

ومهما عِبتني فلِفرْطِ ii عِلمي بباطنتي كأنك قد مدحتا

فلا ترضَ المعايبِ فهي ii عارٌ عظيمٌ يورثُ الإنسان ii مقتا

وتهوي بالوجيه مِن الثريا وتُبْدِلُهُ مكان الفوق تحتا

كما الطاعات تنعلك الدراري وتجعلك القريبَ وإن ii بَعُدتا

وتنشر عنك في الدنيا جميلاً فتُلفى البَرَّ فيها حيثُ كُنتا

وتمشي في مناكبها ii كريماً وتجني الحمد مما قد غَرستا

وأنتَ الآن لم تُعرف ii بِعابٍ ولا دنستَ ثوبكَ مُذْ نَشأتا

ولا سابقتَ في ميدان ii زورٍ ولا أوضعْتَ فيهِ ولا ii خببتا

فإن لم تَنأ عَنْهُ نَشِبْتَ ii فيه ومن لك بالخلاص إذا نَشِبتا

ودَنَّسَ ما تَطهر منك حتى كأنك قبل ذلك ما طهرتا

وصرت أسيرَ ذَنْبِكَ في وَثاقٍ وكيفَ لك الفكَاك وقد أُسِرتا

وخفْ أبناء جِنسكَ واخشَ منهم كما تخشى الضراغِمَ ii والسَّبتنى

وخالطهم وزايلهم حِذاراً وكنْ كالسامري إذا لَمستا

وإن جَهِلوا عليك فقل سلاماً لعلك سوف تسلم إن ii فعَلتا

ومَنْ لك بالسلامةِ في ii زمانٍ ينالُ العُصْمَ إلا إن عُصِمتا

ولا تلبثْ بحيٍّ فيه ضَيْمٌ يُميتُ القلبَ إلا إن كُبِلتا

وغَرِّبْ فالغريبُ له ii نَفاقٌ وشرِّقْ إن بِرِيقكَ قد ii شرقتا

ولو فوقَ الأميرِ تَكُونُ فِيها سُمُواً وافتخاراً كنت أنتا

وإن فرقتها وخرجتَ ii مِنها إلى دار السلام فقد سَلِمتا

وإن كرَّمتها ونظرتَ منها بإجلالٍ فنفسكَ قد ii أهنتا

جمعت لك النصائحَ ii فامتثلها حياتك؛ فهي أفضل ما امتثلتا

وطولتُ العتابَ وزِدتُ ii فيهِ لأنك في البطالةِ قد أطلتا

فلا تأخذ بتقصيري ii وسَهوي وخذْ بوصيتي لك إن ii رَشَدتا

وقد أردَفتها ستاً حِساناً وكانت قبلُ ذا مِئةٍ وستا

والله من وراء القصد

ـ[الجهني]ــــــــ[24 - 08 - 2002, 03:06 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

هذه البكائية لأحد عمالقة الشعر العربية وهو الشاعر: عمر أبو ريشه

اقرؤها بتمهل فهي قصيدة تستحق القراءة0

[/ poet]

هذه القصيدة للشاعر عمر أبو ريشة

*

خطُ أختي لم أكن أجهله

إن أختي دائماً تكتب لي

*

*

حدثتني أمس عن أهلي وعن

مضض الشوق وبُعد المنزل

*

*

ماعساها اليوم لي قائلة؟

أيُّ شيءٍ يا ترى لم تقلِ

*

*

وفضضت الطرس .. لم أعثر على

غير سطرٍ واحدٍ .. مختزلِ

*

*

وتهجيت بجهدٍ بعضه

إن أختي كتبت في عجل

*

*

فيه شيءٌ ... عن عليٍ مبهمٌ

ربما بعد قليل ينجلي

*

*

وتوقفتُ .. ولم أتممْ .. وبي

رعشاتُ الخائف المبتهل

*

*

وترآءى لي عليٌّ كاسياً

من خيوط الفجر أسنى حُلَلِ

*

*

مَرِحَ اللفتةِ مزهو الخطى

سلس اللهجة حلو الخجل

*

*

تسأل البسمةُ في مرشفه

عن مواعيد انسكاب القُبَلِ

*

*

طلعةٌ استقبل الدنيا بها

ناعم البال بعيد المأمل

*

*

كم أتى يشرح لي أحلامه

وأمانيه على المستقبل

*

*

قال لي في كبرياء إنه

يعرف الدرب لعيش أفضل

*

*

إنه يكره أغلالي التي

أوهنت عزمي وأدمت أرجلي

*

*

سوف يعطي في غدٍ قريته

خبرة العلم وجهد العمل

*

*

وسيبني بيته في غايةٍ

تترامى فوق سفح الجبل

*

*

وسأعتز به في غده

وأراه مثلاً للرجل

*

*

عدت للطرس الذي ليس به

غير سطرٍ .. واحدٍ .. مختزلِ

*

*

وتجالدت .. لعلي واجد

فيه ما يبعد عني وجلي

*

*

وإذا أقفل معناه على

وهمي الضارع .. كل السبل

*

*

غرقت عيناي في أحرفه

وتهاوى مِزقاً عن أنملي

*

*

قلبُ أختي .. لم أكن أجهله

إن أختي دائماً تحسن لي

*

*

ما لها تنحرني نحراً على

قولها .. مات ابنها .. مات علي

*

والله من وراء القصد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير