تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

((ولأبي المظفر يوسف سبط ابن الجوزي في كتاب رياض الأفهام في مناقب أهل البيت " قال:

ذكر أبو حامد في كتابه " سر العالمين وكشف ما في الدارين " فقال في حديث {من كنت مولاه فعلي مولاه}: أن عمر قال لعلي بخ بخ أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة، قال أبو حامد: وهذا تسليم ورضى، ثم بعد هذا غلب عليه الهوى حبا للرياسة وعقد البنود وأمر الخلافة ونهبها فحملهم على الخلاف فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون،

وسرد كثيرا من هذا الكلام الفسل الذي تزعمه الإمامية،

وما أدري ما عذره في هذا؟

والظاهر أنه رجع عنه وتبع الحق فإن الرجل من بحور العلم والله أعلم.

هذا إن لم يكن هذا وضع هذا و ما ذاك ببعيد، ففي هذا التأليف بلايا لا تطيب)). (سيرأعلام النبلاء، 19/ 328)

********************

و هذا الرأي صحيح، و لا يعقل صدوره عن إمام وصف بمجدد الإسلام في المائة الخامسة، و ها كم دليل بطلان نسبته إليه، و كذب عزوه له، فقد صرح بنقيض ذلك في كتابه " إحياء علوم الدين " - و الكتاب بين يدي الآن، و أنا أنقل منه، و ليس من أسطوانة ( c.d ) ، قال:

" و أن يعتقد فضل الصحابة - ي الله عنهم - و ترتيبهم، و أن أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه و سلم: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، رضي الله عنهم، و أن يحسن الظن بجميع الصحابة، و يثني عليهم كما أثنى الله عز و جل و رسوله صلى الله عليه و سلم و عليهم أجمعين.

فكل ذلك مما وردت به الأخبار، و شهدت به الآثار، فمن اعتقد جميع ذلك، موقنا به، كان من أهل الحق و عصابة السنة، و فارق رهط الضلال و حزب البدعة، فنسأل الله كمال اليقين، و حسن الثبات في الدين لنا و لكافة المسلمين برحمته، إنه أرحم الراحمين، و صلى الله على سيدنا محمد و على كل عبد مصطفى ". انتهى كلام الإمام الغزالي هنا. (إحياء علوم الدين، الجزء الأول، صفحة 161، طبعة دار الشعب، القاهرة).

* فهل يستقيم كلامه الوضيء هذا مع ما نسب إليه من باطل مما نقله أبو المظفر آنفا؟ اللهم لا، ثم لا، ثم لا.

و قد أورد الإمام الغزالي كلامه المذكور في (كتاب قواعد العقائد) - في إحياء علوم الدين - قال: و فيه أربعة فصول، و جعل الفصل الأول (و الذي نقلنا منه ما تقدم): " في ترجمة عقيدة أهل السنة في كلمتي الشهادة، التي هي أحد مباني الإسلام ". (1/ 154).

فهل يعقل عاقل لديه ذرة عقل أن من جعل عمر رضي الله عنه مقدما في الفضل و المرتبة علي علي كرم الله وجهه - و رضي الله عنهما و عن الصحابة أجمعين - أن يكون قد قال فيه أنه نهب الخلافة من سيدنا علي؟

فهذا و الله كلام مدسوس عليه، و منحول و متقول عليه، و دليل ذلك ما أوردناه من كلامه، بل من معتقده الذي هو معتقد كل مسلم صحيح الإيمان.

بل انظر ما قاله في (الركن الرابع في السمعيات و تصديقه صلى الله عليه و سلم فيما أخبر عنه) - قال: و مداره على عشرة أصول - قال في الأصل السابع:

" أن الإمام الحق - بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم - أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، رضي الله عنهم ". (الإحياء، 1/ 201).

و قال في الأصل الثامن:

" أن فضل الصحابة رضي اتلله عنهم على حسب ترتيبهم في الخلافة " (1/ 202)

**********************

فهذا مثل لما افتروه من قول باطل تقولوه على الإمام الغزالي، و زيفه واضح، كما بيناه مما صرح هو بخلافه، و الحال كذلك في بقية ما أنكر عليه من أقوال ظاهرة البطلان مما سنبين حقيقتها بعد إن شاء الله تعالي 0

و لاندعي لأحد عصمة من اتلخطأ، و الأمر كما قال الإمام الذهبي:

" الغزالي إمام كبير، و ما من شرط العالم أنه لا يخطئ ". (سيرعلام النبلاء، 19/ 339)

ـ[الراية]ــــــــ[01 Oct 2005, 07:27 م]ـ

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

و "الإحياء" فيه فوائدُ كثيرةٌ، لكنْ فيه مواد مذمومةٌ، فإنَّه فيه مواد فاسدة مِن كلام الفلاسفة، تتعلق بالتوحيد، والنُّبوة والمعاد، فإذا ذكر معارفَ الصوفية كان بمنزلة مَن أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثيابَ المسلمين وقد أنكر أئمة الدين على "أبي حامد" هذا في كتبه، وقالوا: مرضه "الشفاء"، يعني "شفاء ابن سينا" في الفلسفة، وفيه مع ذلك مِن كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنَّة ...

ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Oct 2005, 07:49 م]ـ

هناك تهذيب جيد لكتاب إحياء علوم الدين للمحقق الجليل عبدالسلام هارون رحمه الله بعنوان (تهذيب إحياء علوم الدين) في مجلدين.

استسمح الشيخ عبد الرحمن في هذه المشاركة:

إن عبد السلام هارون عالم جليل ومحقق مبدع رحمه الله، وكان له الأثر الواضح في كتب أهل العلم. ولقد رأيت صنيعه في إحياء علوم الدين ويا ليته لم يحذف شيئا من أصل الكتاب فقد نص على أنه حذف الأحاديث الضعيفة في الإحياء - ولا يخفى على طلبة العلم وجود الأحاديث الضعيفة بله الموضوعة في الإحياء -، وإبقاء الكتاب بنصه كما صنفه المؤلف أفضل مع شيء من الترتيب والتعليق إن احتاج الأمر إلى ذلك.

ويبقى صنيع عبد السلام هارون نافع لمن ليس لديه القدرة في تمييز الحديث الصحيح من غيره، ولمن ليس لديه الرغبة في قرآءة أصل الكتاب. والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير