تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الولايات المتحدة , وقد اعتبر الأمريكيون هذا الإعلان بمثابة العدوان السافر والمتعمّد وزعموا أنّ من وراء هذا القرار يهود الجزائر هم الذين نصحوا الداي به يقول وليام شالر [9] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn9): " لقد اتخذت السلطات الجزائرية هذا الإجراء بناء على نصيحة بعض اليهود الذين كانوا يتمتعون بحظوة كبيرة لدى الداي في تلك الآونة والذين كانوا على رأس شركة تجارية خطيرة الشأن. فقد أخبر اليهود الداي بمدى اتساع نطاق التجارة الأمريكية وكيف أنّ الأمريكيين يتحملون بدون امتعاض أعمال القرصنة التي تقوم بها سفن الدول المتحاربة ضدهم , واستنتجوا من ذلك , بطبيعة الحال , أنّ الجزائر تستطيع أن تقوم بنفس الأعمال , بحيث سينتهي الأمر بخضوع الولايات المتحدة, وبحصول الايالة على مبلغ كبير من المال, في مقابل تجديد معاهدة السلام."

لم تكن أمريكا تستطيع خوض حرب مع الجزائر فاضطرت إلى محاولة مهادنتها وأرسلت سفينة (اللغاني) محمّلة بالذخيرة والعتاد الحربي , أرست هذه السفينة في ميناء الجزائر يوم 17 جوان 1812م ولكن حمولتها كانت ناقصة عن القيمة المتفق عليها بين الطرفين , أبدى الداي غضبا شديدا وانزعاجا كبيرا بسبب هذا النقص الذي اعتبره عدم وفاء بالعهود والمواثيق وممّا زاد غضب الداي أن علم أنّ نفس السفينة قد أنزلت شحنة مماثلة لملك المغرب وأنّها كانت محمّلة ببعض الأغراض الأخرى لأفراد وشركات خاصة

رأى الداي في هذا التصرف إهانة لشخصه ولدولة الجزائر فأمر القنصل الأمريكي بمغادرة الأراضي الجزائرية رفقة عائلته وجميع الرعايا الأمريكيين وأمهلهم حوالي أسبوعا واحدا إلى غاية 25جوان 1812م

وفي منتصف سبتمبر 1812 ألقى الأسطول الجزائري القبض على سفينة أمريكية وأسرّ جميع من عليها

في 1813م حاولت الحكومة الأمريكية فدية أسراها ولكن المحاولة باءت بالفشل ... يزعم القنصل شالر أنّ الداي رفض فديتهم وقال أنّهم أهمّ عنده من أي مبلغ مالي مهما عظم ...

ü مرحلة التفوق الأمريكي 1815م: الملاحظ أنّ هذه الفترة عرفت فتح الأسطول الجزائري في الوقت نفسه عدّة جبهات وفي شتّى المناطق والجهات وضدّ عدد غير قليل من البلدان على رأسها هولندا السويد ودول الشمال إسبانيا الدويلات الإيطالية ... ولعلّ الذي ساعد الأسطول الجزائري على مجابهة جميع هذه الدول في آنٍ واحد ــ دون أن يتأثر كبير تأثير ــ هو اشتغالهم بحرب نابوليون التي كلّفتهم إنسانيا وماليا الشيء الكثير , ولكن بانتهاء هذه الحروب ابتداء من سنة 1814م بدأت المواقف الغربية (الأوروبية و الأمريكية) تغيّر من اتجاهها ومن شكلها وحدّتها ... وبدأ التخطيط الفعلي والعلني لمحاربة الجزائر وتحطيم أسطولها

ففي مؤثمر فينا 1815م استطاعت أوروبا أن تمنع الرقّ الأسود كما حاولت جاهدتا أن تحرّم ظاهرة القرصنة ولكن بريطانيا بقوّتها ونفوذها ومحافظة على مصالحها حالت دون ذلك

وفي سنة 1815م وبتوصية من الرئيس الأمريكي ماديصون قرّر الجنجرس (مجلس الشيوخ) العمل على إلغاء معاهدة الجزائر والتوقف نهائيا عن دفع أيّ ضريبة , كما قرر إعلان الحرب على الجزائر وإرسال قطع بحرية للمتوسط لترغم الداي على توقيع معاهدة الصلح وفق الشروط الأمريكية

عيّن الرئيس الأمريكي ماديصون لهذه المهمّة كلٌ من القبطان بينبريج Bainbridje والقبطان ديكاتور Decature قائدين للأسطول المتكون من عشر قطع [10] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn10) وكذا القنصل العام ولسام شالر لأجل خوض المفاوضات مع إيالة الجزائر

انطلق الأسطول الأمريكي من ميناء نيو يورك يوم 15ماي 1815م ودخل المتوسط شهر جوان وفي 16 من ذات الشهر التقى بالبارجة الجزائري (مشهودة) قرب رأس جات Cap jet والتي كان يقودها القائد الجزائري المشهور الرئيس حميدو وبسبب عامل المباغتة وبعد مقاومة شديدة قتل على إثرها الرئيس حميدو و ألقت القوات الأمريكية القبض على السفينة وأسرت جميع طاقمها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير