تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يبدأ تاريخ الولايات المتحدة الفعلي سنة 1783م أي مباشرة بعد نهاية حرب الاستقلال التي خاضتها مع مستعمرتها وغريمتها بريطانيا العظمى والتي دامت حوالي ثمان سنوات (1775م ـ 1783م) وانتهت بتوقيع معاهدة فرساي

وفي سنة 1787م وقع المندوبون من جميع الولايات المتحدة على اتفاقيات دستور البلاد والتي تمّ التصديق عليها في سنة 1788م ... لتنطلق بذلك مسيرة دولة بدأت بنواة صغيرة ورقعة بسيطة لا تتعدى 13 ولاية ومقاطعة على شواطئ الأطلسي وبتعداد سكاني لا يتجاوز الأربعة ملايين نسمة (4000000ن)

ثم ما لبثت هذه الدويلة أن تقوت وتوسّعت ... فانطلقت باتجاه المحيط الهادي غربا على حساب السكان الأصليين لأمريكا الهنود الحمر ليعرف العالم ولتشهد البشرية جمعاء ارتكاب أعظم جريمة عرفها تاريخ الإنسان كلّه جريمة إبادة شعب بأكمله والقضاء على حضارة قارة برمّتها ...

ثمّ استولت واحتلّت شبه جزيرة فلوريدا على حساب إسبانيا سنة 1819 ومقاطعة تكساس وغيرها على حساب المكسيك سنة 1848م وأمريكا ومؤرخوها إلى يومنا هذا يستعملون اصطلاحات مثل الضمّ بدل التوسع والاحتلال والاستيلاء ...

كما اشترت مقاطعة لويزيانا من فرنسا سنة 1803م

وبقيت هكذا تقتل بلا هوادة وتشتري بأيّ ثمن وتحتل ما أمكن إلى أن وصلت إلى حدودها القارّية الحالية ...

خرجت أمريكا من حروب الاستقلال ضعيفة اقتصاديا ومنهكة ماليا ولكنّها على خلاف الجزائر العثمانية اتّخذت جميع الوسائل وانتهجت جميع السبل الممكنة والمتاحة للتّخلّص من هذا الضعف وعلى رأس هذه الوسائل اعتماد الأساليب العلمية الجديدة فطوّرت زراعتها وأنشأت صناعة راقية قويت شيئا فشيئا حتى أصبحت تنافس غريمتها الأوروبية

كما طوّرت وركّزت على النشاط التجاري فأنشأت أسطولا بحريا تجاريا يجوب مختلف المحيطات والبحار وإلى جانبه أسطولا بحريا عسكريا يتولى فيما يتولاه من المهام حماية الأسطول التجاري من ما كانوا يسمونه آنذاك بظاهرة القرصنة ...

ولم يكد القرن التاسع عشر ينتصف حتى صارت أمريكا من أقوى الدول في العالم سياسيا واقتصاديا وتجاريا وعسكريا ...

3. العلاقات الجزائرية الأمريكية قبل وأثناء كتابة المذكرات: [3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3)

بمجرد انطلاق المسيرة التنموية الأمريكية والتي جعلت من التجارة الخارجية إحدى ركائزها الأولى والكبرى وجدت أمامها دولة قوية تسيطر على أهم الطرق البحرية وعلى رأسها مركز التجارة العالمية آنذاك وشَرْيانها وركنها الركين البحر الأبيض المتوسط ... هذه الدولة هي الجزائر العثمانية بأسطولها العسكري القوي فاضطرت أمريكا إلى أن تهادن هذه الدولة تماما كما كانت تفعل مثيلاتها من الدول الغربية ... لكن بمجرد ضعف هذا الأسطول عادت العلاقات للتوتر وسارعت أمريكا للتملص والتخلّص من التزاماتها المالية والضريبية ... هذه هي العلاقة بالإجمال والعموم لكن لتفصيلها والوقوف على مسارها وتاريخها لا بدّ من تقسيمها إلى مراحل كلّ مرحلة لها حيثياتها وملابساتها الخاصة ....

ü مرحلة الاحتلال البريطاني لأمريكا: خلال هذه المرحلة كانت أمريكا مستعمرة بريطانية تابعة سياسيا واقتصاديا للتاج الإنجليزي وبالتالي كانت العلاقة مع أمريكا منطوية تحت العلاقات الجزائرية البريطانية تتمّ بواسطتها ومن خلالها

ü مرحلة حروب الاستقلال: خلال هذه المرحلة وقفت الجزائر إلى جانب بريطانيا حسب بعض المؤرخين [4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn4) منهم الأستاذ إسماعيل العربي ويرى آخرون أنّ الجزائر لم تتخذ قرارا في هذا الشأن ولم تتحيز لجانب دون آخر لأنّ المسألة لم تكن تعنيها فهي مسألة بريطانية داخلية أو مسألة بين دولتين صليبيتين لا تعنيها في شيء أو لبعدها الشديد عن حدودها السياسية وهذا هو ظاهر ما يجنح إليه القنصل الأمريكي من خلال مذكراته هاته فهو يعتبر العلاقات الأمريكية الجزائرية حديثة عهد ولم تبدأ الاتصالات فيما بين الدولتين إلاّ بعد 1783 م كما يؤيّد هذا الاتجاه مسارعة الجزائر إلى الاعتراف باستقلال الولايات المتحدة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير