نَشَرْنا في البلاد هُدًى وسِلمًا=فحتّى الذّئبُ يَخْشَى إنْ عَصَانا
أرى ان البيت غير منسجم مع المنطق الشعري
لأن الصدر يقول: نشرنا في البلاد هدىً (دين الله) و سلماً (الأمان)
فما علاقة الذئب بالدين _ لأنه غير عاقلٍ _ و الأمان فلا أمان لضارٍ.
والمنطق يقول:
نشرنا في البلاد هدى و سلما = فحتى الذئب يأمن في حمانا
مع ملاحظة ان مفردة هدى ستخل بالبيت من جهة المعنى.
هذا و الله يحفظكم.
أخي الباز:
أراك مني غاضباً
فالله يعلم أني لم أرد سوى الخير
و كلامي هو هو لم يتغير أما إشاراتنا التي طلبت توضيحها
فهو قولي في التعديل: فحتى الذئب يأمن في حمانا
و هل الذئب يأمن على نفسه ما لم يأمنه الناس على أغنامهم و هذا الذي تناقلته
الناس من أن الناس في عهد ابن عبدالعزيز كانت ترى الذئب في المرعى مع مواشيهم و لا يمس حلالهم بسوء هذه هي الخلفية التراثية التي تدعم مقترحي
فحتى الذئب يأمن في حمانا.
و لي رجاء: أعرض كلامي هذا على من تثق بعقله و علمه بالشعر لا على من تثق بمودته
و أخبرني بعد ذلك بما حصلت عليه.
و عبده فايز لم يغضب عليك و لا على غيرك حين بذلتم له النصح و طرحتم الأسئلة بل أجاب بما يعلم و جاء بما يسر الله له و إلا فنحن بشر نصيبُ و نخطيء.
ثم أنني لم أقصد الغض من قدر بيتيك بل نحن هنا للمشورة
و المناقشة و إذا كنت ترى أن النقد هو إساءة فأقول كنت في ظني أكبر من هذا.
اما أخوك فيدعوك لنقد كل عمل قادم سيطرحه بحول الله فالمرء كثير بإخوانه قليلٌ بنفسه.
هذا هو أخر كلامي و السلام عليكم.
يا أخي من قال لك أني غضبتُ .. :)
أنما فقط رددتُ عليك .. فهل تعتبر الرد على ردك غضبا؟؟؟
أخشى أن العكس هو الصحيح ..
انظر فقط إلى ما هو ملون بالأحمر في الاقتباسات من ردودك السابقة
لترى التناقض في كلامك ..
فمن جهة تقول: لا أمان لضار ..
و بعدها بسطر واحد تقترح هذا المقطع (فحتى الذئب يأمن في حمانا)
أليس هذا تناقضا؟؟؟
هذا الكلام لا يعني أن ذلك الشطر -الذي اقترحتَه- غير مناسب
بل هو رائع شعريا لكنه لا يصلح للمعنى الذي أقصده ..
لعلك يا أخي تعلم أن الأرض لا تخلو من الشر أبدا -كما لا تخلو من الخير-
فحتى مع الهدى الذي انتشر و السلم الذي حل على العباد و البلاد هناك
قوى شر متربصة تنتظر أية فرصة للإنقضاض و تعكير جو السلم و الأمن .. و الذئب ما هو إلا رمز أزعم أني ضربتُ به عصفورين بحجر واحد في القصيدة وهما ما أشرتُ إليه في ردي الأول عليك بقولي:
هي إشارة إلى العدل من جهة باعتبار الذئب ذئبا حقيقيا
ولعلك تعرف انه لمّا وليَ عمر بن عبد العزيز تساءل الرعاة في الجبال
و المناطق النائية عن أمر مهم و هو كفُّ الذئب عن أغنامهم و مواشيهم
فلما توفي رضي الله عنه بكى الرعاة و أصحاب الأنعام ..
و إشارة إلى العزة و المنعة من جهة ثانية باعتبار الذئب ذئبا بشريا
معتديا من كفار و مشركين و غيرهم
مرحبا بك و بتعليقاتك أخي الكريم ..
فلستُ أنا من يرفض من يحاول تقويم اعوجاجه أو نقد أعماله
فالنقد حياة ثانية للنص ..
و خير دليل على ذلك هو ما رددتُ به على أختنا الكريمة الباحثة
إذ اعترفت من خلال ردي عليها بأنها وضعت يدها على مكمن الخلل في القصيدة و هو الخاتمة ..
فلو كنتُ ممن يرفض النقد أو يغضب بسببه كما تظنُّ
لكان ردي عليها مختلفا: mad:
أرجو أن لا يتغير قلبك أخي الكريم بسبب هذا الحوار النافع بإذن الله والذي أسعد به و لولاه لامتنعتُ عن النشر ..
فما الفائدة من نشر ما لا تتفحصه أعين الشعراء و النقاد و تشير إلى ما به من
من عيب كما تشير إلى ما به من جمال ..
فقط لا تعتبر ردي عليك أو محاورتك غضبا:)
تحيتي و تقديري أخي الفاضل
و شكرا لتجشمك عناء القراءة و الرد على محاولتي المتواضعة
--
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[02 - 03 - 2009, 10:30 م]ـ
الأخ الكريم
و الشاعر الجميل
قصيدة جميل بحق
و قولكم:
نَشَرْنا في البلاد هُدًى وسِلمًا=فحتّى الذّئبُ يَخْشَى إنْ عَصَانا
أرى ان البيت غير منسجم مع المنطق الشعري
لأن الصدر يقول: نشرنا في البلاد هدىً (دين الله) و سلماً (الأمان)
فما علاقة الذئب بالدين _ لأنه غير عاقلٍ _ و الأمان فلا أمان لضارٍ.
والمنطق يقول:
نشرنا في البلاد هدى و سلما = فحتى الذئب يأمن في حمانا
¥