تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من صلاحية زعامة الأرض وتَحريرها من الكُفر والشِّرك ما لا يوجد في غَيره من الشرائِع والمناهج. ولكن أبى الله إلا أن يكونَ الدِّينُ إلا له، وأبي أن يكون النصر إلا لعباده المؤمِنين، قال الله –تعالى-: (يُريدون ليُطفِئوا نُورَ الله بأفواههم والله مُتِمُّ نُورِه ولو كره الكافِرون) [الصف: 8]، وقال: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافِظون) [الحِجر: 9]، وقال: (هُوَ الذي أرسل رَسُولَه بالهُدى ودينِ الحَقِّ ليُظهِرَه على الدِّينِ كُلِّه ولو كَرِه المُشرِكون) [الصف: 9]. وقد قيض الله لهذه الأمة علماءَ يذبوا عَن الدِّين، ويَنفوا عَنه تحريف الغالين وانتحال المُبطلين وتأويل الجاهِلين، هذا مَع أن الإنسان مَجبولٌ بفطرته على هذا الدين؛ فقد قال الله –تعالى- (فأقِم وجهك للدين حنيفًا فطرت اللهِ التي فَطَرَ النَّاسَ عليها لا تبديلَ لِخَلْقِ اللهِ ذلك الدِّينُ القَيِّمُ ولكنَّ أكثرَ الناس لا يَعلمون) [الروم: 30]. ولله –سبحانه وتعالى- سُنَنٌ كونيَّة (طبيعيَّة) وسُنَن شَرعيَّةٌ لا تَتَبَدَّل ولا تُحابي أحدًا من المَخلوقين مهما كان شأنُه؛ قال الله –تعالى-: (فلن تَجِدَ لِسُنَّتَ الله تَبديلا ولَن تَجِدَ لِسُنَّتِ الله تَحويلا) [فاطر: 33]، وَمِن تِلك السُّنَن "الكونيَّة": سُنَّة الصِّراع الدائِم بين الإسلام وأعدائِه؛ قال الله –تعالى-: (بعضكم لبعض عدو) [طه: 123]، وقال –تعالى-: (ولا يزالون يُقاتِلونكم حتى يردوكم عَن دينكم إن استطاعوا) [البقرة: 217]، وقال –تعالى-: (وَدُّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءً) [النساء: 89]. ومِن سُنَن الله "الشَّرعيَّة" أنَّ مَن نَصر الله ودينَه وحِزبَه فإن الله ينصُره؛ قال –تعالى- (يا أيها الذين آمنوا إن تَنصروا اللهَ ينصُرْكم ويُثَبِّتْ أقْدامَكم) [محمد: 7]، وغيرها مِن الآيات.

[هذه مقدمة رأيتُ أنه من اللازم أن أصَدِّر بها الجواب عَن سؤال الأخ (خالد) –وفقه الله-.]

ولي في الجواب عن السؤال عدة وقفات:

الوقفة الأولى:

اعلم –أخي الكريم- أن هذا المَوقِع الذي نُقِل مِنه هذا المقال؛ وهو "الاسلام علي الصراط المستقيم"، هو مِن المواقِع الهدَّامَة المُعادية للإسلام وأهلِه، المُحارِبَة لله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، المُشَكِّكَة في مَصادِر الشَّريعَة وما أنزله الله على رسوله (صلى الله عليه وسلم)، الطاعِنَةِ في دين الله –عز وجل- والمُستهْزئَةِ به بكل ما أوتيت مِن قُوَّة. وإن كان الظَّاهِر من اسمه غيرَ ذلك، وقد تفننوا في الخَديعة والمَكر بأهل الإسلام؛ لينخَدِع زوار المَوقِع بما فيه، ويحسبون أنه مُنشأ للدفاع عَن الإسلام، وهم إنما أرادوا أن يُنشئون على أنقاضِ الإسلام، وأنَّىَ لهم هذا؟! وهيهات!

ولا يفوتني أن أنبِّه على أن الموقع اسمه submission وهذه الكلمة معناها: "إخضاع أو إذعان أو استكانة أو انصياع أو انقياد أو خضوع أو رضوخ أو طاعة".

وكُتِب على صفحته الرئيسية ما نصه:

Welcome to Submission

Your best source for ISLAM (SUBMISSION) on the Internet

فماذا يعنون بقولهم: ISLAM (SUBMISSION ؟ إخضاع الإسلام، استكانة الإسلام، انقياد الإسلام؟!!!!!! وأترك الجواب للقارىء اللبيب.

ولعل مما يستنفر الهمم للدفاع عن دين الإسلام وعَن كتاب رب العالمين وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) أنَّ مثل هذه المواقع يرتادها عشرات الآلاف من الزوار، فيُضَلُّون ويتشككون في دينهم، بل إن الموقع صُمِمَ بأربع لُغات: "عربية وإردو وفارسية وإنجليزية"

وخُذ البُرهان على ما قلتُ: سأعرِضُ لكم الآن عناوين بعض المقالات التي حواها هذا المَوقِع –زلزل الله كيانَه، آمين- ومِنها يُستَدَلُّ على هذا المقال الذي نقله الأخ (خالد)، وهو أحد المقالات المُثبتة على الصفحة الرئيسية للموقع المُشار إليه:

1 - التلاعب بكلمة الله: الآيتان المُزيفتان في آخر سورة "براءة" (سورة التوبة):

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير