ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Jul 2005, 10:29 م]ـ
قال العلامة ابن المنير: كل من أخذ مالا من بيت المال على عمل إذا أهمل العمل = يرد ما أخذ، وكذا الأخذ على عمل لا يتأهل له.اهـ من فتح الباري6/ 124.
قلت: ما أكثر الآخذين ـ اليوم ـ على ما لم يتأهلوا له.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Jul 2005, 10:33 م]ـ
قاعدة مهمة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والفقيه قد يفعل شيئا على العادة، و إذا قيل له: هذا من الدين؟ لم يمكنه أن يقول ذلك، ولهذا قال بعض السلف: لا تنظر إلى عمل الفقيه، ولكن سله يصدقك.
الاستغاثة في الرد على البكري ص335
.. ولا يجوز أن يقال: (فزيد بن أرقم) قد فعل هذا؛ لأنه لم يقل: إن هذا حلال، بل يجوز أن يكون فعله جريا على العادة من غير تأمل فيه، ولا نظر، ولا اعتقاد، ولهذا قال بعض السلف: (أضعف العلم الرؤية) يعني: أن يقول: رأيت فلانا يفعل كذا. ولعله قد فعله ساهيا، وقال إياس بن معاوية: (لا تنظر إلى عمل الفقيه، ولكن سله يصدقك).
ولهذا لم يذكر عنه أنه أصر على ذلك بعد إنكار عائشة، وكثيرا ما قد يفعل الرجل النبيل الشيء مع ذهوله عما في ضمنه من مفسدة، فإذا نبه انتبه، وإذا كان الفعل محتملا لهذا، ولما هو أكثر منه = لم يجز أن ينسب لأجله اعتقاد حل هذا إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه ..
بيان الدليل على بطلان التحليل ص79.
قال العلامة الشاطبي: وأن الإنسان لا ينبغي له أن يعتمد على عمل أحد البتة حتى يتثبت فيه، ويسأل عن حكمه إذ لعل المُعْتَمَد على عمله يعمل على خلاف السنة، ولذلك قيل:لا تنظر إلى عمل العالم، ولكن سله يصدقك.
وقال أيضا: العالم قد يعمل، وينص على قبح عمله!، ولذلك قالوا: لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك. .
وقال الخليل بن أحمد .. :
اعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي * ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
الاعتصام 3/ 109و4/ 181.
وذكر رحمه الله أيضا: فيما يتعلق بأعمال قول المجتهد المقتدى به، وحكم الاقتداء به، ـ في المسألة الخامسة ـ:الاقتداء بالأفعال الصادرة من أهل الاقتداء يقع على وجهين: .. ثم ذكر القسم الثاني:
إن كان مما تعين فيه قصد العالم إلى التعبد بالفعل، أو الترك بالقرائن الدالة على ذلك = فهو موضع احتمال، فللمانع أن يقول: إنه إذا لم يكن معصوما = تطرق إلى أفعاله الخطأ والنسيان، والمعصية قصدا، وإذا لم يتعين وجه فعله؛ فكيف يصح الاقتداء به فيه قصدا في العبادات أو في العادات؟!
ولذلك حكي عن بعض السلف أنه قال: (أضعف العلم الرؤية) يعنى أن يقول: رأيت فلانا يعمل كذا، ولعله فعله ساهيا.
وعن إياس ابن معاوية: (لا تنظر إلى عمل الفقيه، ولكن سله يصدقك).اهـ الموافقات 4/ 281
فكيف إذا لم يكن قرائن؟!
وقال العلامة المعلمي:
وقد يتسمح العالم فيما يحكيه على غير جهة الحكم فيستند إلى ما لو أراد الحكم لم يستند إليه كحكاية منقطعة وخبر من لا يعد خبره حجة، وقرينة لا تكفي لبناء الحكم ونحو ذلك. وقد جاء عن إياس بن معاوية ـ التابعي المشهور بالعقل، والذكاء، والفضل ـ أنه قال: (لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك).
وكلام العالم إذا لم يكن بقصد الرواية، أو الفتوى، أو الحكم داخل في جملة عمله الذي ينبغي أن لا ينظر إليه، وليس معنى ذلك أنه قد يعمل ما ينافي العدالة، ولكن قد يكون له عذر خفي، وقد يترخص فيما لا ينافي العدالة، وقد لا يتحفظ، ويتثبت كما يتحفظ، ويثبت في الرواية، والفتوى، والحكم.
هذا والعارف المتثبت المتحري للحق = لا يخفى عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ ما حقه أن يعد من هذا الضرب .. ، وأن ما كان من هذا الضرب؛ فحقه أن لا يعتد به على المتكلم فيه، ولا على المتكلم. والله الموفق.
التنكيل ص56 في: (قاعدة قدح الساخط ومدح المحب).
قلت: هذه قاعدة مهمة، وقد حدث قبل مدة أن احتج (بعض الناس) على تجويز فعلة منكرة أنها فعلت بحضور عالم فحل، ونسبوه إلى تجويزها!، مع أنه قد علم رأيه فيها بالمنع، ثم بين تلاميذه خطأ هذا الفهم، وأن للعالم عذرا، وسببا أبقاه مع أنه يرى حرمة ذلك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Jul 2005, 12:01 ص]ـ
شيخ عبدالرحمن
زادك الله علماً وتوفيقاً
دررك هذه من النفائس، وجعلُها من ملح العلم وطرائفه هضم لها.
فهل تأن لي بإضافة كلمة نفائس ودرر إلى عنوان هذه المشاركات ليكون:
[نفائس ودرر، وطرف وملح وفوائد]
وإن شئت اخترت أنت عنواناً يدل على ما ذكرت، والأمر إليك.
وأعجبني الخط الذي اخترته للفائدة الأخيرة؛ فجمعت فيها بين حسن المظهر والمخبر
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Jul 2005, 01:32 ص]ـ
أخي الشيخ أبا مجاهد وفقه المولى سبحانه
أشكرك لك هذا الاقتراح الذي لا أشك أنه من تواضعك، ورد طلبك ثقيل علي،
مع أني أظنها لا تحتمل هذا الوصف .. ، وافعل ما تراه مناسبا.
وأرجو منك فضلا تصحيح ضبط هذه الكلمة في السطر (15) بفتح الميم.
(إذ لعل المُعْتَمَد)
¥