تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [الإنسان: 30 - 31] "

ضرورة التغافل

ان المؤمن يتغافل عن العوارض ماامكنه ويتخطى العقبات بما اُشرق في قلبه من نور محروس. وهذه عادة المؤمنين العاقلين وخبرتنا مع الشهادات المصورة والمسموعة على شبكة الانترنت تؤكد هذا المعني، يقول ابن القيم أما:" العوارض المكروهة فإنها قواطع أيضا ويتغافل عنها ما أمكنه فإنها تمر بالمكاثرة والتغافل مرا سريعا لا يوسع دوائرها فإنه كلما وسعها اتسعت ووجدت مجالا فسيحا فصالت فيه وجالت ولو ضيقها بالإعراض عنها والتغافل لاضمحلت وتلاشت ... ويعلم أنها جاءت بحكم المقادير في دار المحن والآفات، قال لي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مرة العوارض والمحن هي كالحر والبرد فإذا علم العبد أنه لا بد منهما لم يغضب لورودهما ولم يغتم لذلك ولم يحزن فإذا صبر العبد على هذه العوارض ولم ينقطع بها رجى له أن يصل إلى مقام التحقيق فيبقى مع مصحوبه الحق وحده فتهذب نفسه وتطمئن مع الله وتنفطم عن عوائد السوء حتى تغمر محبة الله قلبه وروحه وتعود جوارحه متابعة للأوامر فيحس قلبه حينئذ بأن معية الله معه وتوليه له" (مدارج السالكين)، ومعلوم ان ضعف اليقين والصبر يفتح مجالا لاستفزاز الجهلة وحمق الحمقى والأمر كما يقول ايضا:" ومتى ضعف صبره ويقينه أو كلاهما استفزه هؤلاء واستخفه هؤلاء فجذبوه إليهم بحسب ضعف قوة صبره ويقينه فكلما ضعف ذلك منه قوي جذبهم له وكلما قوي صبره ويقينه قوي انجذابه منهم وجذبه لهم". ويقول في الوابل الصيب:" فلما ان بلي العبد بما بلي به اُعين (من الإعانة) بالعساكر والعدد والحصون وقيل قاتل عدوك وجاهده فهذه الجنود خذ منها ما شئت وهذه الحصون تحصن باي حصن شئت منها ورابطه الى الموت فالامر قريب ومدة المرابطة يسيرة جدا فكأنك بالملك الاعظم وقد ارسل اليك رسله فنقلوك الى داره واسترحت من هذا الجهاد وفرق بينك وبين عدوك واطلقت في داره الكرامة تتقلب فيها كيف شئت وسُجن عدوك في اصعب الحبوس وانت تراه فالسجن الذي كان يريد ان يودعك فيه قد اُدخله واُغلقت عليه ابوابه ... وانت فيما اشتهت نفسك وقرت عينك جزاء على صبرك في تلك المدة اليسيرة ولزومك الثغر للرباط وما كنت الا ساعة ثم انقضت وكان الشدة لم تكن، فان ضعفت النفس عن ملاحظة قصر الوقت وسرعة انقضائه فليتدبر قوله عز وجل " كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة " (الوابل الصيب من الكلم الطيب ص 34)

عوائق على السطح وعوارض في طريق المحنة والمنحة

ان العوائق المادية التي تواجه المسلمات الجدد والتي يمكن أن نطلق عليها "عوائق على السطح! " تتمثل في الصور التالية:

-فقدان البيت والمال: ان من العوارض او العوائق هو مايلقاه المسلم الجديد احيانا من فقدان بيته او ماله او اهله، وهروبه من بيته، وخروجه من ماله الى حيث لامقر معين ولامستقر معروف متعين ولا حماية مادية من أي نوع .. إلخ. مما قد يسبب أزمة مؤقتة، وعارض في بداية الطريق، ولاشك ان هذا من فتنة التمحيص "وليمحص الله الذين آمنوا"، وهي فتنة وتصفية تطرح عن اهل الايمان كل علائق الدنيا فيتجردون لله مخلصين له الدين، فترتفع النفوس وتسمو بالله وتصير طرازا رفيعا من الهداية والثبات والإنسانية يمشى على الأرض وسط ضراوة المحنة وشدة الابتلاء. وهو الانتصار العظيم الذي يبقى مع الزمن عميق الغور في تلك النفوس العالية الهمة، وهو الاستحقاق الكبير لمجاورة الملأ الأعلى وهو البلاء المُقدر الذي يستل من النفوس مايحجب عنها النور الرباني، وينزعها من طموحات الدنيا وشهواتها ليحل في تلك النفوس الشريفة النور والتوحيد وحب الانتصار للحق والعدل والانسانية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير