ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Jul 2008, 05:55 م]ـ
أحسن الله إليك ونفع بك.
قال العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين 4/ 200: ـ في شرحه لكلمة الإمام أحمد في الخصال التي ينبغي توفرها في المفتي ـ:
وأما قوله: "أن يكون له حلم ووقار وسكينة" فليس صاحب العلم والفتيا إلى شيء أحوج منه إلى الحلم والسكينة والوقار؛ فإنها كسوة علمه وجماله، وإذا فقدها كان علمه كالبدن العاري من اللباس.
وقال بعض السلف: ما قرن شيء إلى شيء أحسن من علم إلى حلم.
والناس ههنا أربعة أقسام:
فخيارهم: من أوتي الحلم والعلم، وشرارهم: من عدمهما، الثالث: من أوتي علما بلا حلم، الرابع: عكسه.
فالحلم زينة العلم وبهاؤه وجماله، وضده الطيش والعجلة والحدة والتسرع وعدم الثبات، فالحليم لا يستفزه البدوات، ولا يستخفه الذين لا يعلمون، ولا يقلقه أهل الطيش والخفة والجهل؛ بل هو وقور ثابت ذو أناة يملك نفسه عند ورود أوائل الأمور عليه، ولا تملكه أوائلها، وملاحظته للعواقب تمنعه من أن تستخفه دواعي الغضب والشهوة، فبالعلم تنكشف له مواقع الخير والشر والصلاح والفساد، وبالحلم يتمكن من تثبيت نفسه عند الخير فيؤثره ويصبر عليه، وعند الشر فيصبر عنه، فالعلم يعرفه رشده، والحلم يثبته عليه، وإذا شئت أن ترى بصيرا بالخير والشر لا صبر له على هذا ولا عن هذا = رأيته، وإذا شئت أن ترى صابرا على المشاق لا بصيرة له = رأيته، وإذا شئت أن ترى من لا صبر له ولابصيره = رأيته، وإذا شئت أن ترى بصيرا صابرا = لم تكد؛ فإذا رأيته فقد رأيت إمام هدى حقا = فاستمسك بغرزه.
قال لي الشيخ عبد الرحمن البراك ـ حفظه الله ـ بعد المقطع الأخير ـ وهو يضحك ـ: والله إنه وَجَدَ!
ثم أنشدني قوله من النونية:
جَرَّبتُ هَذَا كُلَّهُ وَوَقَعت فِي * تِلكَ الشِّبًَاكِ وَكُنتُ ذَا طَيَرَانِ
حَتَّى أتاحَ لِيَ الإِلهُ بِفَضلِهِ * مَن لَيسَ تَجزِيهِ يَدِي وَلِسَانِي
حَبرٌ أتَى مِن أرضِ حَرَّانٍ فَيَا * أهلاً بِمَن قَد جَاءَ مِن حَرَّانِ
فَالله يَجزِيهِ الذِي أهلُه * مِن جَنَّةِ الماوَى مَعَ الرِّضوَانِ
وقوله:
هَذَا وَلَو حَدَّثتُ نَفسِي أنَّهُ * قَبلِي يَمُوتُ لَكَانَ غيرَ الشَّانِ
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Oct 2008, 02:06 ص]ـ
في الدرر الكامنة لابن حجر 3/ 239
في ترجمة عمر بن أبي الحرم بن عبد الرحمن بن يونس الدمشقي ثم المصري الشافعي:
ويقال: إن طالبا بحث معه، فطلب منه النقل، فأخذ نعله وكشف رأس الطالب وصار يضربه ويقول: هذا النقل الذي طلبت! اهـ
فانتبه لرأسك إن كان شيخك كهذا. (مبتسم)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[27 Dec 2008, 03:09 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
مررت على المروءة و هي تبكي ... * ... فقلتُ لها لما تبكي الفتاة ُ
فقالت كيف لا أبكي و أهلي ... * ... جميعا دون أهل الناس ماتوا
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[27 Dec 2008, 03:16 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و ميعاد الكريم عليه دَيْنٌ ... * ... فلا تزد الكريمَ على السلام
يُذكِّرُهُ سلامُكَ ما عليْهِ ... * ... و يُغنيك السلام عن الكلام
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[02 Jan 2009, 01:55 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
قال عبد الملك بن عمير: رأيت رأس الحسين رضي الله عنه بين يدي إبن زياد في قصر الكوفة، ثم رأيت رأس ابن زياد بين يدي المختار، ثم رأيت رأس المختار بين يدي مصعب، ثم رأيت رأس مصعب بين يدي عبد الملك.
قال سفيان: فقلت له كم كان بين أول الرؤوس و آخرها؟
قال: إثنا عشرة سنة.
إن للدهر صرعة فاحذرنها ... * ... لا تبيتن قد أمنت الشرورا
قد يبيت الفتى معافى فيردى ... * ... و لقد كان آمنا مسرورا
ـــ
المصدر: {المستطرف في كل فن مستظرف ـ للأبشيهي [ج2/ ص59]
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[02 Jan 2009, 02:20 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
قيل: كان لمحمد المهلبي قبل اتصاله بالسلطان حال ضعيف، فبينما هو في بعض أسفاره مع رفيق من أصحاب الحرث و المحراث إلا أنه من أهل الأدب، إذ أنشد يقول:
ألا موت يباع فأشتريه ... * ... فهذا العيش ما لا خير فيه
ألا رحم المهيمن نفس حر ... * ... تصدق بالوفاة على أخيه.
قال: فرثى له رفيقه و أحضر له بدرهم ما سد به رمقه، و حفظ الأبيات، و تفرقا.
ثم ترقى المهلبي إلى الوزارة. و أخنى الدهر على الرجل الذي كان رفيقه، فتوصل إلى إيصال رقعة إليه مكتوب فيها:
ألا قل للوزير فدته نفسي ... * ... مقا مذكر ما قد نسيه
أتذكر إذ تقول لضنك عيش ... * ... ألا موت يباع فأشتريه فلما قرأها تذكر فأمر له بسبعمائة درهم، و وقع تحت رقعته: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة}.
ثم قلده عملا يرتزق منه.
ـــ
المصدر: {المستطرف للأبشيهي [ج2/ص60]}
¥