تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Jul 2005, 04:26 م]ـ

قال العلامة الذهبي: .. وإنما شأن المحدث اليوم الاعتناء بالدواوين الستة، ومسند أحمد بن حنبل، وسنن البيهقي، وضبط متونها، وأسانيدها، ثم لا ينتفع بذلك؛ حتى يتقي ربه ويدين بالحديث، فعلى علم الحديث، وعلمائه ليبك من كان باكيا، فقد عاد الإسلام المحض غريبا كما بدأ، فليسع امرؤ في فكاك رقبته من النار، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

ثم العلم ليس هو بكثرة الرواية، ولكنه نور يقذفه الله في القلب، وشرطه الإتباع، والفرار من الهوى، والابتداع، وفقنا الله وإياكم لطاعته. اهـ. سير أعلام النبلاء 13/ 323.

قلت: اليوم أكثر ما يقال المحدِث، والمسندِ لمن همه جمع الإجازات من فلان، وعلان من العوام، والعجائز، والمبتدعة من غير ضبط، ولا فقه! والله المستعان

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Jul 2005, 04:38 م]ـ

قال العلامة حَمْد الخطابي في العزلة ص15:

أخبرنا ابن الاعرابي قال: حدثنا أبو سعيد الحارثي كريزان قال: حدثني يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا محمد بن مهران بن مسلم بن المثنى قال حدثني مسلم قال: كنا مع عبد الله بن الزبير، والحجاج محاصره، وكان ابن عمر يصلي مع ابن الزبير فإذا فاتته الصلاة معه، وسمع مؤذن الحجاج انطلق، فصلى معه.

فقيل: لم تصلي مع ابن الزبير، ومع الحجاج؟

فقال إذا دعونا إلى الله أجبناهم، وإذا دعونا إلى الشيطان تركناهم. اهـ

قلت: ما أجمل رده رضي الله عنه، وليتأمله من تركت صلاة الاستسقاء مع جماعة المسلمين؛ لأن الداعي لها .. !

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Jul 2005, 05:10 م]ـ

قال الإمام أبو سليمان الخطابي في كتابه العزلة ص55:

حدثنا ابن الزيبقي قال حدثنا موسى بن زكريا التستري قال حدثنا أبو حاتم قال حدثنا العتبي قال: كنا عند سفيان بن عيينة فتلا هذه الآية {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [(38) سورة الأنعام] وقال: ما في الأرض آدمي إلا وفيه شبه من شبه البهائم: فمنهم من يهتصر اهتصار الأسد، ومنهم من يعدو عدو الذئب، ومنهم من ينبح نباح الكلب، ومنهم من يتطوس كفعل الطاوس، ومنهم من يشبه الخنازير التي لو ألقى لها الطعام الطيب عافته، فإذا قام الرجل عن رجيعه ولغت فيه؛ فكذلك تجد من الآدميين من لو سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها!

وإن أخطا رجل عن نفسه أو حكى خطأ غيره ترواه وحفظه!

قال أبو سليمان [الخطابي] ما أحسن ما تأول أبو محمد [ابن عيينة] رحمة الله عليه هذه الآية، واستنبط منها هذه الحكمة، وذلك أن الكلام إذا لم يكن حكمه مطاوعا لظاهره، وجب المصير إلى باطنه، وقد أخبر الله تعالى عن وجود المماثلة بيننا وبين كل دابة وطائر، وكان ذلك ممتنعا من جهة الخلقة، والصورة، وعدما من جهة النطق، والمعرفة = فوجب أن يكون مصروفا إلى المماثلة في الطباع، والأخلاق، وإذا كان الأمر كذلك؛ فاعلم يا أخي أنك إنما تعاشر البهائم والسباع! فليكن حذرك منهم، ومباعدتك إياهم على حسب ذلك، ومصداق قول سفيان رحمه الله في كتاب الله سبحانه حين يقول في تمثيل من كذب بآيات الله بالكلب فقال عز وعلا {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث} [(176) سورة الأعراف] وقال سبحانه وتعالى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [(5) سورة الجمعة]، وقال عز وجل {أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} [(179) سورة الأعراف] فجعلهم أسوأ حالا منها، وأبعد مذهبا في الضلال [حين] (1) قامت عليهم الحجة، فلم يذعنوا لها، ولأجل ذلك رأى الحكماء أن السلامة من آفات السباع الضارية أمكن، والخلاص منها أسهل من السلامة من شر الناس! .. اهـ

قلت: كلام الخطابي رحمه الله في المعاشرة ليس على إطلاقه فالخير كثير، والحمد لله.


(1) في المطبوع: حتى.

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[31 Jul 2005, 04:20 م]ـ
قال بعض الحكماء ينبغي للعاقل أن ينظر كل يوم إلى وجهه في المرآة؛ فإن كان حسنا لم يشنه بفعل قبيح، وإن كان قبيحا لم يجمع بين قبيحين.
الجامع لأخلاق الراوي والسامع 1/ 613.
ونظم معناه:
يا حسن الوجه توق الخنا = لا تبدلن الزين بالشين
ويا قبيح الوجه كن محسناً = لا تجمعن بين قبيحين. اللطف واللطائف للثعالبي ص11
وقال آخر:
يا جميل الوجه كن محسناً = لا تخلطنّ الزّين بالشّين
ويا قبيح الوجه كن محسناً = لا تجمعنّ الشّين بالشّينالتمثيل والمحاضرة للثعالبي ص230.
وقال آخر

إنّ حُسْنَ الوجهِ يحتا = جُ إلى حُسْنِ فِعَال
حاجةَ الصَّادِي من الما = ءِ إلى العَذْبِ الزَّلاَلْ.
بهجة المجالس3/ 29.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير