تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعلى فرضية صحّة ما ذهب إليه الأستاذ إسماعيل العربي فإنّ وقوف الجزائر إلى جانب بريطانيا في حربها ضدّ أمريكا لم يكن أحد يلومها أو يخطّئها عليه لأنّ كلّ القرائن والظروف كانت تشير وتدفع لاتخاذ ذلك الموقف وعلى رأسها علاقتها مع بريطانيا كانت قائمة وحميمة بخلاف أمؤكا التي لم تكن قد وجدت بعدُ

قوة بريطانيا وتفوقها العسكري كان يوحي أو يشير إلى أنّ المعركة ستنتهي لصالحها

البعد الجغرافي بين أمريكا والجزائر كان يستدعي بدوره عدم الاهتمام بهذه الدولة على حساب دولة قريبة منها هي بريطانيا ....

ü مرحلة استقلال الولايات المتحدة: سارعت الجزائر إلى الاعتراف بها كدولة مستقلة كاملة السيادة والحقوق بل تعتبر الجزائر أوّل الدول اعترافا بها

ü مرحلة ما بعد الاستقلال مباشرة 1783م: استولت الجزائر على سفينتين أمريكيتين في عرض المحيط الأطلسي وأسرت ركابها [5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn5), وأصبحت التجارة الأمريكية في البحر المتوسط مستحيلة كما اعتبر الأمريكيون مشكلة الأسطول الجزائري كارثة وطنية وقامت حملة كبيرة في الرأي العام الأمريكي من أجل تحرير أسراهم المتواجدين في الجزائر ... وإذا كانت السفن الأمريكية تجد نوعا من المساعدة والحماية من طرف الأسطول البرتغالي الذي كان في حرب مع الجزائر بفضل مراقبته لمضيق طارق ومنعه مرور السفن الجزائرية فإنّ توسط بريطانيا بين الجزائر والبرتغال لعقد هدنة بين الطرفين سنة 1793م تسمح للأسطول الجزائري بالمرور إلى الأطلسي قد عقّد مشكلة الولايات المتحدة ما اضطرها للدخول في مفاوضات مباشرة مع الجزائر يقول السفير الأمريكي وليام شالر [6] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn6): "... وهكذا ظهر أنّ التفاوض مع الجزائر لتحرير الأسرى الأمريكيين المحتجزين عبيدا هنا في الجزائر , ومنع أعمال أخرى للقرصنة , هو الوسيلة الوحيدة أمام حكومتهم وقد اتخذت إجراءات طبقا لذلك ولهذه الغاية , كلّف الكولونيل هامفري , الوزير الأمريكي في لشبونة من قبل رئيس الولايات المتحدة بالدخول في مفاوطات مع الجزائر , وتبعا لذلك كلّف جوزيف دونالدصون بالذهاب إلى الإيالة لعقد معاهدة الصلح تعهدت الولايات المتحدة بموجبها بأن تدفع للجزائر مبلغ 725 ألف دولار في مقابل فدية الأسرى الأمريكيين وغرامة سنوية مقدارها 12000 سيكون [7] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn7) و تدفع كذلك ما جرى عليه عرف الديبلوماسية الجزائرية من أموال ومقتنيات ثمينة على سبيل الهدايا والمنح وكذلك وعد داي الجزائر من جانبه بأن يساعد الولايات المتحدة على الوصول إلى عقد معاهدات صلح مع كلّ من إيالة طرابلس وإيالة تونس." [8] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn8) ولقد كانت التكلفة الحقيقية لمعاهدة الصلح هذه بالنسبة للولايات المتحدة تعادل أو تفوق المليون دولار وهي قيمة في غاية الارتفاع إذا نظرنا إلى حالتها المالية الكارثية بسبب الديون الخارجية ووضعها الاقتصادي المزري بسبب حرب الاستقلال وضعف الدولة الحديثة النشأة تنظيميا وإداريا الراجح أنّ هذه المعاهدة تمّت سنة 1795م وأنّ أمريكا وجدت صعوبة في جمع هذه الأموال ولكنّها دفعتها بواسطة مفوضها جويل بارلو سنة 1796م , وبقيت مطالب الجزائر تزداد وتتفاقم كلّما تطوّرت التجارة الأمريكية وازدهرت إلى أن وصلت في حسّ الأمريكيين إلى درجة لا تطاق ولكن لم يكن لهم مفرّا ولا بديلا من دفع هذه الضرائب والغرامات ...

ü مرحلة بداية التوتر 1810 م: خلال حروب نابوليون تغيّرت أوضاع الدول الأوروبية سواء من حيث سياساتها أو من حيث اقتصادها ... فقد تغيّر ميزان القوة بشكل مفاجئ وكبير (تصاعد قوة فرنسا روسيا وبريطانيا وأفول نجم بعض الدول القديمة مثل النمسا هولندا إسبانيا والبرتغال) كما عرفت الدول الأوروبية ضعفا اقتصاديا وعجزا ماليا نتيجة تكاليف الحروب النابوليونية ممّا دفع جلّ هذه الدول إلى التوقّف عن دفع ضرائبها وغراماتها للجزائر , أمريكا بدورها دخلت خلال هذه الفترة في حرب مع بريطانيا ما جعلها تعرف نفس الظروف المالية والاقتصادية التي عرفتها أوروبا فتوقفت عن دفع ضريبتها المستحقّة , بعد ذلك مباشرة أعلن داي الجزائر الحرب على

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير