تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فهذا الكلام المنحرف الغامض المليء بالعبارات المضحكة التي تدل على جهل بالله وبحقه وقدره سبحانه وتعالى، كما قال الله سبحانه وتعالى: (وما قدروا الله حق قدره .. ). ولا أخفيك أنني لم أقرأ هذا الكلام إلا رغبة في إجابتك، وإلا فإني لا أتوقف عند مثل هذا الكلام كثيراً، لسقوطه وتهافته.

ولذلك فإنني أنصح نفسي وأنصك أخي الحبيب الموفق أن لا تقرأ مثل هذا الكلام الذي يدخل عليك الشك في دينك، ولا يعطيك إلا الوهم والكذب.

وقد لاحظت أن الشبكة العنكبوتية أصبحت مرتعاً خصباً لكل أحد أن يكتب، فوجد أهل الكتاب من النصارى واليهود ومن سار بسيرهم مجال القول واسعاً فيها، فبدأوا يشككون المسلمين في دينهم، ويوردون عليهم الشبهات تلو الشبهات، ويستدلون بآيات القرآن على غير وجهها، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويأتون بحقيقة واحدة ومعها عشر كذبات فتختلط هذه بتلك مع قلة العلم، وغلبة الجهل على أكثر أبناء المسلمين من البنين والبنات، فيقع هذا الكلام موقعه في القلوب، والله أعلم ماذا تكون العاقبة.

فالمقصود هو البعد عن هذه المواقع، وعدم نقل شيء منها، ولعلك لاحظت أخي الحبيب أنني استبعدت الروابط التي وضعتها في موضوعك خشية أن تقود أحداً إلى تلك المواقع، ثم تقع في قلبه شبهة يصعب عليه بعد ذلك التخلص منها.

ولذلك كان سلفنا رحمهم الله يحذرون من أهل البدع والشبهات، ويهربون منهم، ويقولون لهم: ليس لدينا شك في ديننا، فاذهبوا إلى من يشك مثلكم فحدثوه!

وقد رأيت كثيراً من طلاب العلم في زماننا هذا قد استهان بهذا، وهون من شأنه، حتى تخلى كثير منهم عن كثير من مبادئه بحجة الحوار، واستماع الرأي الآخر أياً كان هذا الرأي الآخر، وكل ذلك فراراً من تهمة التطرف والإرهاب التي أصبحت كالعصا السحرية التي يستخدمها أعداء ديننا ضدنا، ويستخدمها بعض أبناء المسلمين ضد بعضهم. ولا يزال الحبل على الجرار، وفي كل يوم تظهر لنا فتنة ترقق التي قبلها، والله المستعان.

فالمقصود أن السلامة في الدين لا يعدلها شيء! وقد يقول لك قائل عندما تقول مثل هذا الكلام: أنت جبان تخاف من الحوار والنقاش! لماذا لا تقرأ ثم ترد إذا كان عندك رد؟! وغير ذلك من العبارات الاستفزازية.

غير أن السلامة لا يعدلها شيء، ودعهم يقولون ذلك، فماذا كان؟ فر بدينك من أهل الشبهات، فإن النجاة غير مضمونة، والقلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء، فاسأل الله الثبات، وكن شحيحاً جداً بدينك على كل أحد وفقك الله.

هذه بعض النقاط السريعة المشتتة، لضيق الوقت، ولعل الإخوة الكرام يصوبون ما فيها من خطأ، ويضيفون ما يتم به الكلام وفق الله الجميع لكل خير.

ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[10 Feb 2004, 10:02 م]ـ

الأخ الكريم (خالد)، شيخنا الكريم (عبد الرحمن الشهري)، إخواني الكرام في "ملتق أهل التفسير" –وفقهم الله تعالى-

سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد؛

فلقد كتبتُ جوابًا على سؤال أخي (خالد)، وبينما أنا أجهزه لنقله إلى المُلتقى، وجدت شيخنا المفضال (أبا عبد الله = عبد الرحمن الشهري) -جزاه الله خيرًا- قد تكرم بكتابة جوابه النافع المُفيد، فرأيت إتمامًا للفائدة أن أنقل جوابي كما هو، والله المُستعان، فأقول:


لا يشك مُسلِمٌ منصِفٌ أننا في زَمَن قد أحاطت به الفِتَن والشُّبُهات مِن كل حَدب وصَوب، وقد أخبرنا النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) بهذا؛ فقال: (فإنه مَن يعش مِنكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تَمَسَّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجِذ، وإياكم ومُحدَثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) [رواه أبو داود]. وقد أبى أعداءُ الإسلام في كل مكان وزمان إلا الطَّعن في الكتاب والسُّنَّة، ومحاولة النيل مِنهما بشتى الوسائِل ومُختلف الأساليب؛ فكذبوا على الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، وصَحفوا وحرَّفوا وبَدَّلُوا، وألقوا بالشُّبهات والأباطيل في قُلوب المُسلمين؛ لعلها تجد آذانًا صاغية وقلوبًا مريضة؛ لزعزعتهم عَن دينِهم، وتَشكيكهم في وَحيهم وما أنزل اللهُ عليهم؛ ليرتدوا عن الدِّين، ويَتَّبِعُوا غير سَبيل المؤمِنين؛ لِيقينهم –أي: أعداء الإسلام- بقوَّة الإسلام وغَلَبَتِه، وأنَّ به
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير