تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57440#_ftn1)

وقال أبوحامد الأعمش: ((رأيتُ محمدَ بنَ إسماعيل في جنازة سعيد بنِ مروان، ومحمدُ بنُ يحيى الذّهلي يسأله عن الأسامي والكنى وعلل الحَدِيث، ومحمدُ بنُ إسماعيل يمر فيه مثل السهم كأنه يقرأ ? قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ?)) [2] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57440#_ftn2) .

وقال محمد بن أبي حاتم الوراق: سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان: كان أبو عبد الله البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام، فلا يكتب، حتى أتى على ذلك أيام، فكنا نقول له: إنك تختلف معنا ولا تكتب، فما تصنع؟ فقال لنا يوما بعد ستة عشر يوما: إنكما قد أكثرتما علي وألححتما، فاعرضا علي ما كتبتما. فأخرجنا إليه ما كان عندنا، فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر القلب، حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه. ثم قال: أترون أني أختلف هدرا، وأضيع أيامي؟! فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد [3] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57440#_ftn3).

و قد ظل البخاري ستة عشر عاما يجمع الأحاديث الصحاح في دقة متناهية، وعمل دؤوب، وصبر على البحث وتحري الصواب، وكان بعد كل هذا لا يدون الحديث إلا بعد أن يغتسل ويصلي ركعتين وقال محمد بن أبي حاتم الوراق كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ أحيانا فكنت أراه يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري نارا ويسرج ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها [4] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57440#_ftn4).

وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت هانئ بن النضر يقول: كنا عند محمد بن يوسف يعني: الفريابي - بالشام، وكنا نتنزه فعل الشباب في أكل الفرصاد ونحوه، وكان محمد بن إسماعيل معنا، و كان لا يزاحمنا في شئ مما نحن فيه، ويكب على العلم [5] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57440#_ftn5).

و على التسليم بوقوع الخطأ في كتاب صحيح البخاري فهو خطأ يسير قليل مغمور في كثير صوابه و العبرة بالغالب لا بالقليل النادر لذا يغلب على ذهننا أن كل ما في البخاري صحيح مما هو مسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذ نسبة الخطأ الضئيلة الموجودة بالكتاب لا تجرح فى الكتاب.

أضف إلى ذلك أن عمل البخاري في كتابه الصحيح ليس جهدا فرديا بل جهدا جماعيا إذ البخاري كان يحرص على مشاورة أهل العلم المعاصرين له، وسماع آرائهم حول ذلكالحديث، ومناقشتهم حول تلك الآراء،و لا يختلف اثنان في أن أعلم أهل الحديث دراية وجرحًا وتعديلًا وخبرة بعلل الحديث وطرقه هم الأئمة: يحيى بن معين، و علي بن المديني، و أبو زرعة الرازي، و أحمد بن حنبل، كما أنهم من أعلم أهل الاستقراء والتتبع وجمع الطرق، وقد كان هؤلاء بمثابة الشيوخ والأقران للإمامين البخاري ومسلم؛ لأنهم كانوا معاصرين لهما، و قد عرض الشيخان صحيحيهما - بعد الانتهاء منهما- على هؤلاء وغيرهم من أئمة عصرهما، فأقروهما وشهدوا لهما بالصحة [6] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57440#_ftn6)..

و قال أبو جعفر محمود بن عمرو العقيلي لما ألف البخاري ( http://www.onliin.net/t=8209) كتاب الصحيح عرضه على أحمد بنحنبل ويحيى بن معين وعلى بن المديني وغيرهم فاستحسنوه وشهدوا له بالصحة إلا فيأربعة أحاديث، قال العقيلي: "والقول فيها قول البخاري ( http://www.onliin.net/t=8209) وهي صحيحة" [7] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57440#_ftn7)

أضف إلى ذلك أنه كان يحضر للبخاري في مجلسه آلاف مؤلفة من طلبة العلم و من عادة طلبة العلم رد الشيخ إذ أخطأ إلى الصواب قَالَ صَالحُ بنُ محمّد البغداديُّ: كَانَ مُحمَّدُ بنُ إسماعيلَ يجلسُ ببغداد، وكنتُ أستملي لَهُ، ويجتمعُ في مجلسِهِ أكثرُ مِنْ عشرينَ ألفاً)) [8] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57440#_ftn8).

و قد سمع صحيح البخاري آلاف من الناس وجاء عن محمد بن يوسف الفريري: انه قال: لقد سمع كتاب الصحيح من محمد بن إسماعيل تسعون ألف رجل، وما بقي احد يروي عنه غيري.

نخلص من هذا أن بشرية البخاري ليست دليلا على عدم صحة ما في صحيحه من أحاديث فلقد وهبه الله قوة الحفظ و دقة الفهم و الجدية في طلب الحديث فلا يستبعد أن يكتب كتابا في الحديث ليس فيه حديثا ضعيفا و قد عرض كتابه على علماء عصره و ناقشهم و أقروه و إن ورد فيه شيئا من الخطأ فالعبؤة بغالبه.

[1] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57440#_ftnref1)- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 2/ 6، تاريخ دمشق لابن عساكر 52/ 57، تهذيب الكمال للمزي 24/ 439

[2] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57440#_ftnref2)- تاريخ بغداد 2/ 31، تاريخ مدينة دمشق 52/ 95، سير أعلام النبلاء 12/ 432

[3] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57440#_ftnref3) - تاريخ بغداد 2/ 14، 15 مقدمة الفتح ص 479

[4] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57440#_ftnref4) - تاريخ بغداد 2/ 13 مقدمة الفتح ص 482

[5] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57440#_ftnref5) - تاريخ بغداد 2/ 10، مقدمة الفتح ص490

[6] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57440#_ftnref6)- منهاج المحدثين في القرن الأول لعلي عبد الباسط ص 321

[7] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57440#_ftnref7)- مقدمة الفتح ص9 و 514

[8] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57440#_ftnref8)- الجامع للخطيب 2/ 53

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير