ومن علاقات التغريبيين بمنتدى خديجة مع السفارات الأجنبية صفقة عقدوها مع السفارة الفرنسية لتدريب بعض الليبراليات تمهيداً لخوض معركة قانونية في "التغيير التشريعي" في السعودية حيث نشرت صحيفة عكاظ:
(غادر وفد نسائي سعودي إلى العاصمة الفرنسية باريس لزيارة عدد من المؤسسات والوزارات الحكومية في فرنسا، بدعوة من "السفارة الفرنسية" في الرياض، لتنفيذ برنامج يهدف إلى تعزيز الثقافة الحقوقية والقانونية للمرأة السعودية) [صحيفة عكاظ، 6/ 12/2010]
أضحكتني كثيراً هذه اللغة البريئة في عرض الخبر! حسناً إذن .. كان "البرنامج" بدعوة من "السفارة" الفرنسية نفسها، فهي التي تكبدت تخطيط البرنامج، وكلفته المالية، وتحديد مضامينه، والرسالة التي يراد إيصالها منه، وهذا يعني –أيضاً- أن هناك جلسات تنسيق مسبقة بين (التغريبيين) في غرفة جدة، وبين (الغربيين) في السفارة الفرنسية، جلسات قد يتخللها أمور كثيرة تليق بهذه العلاقات.
وفي أثناء أيام منتدى خديجة رمت الأميرة عادلة "تصريحات تغريبية مفتوحة" أفزعت الناس، وكان فيها شئ من التحدي لمشاعر المجتمع، كقول الأميرة عادلة مثلاً (النقاب متعلق بالتقاليد وليس بالدين)!، وقد ردّ على الأميرة عادلة طليعة من العلماء والدعاة المحتسبين، منهم سماحة الشيخ الوالد عبدالمحسن العباد، والعالم الشاب عبدالعزيز الطريفي، والشيخ عصام العويد.
فأما الشيخ الوالد عبدالمحسن العباد –حفظه الله- فقد أصدر بياناً قال فيه:
(يا ابنة خادم الحرمين! قد سماك والدك عادلة فكوني عادلة، وليس من العدل أن تكوني غنيمة كبيرة باردة للتغريبيين يصولون باسمك ويجولون .. ، وما سمعنا أن أحداً من إخوتك فرح به التغريبيون كما فرحوا بك) [الشيخ العباد، رسالة بعنوان "ليس هذا من العدل ياعادلة"]
وأما فتى الكهول الشيخ عبدالعزيز الطريفي فقد قال:
(وأنا أُدرك أن عادلة لا تُدرك من أمور الدين والعلم ما يؤهلها أن تخوض في مثل هذه القضايا الكبيرة، ولكنها ممتلئة حماساً وانسياقاً لتهيئة الموضع المناسب للمرأة كما تزعم، وهذا ما أوصلها إلى هذا الاندفاع الذي يجب على أهل الأمر والعقل الأخذ على يدها برفق، حتى لا تسوق نفسها وغيرها إلى هوة في الدين والأخلاق لا يُقام منها) [الطريفي، رسالة بعنوان "إلى الأميرة عادلة"]
ومن أجمل ما في مناقشة الشيخ الطريفي للأميرة عادلة إشارته الطريفة للجهات الأجنبية الخفية التي تدعم التغريبيين حيث قال (والصراع الذي يحدث حول المرأة في بلادنا، صراعٌ لا يُرى منه إلا سطح الطاولة، ولاتُرى أرجلها الممسكة بها) [الطريفي، رسالة "إلى الأميرة عادلة"]
وأما الشيخ عصام العويد –حفظه الله- فكتب مقالة تتقاطر غيرةً وشرفاً ومما جاء فيها قوله:
(فهل جئتِ أيتها الأميرة عادلة لتذبحي أحلامنا المشرقة في زهرات حياتنا بسكين "خديجة"؟ لنبكي بعد ذلك كأشباه الرجال آمالنا في بناتنا التي وئدت على عتبة باب بنتالملك!) [الشيخ العويد، مقالة بعنوان "من يحفظ بناتنا من الأميرة عادلة؟ "]
وأنا شخصياً لم يتضح لي جيداً: هل الأميرة عادلة تتبنى هذا التوجه التغريبي عن قناعة وخلفية فكرية فعلاً، أم تم الزج بها وتوظيفها في المشروع التغريبي استغلالاً لنسبها السياسي لكي تصل توصيات التغريبيين بأسرع الطرق لمصنع القرار؟
ويلاحظ المراقب لهذه الغارات التغريبية في السعودية أنها تميل إلى تركيز عملياتها في مدينة جدة حيث توفر لها إمارة المنطقة تغطية جوية فعالة لا تجدها في بقية إمارات المناطق في السعودية، فالأمير خالد الفيصل –هداه الله- يوفر لهؤلاء التغريبيين، وخصوصاً التغريبيين في الغرفة التجارية الصناعية بجدة؛ كل الخدمات التي يحتاجونها ويسعى لتذليل الصعاب أمامهم، ويذب عنهم من يريد إيقاف أنشطتهم المريبة، ولذلك فإنني أتذكر حين زرت الموقع الإلكتروني للغرفة التجارية بجدة وجدت نافذة بعنوان (مركز خديجة بنت خويلد) فلما دخلت الصفحة وجدت نافذة أخرى بعنوان (إنجازات مركز خديجة بنت خويلد) فشدني هذا العنوان، فقلت في نفسي لأنظر ما هي منجزات هذا المركز ياترى؟
وحين فتحت صفحة هذه المنجزات، وقرأت أول منجز يفاخرون به؛ كدت أبتلع الضحك من تدافعه، حيث يقول أصحاب منتدى خديجة في موقعهم عن أول منجزاتهم:
¥