صور رقمية متلاحقة ٌ متلاحمة , في أبيات ٍ منتظمة ٍ متناغمة , لا نستطيع تقديم واحدة على الأخرى؛حيث يستحيل تقديم ساعة على ساعة ,من تلك الليلة ..
يبدأ العرض برمزية ٍ حالمة –وينتهي بمثلها –
الصورة الأولى لغروب عمْر ٍ بارد .. وغمرة فكرٍ شارد ..
وجاءتْ هي , مفاجأةً لطيفة ..
أشرقت شمسها على غروبه , وغلبت بيقينها على ظنونه ..
اخترقت أشعتها أسواره العالية , ودكَّت حصونه المنيعة ..
سالت على صخوره ففتَّقتْها بذور خزامى , وشَقَّقَتْها حبات سنابل ..
حوَّلَتِ الفظاظة لينا ,والصخب َ هدوءا وحنينا ..
صار القاسي رقيقا مترفقا .. وانثال الجليد سلسبيلا متدفقا!
عجبا!
حتى أن إحساسه انثال وما انهال! كان صلبا منسابا ينثال تماما كذراتٍ رملية بين أصابع متفرقة ..
ضربت بعصاها السحرية على معالم الكلام و الأشياء , فرآها بمتعة المرة الأولى ..
فكم سمع الدواوين وكانت بلا معنى مؤثر! وكم أبصر الشوارع أعمدة وأرصفة ولا غير!
يتقدم الحلم ,وتأتي صورته يقضي ليله مترنما ,
يبعث أصداء نشيده فيحرث النوافذ , ويجمع الأسوار؛ ليتهيأ لاحتفالات الحصاد ..
بيد أنها ما شعرت!
كانت نائمة ملء جفنيها!
ما شعرت بضجيجه , ولا طربت لعذب أهازيجه!
لا بأس .. راض ٍ وممتنٌّ!
يكفي أنها أذنت بحضور ساعة مغيب , ضخت خلالها آبارا روَّت حقوله المجدبة ..
وفتحت سدودا لتجري محبتها أنهارا تسقي ضفافه الجافة ..
ثم َّ عادت لتنام باكرا ..
الصورة الأخيرة:
تائه في ظلام دامس , أشعلت بفرحٍ قناديله ..
يا للمفاجاة! رأى نفسه -التي يبدو أنه كان يبحث عنها- للمرة الأولى!
انتهى عرض الحلم المسائي هنا ..
هل ترى أن العرض انتهى سعيدا؟!
كان يمكن هذا ..
لو لم يؤرخ نهايته ويسمِّ مخرجه ..
"حقبة ما قبل الندم القاتل "
أرجِعِ المشاهد , وتأمل ما وراء الصورة ,
ركِّز جيدا , مِن:" أوشكت "أن تطل الشمس وما فعلت!
إلى أن أشعلت القنديل فرأى نفسه وحده , أشعلته ورحلت .. ما رآها معه!
وبين اللقطتين .. تسمعه يجاهد غصة عطشى لسراب حَسِبَه ,
وتراه يكافح أغلالا حريرية على آمال ٍ ظنَّها ..
وأما حقبة ما بعد الندم القاتل:
فلا أكثر ولا أقل من حلم ٍ ذات مساء ٍ عشريني ّ ..
تعبيره جدا بسيط وواضح: نامت باكرا , لم تحس!!
لكنَّه حتما سيستيقظ هو ..
أختي أحاول أن
و الله إني لأجد نثركِ هذا أشعر من شعري ذاك
قرأتُ ردكِ هذا أكثر من مرة
فأقصى ما يتمناه شخص مثلي يكتب كلاما على هيئة الشعر هو أن يمر قارئ
في مثل سعة اطلاعكِ ورهافة حسك و يعلق على كلماته كهذا التعليق
أختي أحاول أن
لا أملك إلا أن أشكرك
فشكرا لكِ في مقام لا يوفيك فيه الشكر حقك.
ـ[الندم القاتل]ــــــــ[15 - 07 - 2008, 04:29 ص]ـ
قصيدة من الندم القاتل جميلة للغاية
وقراءة من (أحاول أن) متميزة كالعادة
أمتعتمونا
أخي أحمد بن يحيى
شهادة أعتز بها و أسعد
كيف لا و هي من شاعر مثلك
شكرا جزيلا لك
.
.
تقديري.