ـ[النووي]ــــــــ[20 Sep 2004, 03:27 م]ـ
بسم الله
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[23 Sep 2004, 07:12 ص]ـ
5 - العالِمُ الخبيرُ , المُدَبِّرُ القَديرُ , السَّمِيعُ البصيرُ , العَلِيُّ الكَبيرُ
العليم الخبير اسمان من أسماء الله يدلان على صفتي العلم والخبرة , وهما متقاربان في المعنى , وجاء في بعض النسخ (العليم) بدل (العلِم) , و (العليم) أولَى لأمرين:
الأول: أن (العليم) جاء في القرآن كثيراً مطلقاً غير مقيد , وأمَّا (العالم) فيأتي في القرآن مقيداً بعلم الغيب , كقوله تعالى (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) , وقوله (عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْض).
والثاني: أنه يأتي في القرآن كثيراً اقترانُ اسم (العليم) باسم (الخبير) مع تقدُّم اسم (العليم) كما قال الله عز وجل (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) , وقال (قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ).
وقوله (المُدَبِّرُ القَديرُ) القدير اسمٌ من أسماء الله يدل على صفة من صفات الله , وهي القدرة , قال الله عز وجل (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) , وقدرة الله عامةٌ لكل شيء , قال الله عز وجل (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً) , وقال (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) , وقال (إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ).
وأما المدبر على أنه من أسماء الله , وقد جاء وصف الله تعالى بالتدبير , كما قال الله عز وجل (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) , وقال (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) , والله سبحانه وتعالى المُدبر للأمر المتصرف في الكون كيف يشاء , لا إله إلا هو.
وقوله (السَّمِيعُ البصيرُ) السميع والبصير اسمان من أسماء الله يدلان على صفتين من صفات الله , وهما السمع والبصر , وسمع الله محيطٌ بكل المسموعات , وبصره محيطٌ بكل المرئيات , قال الله عز وجل (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ).
وفي هذه الآية الكريمة الجمعُ في وصف الله بالسمع بين الفعل الماضي والمضارع والاسم , وهذان الاسمان يأتيان مقرناً بينهما في كثير من آيات القرآن ,كقوله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) , وقوله (إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) , وقوله (مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً) , وقوله (وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
وقوله (العَلِيُّ الكَبيرُ) العلي الكبير اسمان من أسماء الله يدلان على صفتي العلو والكبر , والله تعالى عال على كل شيء قهراً وقدراً وذاتاً , وهو أكبرُ من كل كبير وأعظمُ من كل عظيم , والمخلوقات كلها حقيرةٌ أمام كبرياء الله وعظمته سبحانه وتعالى.
وقد مر قريباً أن اسم الله العلي يأتي مقترناً باسم الكبير , ومر ذكر بعضُ الآيات في ذلك , ومنها أيضاً قول الله عز وجل (حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ).
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[16 Nov 2004, 06:01 ص]ـ
6 - وَانَّه فوقُ عَرشه المجيد بذاته , وهو في كلِّ مَكان بعِلمه]
¥