تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكيف تعمل المسلمات في المؤسَّسات الهولنديَّة؛ مستشفيات وبيوت مُسنين، ومدارس وغيرها، وهنَّ يشعرْنَ باضطهاد القوانين والأحكام الطائشة، والدعايات المتهكِّمة الموقَّعة مع برلمانيين من مثل فيلدرز، ومجموعة الـ24 التابعة له؟

إن ذلك يزرع الانقسام في المجتمع، ويحقِّر من المسلمة ولباسها، ويؤدي مِن ثَمَّ إلى شَتْمِهنَّ في الطرقات كمثال، أو رَفْض قَبولهنَّ في المؤسَّسات، وقد أبرزهن هذا العدواني بصورة سلبيَّة، وذلك في محاولة لقَسْرهنَّ وإكراههن على خَلْع الحجاب؛ ظنًّا منه أنه بذلك يستطيع وقْفَ الشعور الديني عند المسلمين والمسلمات، ووقْف الأسلمة كما يروِّج ويَزْعُم! كما يؤدِّي إلى زيادة الأمراض النفسيَّة والاضطرابات العصبيَّة للأطفال والأولاد، فهم ليسوا بعيدين عمَّا يحدث ويُقال، بل وللكبار، ورُبَّما للمحجَّبات اللاتي يُعَرِّضهنَّ فيلدرز - بنقْده لحجابهنَّ - إلى عدم استقرار نفسي، بجعلهنَّ هدفًا للنقْد المستمر بسبب ما أطلق عليه خِرْقة الرأس، وهذا خراب داخلي للاقتصاد وللتعدُّدية التي أنفقتْ عليها الحكومات السابقة ملايين الأموال، وكيف ستصلح حكومة هولندا ما يُسبِّبه داعمُها الأكبر؛ مِن زَعْزعة أصول التعدُّدية أو الاندماج أو التعايُش، وقد اشترط عليها حريَّته في شَتْم الإسلام؟! وماذا يُمكن وصْف كلامه عن الإسلام إلا بذلك في مقابل دعمه؟

ومن المعلوم أن فيلدرز قال: إن الحجاب في هولندا يتطلَّب الحصول أولاً على تصريحٍ رسْمي! وأن النساء اللاتي يرغبْنَ في الحجاب عليهنَّ دفْع ضريبة سنويَّة تُقدَّر بألف يورو! وذلك تحت بند "ضريبة الحجاب" أو "ضريبة خِرْقَة الرأْس"، قال في سبتمبر 2009م: " يجب على النساء - اللائي يرغبنَ في ارتداء وشاح أو غيره - أن يذهبْنَ إلى البلديَّة؛ لتعبئة استمارة، ودَفْع ألف يورو، وإلاَّ فلن يُسمح لهنَّ بارتداء الوشاح عَلنًا ... أتمنَّى أن أسمع شيئًا مُهِمًّا من أجل الشعور بالتغيير، شيئًا معقولاً إذا كان ذلك ضروريًّا"، "لقد مَللنا من الحجاب إلى حدِّ الاشمئزاز، وسوف نفعل كلَّ ما بوسعنا للتقليل من ارتدائه، لقد سبق أن قدَّمنا مشروع قانون لحظر النقاب، واقتراحنا الحالي يخُصُّ الحجاب، الذي ببساطة يعد تشويهًا لمنظر الشارع الهولندي، شكله غير مقبول، ولكن الأهم أنه رمزٌ لاضطهاد المرأة، علينا أن نقف في وجه ذلك".

في هذا التوقيت ظَهَر في إنجلترا دفاع "شيري بلير" زوجة رئيس الوزراء السابق "توني بلير" عن النساء المسلمات اللاتي يرتدينَ الحجاب بعد أن كانتْ قدَّمَتْ نقْدًا في الماضي، وأكَّدتْ أنه من الخطأ أن ننظرَ إليهنَّ بوصفهنَّ يُمثِّلْنَ تهديدًا، وذلك بعد أسبوعين من إعلان أُختها اعتناق الدين الإسلامي، وقالتْ لصحيفة "الباييس" الإسبانية: "إننا نستعمل مظهر النساء كرمزٍ لمخاوفنا من التهديد الإسلامي المزعوم"، وأضافتْ: "هناك آلاف من المسلمات في أوروبا يشارِكْنَنا أسلوبنا في الحياة، ويَتوَخَّيْنَ فِعل ذلك، وإنْ كُنَّ يُرِدْنَ أن يَلبسنَ زِيًّا مُعيَّنًا بطريقة مُعينة بسبب ما يؤْمِنَّ به من معتقدات، فلا ينبغي أن نشعرَ من جِهتهنَّ بالتهديد.

من المهم أن نحاربَ القوالب النمطيَّة التي تؤثِّر بالسلب على جميع النسوة المسلمات، نحن مَيَّالون إلى الاعتقاد بأنهن مضطهدات مقموعات، وبأنهنَّ مُعَرَّضات للخطر، وغير قادراتٍ على التفكير بالنيابة عن أنفسهنَّ وهذا ليس صحيحًا".

الشيء المثير للتأمُّل هو أن زعيمة حزب "الخضر" التي وقفتْ لفيلدرز بشجاعة في البرلمان أعلنت عن موقفها من المرأة المسلمة، وما تقول بأنه حالها في البيت! فقد أوردت صحيفة "تراو" يوم 11 أكتوبر 2010م عن زعيمة حزب اليسار الأخضر "فيمكا هالسيما" قولها: ألاحِظُ في الحي الذي أعيش فيه - تعيش في أمستردام - أن الفتيات اللواتي لا يضعْنَ غطاءَ الرأس يتعرَّضْنَ للشتائم، وهذا ما أُسَمِّيه إكراهًا. وكأنَّ ذلك يا " هالسيما" يحدثُ من جميع فئات المسلمين، وليس من بعض الشباب الطائش، فلِمَ لغة التعميم؟! وأضافتْ: مثله القول أنَّ الفتاة من دون غطاءِ الرأْس تَجلب لنفسها الاغتصاب. هذا أمر غير طبيعي، وأُريد أن يُطرح للنقاش، أنا لا أستطيع أن أشيح بنظري عن النساء اللواتي يقبلْنَ بالرضوخ لمشيئة الآباء والأعمام والأبناء بسبب وضعهنَّ المادي، والتحصيل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير