ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[27 - 05 - 2003, 11:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء يجري لاهثا فقد تأخر ولا اظن انه سيرضى بالمرور فقط
فانتظروه
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[28 - 05 - 2003, 10:45 م]ـ
مروان بن أبي حفصة
1 - مولده ونسبه:
شاعر مخضرم، اسمه مروان بن سليمان بن أبي حفصة. ولد في اليمامة سنة خمسة ومئة للهجرة.كنيته أبو الهندام أو أبو الهندام، ويكّنى أيضاً بأبي السمط، لأن السمط اسم لأحد أبنائه (1)،كما جاء في قوله:
أهْلا ًبطَيْفٍ لِأُم السمطِ أَرقنا ونحن لاصدد منا ولاكتب
ولقبه: ذو الكمرْ.أما نسبه فهو موضع خلاف بين الرواة الذين ترجموا له في أصله. فقد ذهب بعضهم إلى أن جدّه يزيد المكّنى بأبي حفصة كان طبيباًَ يهودياً، أسلم على يد الخلفية عثمان بن عفّان، وقيل على يد مروان بن الحكم.
وادّعت قبيلة عكْل العربية أن أبا حفصة ينتمي إليها، وقد أجمع أهل اليمامة وغيرهم على صحة هذا الادعاء. إلا أن أبا حفصة نفسه لم يقرّلهم بذلك حتى في عهد عبد الملك بن مروان (2) حيث كان الانتماء العربي مدعاة فخر واعتزاز.
كما أن حفيد أبي حفصة، وهو محمد بن إدريس بن سليمان بن يحبى بن أبي حفصة ينكر زعم قبيلة عكْل أن جده أبا حفصة منهم، ويصرح بأنه من العجم، كما جاء على لسانه:
"إنه رجل من العجم من سبي فارس، نشأ في عكْل وهو صغير " (1) ولأرجح أنه فارسي الأصل، وكان من سبي اصطخر التي هاجمها المسلمون مرتين وأصابوا منها ماشاؤوا (2). وقد يكون أبو حفصة أحد ما أ أصابوه، فنشأ في قبيلة عكْل وهو غلام، ثم اشتراه عثمان بن عفّان وباعه فيم بعد إلى مروان بن الحكم.
ولئن اختلف الروايات في نسب أبي حفصة، فإنها قد أجمعت على أنه كان مولى لمروان بن الحكم.
وقف أبو حفصة إلى جانب مولاء يوم الفتنة المعروف بيوم الدار الذي انتهى بمقتل عثمان بن عفّان.
وقد أبلى أبو حفصة البلاء الحسن في ذلك اليوم، ودعا رفاقه من المقاتلين إلى الصبر والثبات،وعدم القبول بالصلح مع الخصرم. فقال:
وّمَا قٌلْتُ يَوْمَ الدَّارِ لِلْقَوْمِ صَالِحُوا أَجَلْ لا، وَلَ اْخْتَرْتُ الْحَيَاة عَلَى الْقَتْلِ
وَلَكنِّني قَدْ قُلْتُ لِلْقَوْمِ جَالِدُوا بِاَسْيَافِكُمْ لاَ يََخْلُصَنَّ إلى الْكَهْلِ
وقد جرح مروان بن الحكم في هذه المعركة، فحمله أبو حفصة إلى دار امرأة من عنزة، وضل يداويه حتى تماثل للشفاء فأعتقه مروان عرفاناًَ لجميله. وإلى ذلك يشير أبو حفصة بقوله:
بَنُو مَرْوَانَ قَوْمٌ أَعْتَقُوني وَكُلُّ النَّاس ِ بَعْدُ لَهُمْ عَبيدُ
وزاد مروان في تكريمه إذ نزل له عن أم ولد تدعى: سكّر اسمها حفصة، فحضنها وكني بها.
جاء في الأغاني:
"فحفصة على هذا بنت مروان بن الحكم " (2).
وفاته:
إن طمع الشاعر بالمال قاده إلى تناسي هواه الأموي وإلى الإغراق في مديح خلفاء بني العباس والمجاهرة بالدفاع عن حقهم في الخلافة، ومعارضته العلويين بشدة دون أن يفطن إلى ما ستكون ردة فعلهم عليه:
لقد أحنق عليه العلويون وتربصوا به شراً سيما بعد قوله:
أنى يكون وليس ذاك بكائن لبني البنات وراثة الأعمام
ويذكر أن أحدهم ويدعى صالح بن عطية الأضجم قد عاهد الله على أن يقتل الشاعر انتقاماً منه لموقفه المعادي للعلويين. وقد استطاع أن يوهم مروان بصداقته وظل يلازمه طوال وقته مبدياً له كل لطف ومحبة حتى مرض الشاعر من حمى ألمت له،فزاد مودته له وملازمته إياه وذات يوم خلا به وأمسك بعنقه ولم يتركه حتى قضى عليه ثم انبرى يتباكى مع أهله عليه ولم يفطنوا إلى فعلته وكانت وفاته زمن الخليفة الرشيد سنة 181هـ لما ورد عن إدريس بن سليمان بن أبي حفصة قوله (إن وفاة مروان كانت سنة 181هـ.
بيد أن الجاحظ يحدد تاريخ وفاته بسنة 182هـ 798هـ وكذلك يقول المرزباني في معجمه:
إن وفاة مروان كانت في شهر ربيع الأول سنة 182هـ وأنه دفن في مقابر نصر بن مالك الخزاعي وهي المعروفة بالمالكية.
نماذج من شعره
ما يلمعُ البرقُ إلاَّ حنَّ مغتربُ كأنه من دواعي شوقهِ وصبُ
أهلاً بطيفٍ لأمَّ السمطِ أرقنا ونحن لا صددٌ منها ولاَ كثبُ
ودي على ما عهدتهمْ في تجددهِ لا القلبُ عنكم بطولِ النأي ينقلبُ
كفى القبائلَ معنٌ كلَّ معضلةٍ يحمى بها الدينُ أو يرعى بها الحسبُ
كنزُ المحامدِ والتقوى دفاترهُ وليسَ منْ كنزهِ الأوراقُ والذهبُ
¥