تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(خاطب المركز أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ووزير العمل، مستفسراً حول إعادة إضافة مادة (114) في اللائحة التنفيذية لوزارة العمل التي تنص على أنه "لا يجوز في حال من الأحوال اختلاط النساء بالرجال في أماكن العمل"، علماً أنه قد تم إلغاء ذلك النص من النظام الجديد للعمل والعمال (مادة 160)، وقد استلم المركز شاكراً خطاباً تعميمياً من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أنه تم حذف المادتين من نظام العمل والعمال، وكذلك من اللائحة التنفيذية، والاستعاضة عن ذلك بمادة عامة للجميع "نساء ورجال") [موقع الغرفة التجارية الصناعية بجدة، إنجازات مركز خديجة].

هذا هو أول منجز يفاخر به مركز خديجة بنت خويلد، وهو أنهم تلقوا دعم الأمير خالد الفيصل وتأكيده بعدم عودة مادة (منع الاختلاط) التي حذفها الوزير السابق غازي القصيبي -تجاوز الله عنا وعنه- من نظام العمل والعمال!

ومن أكثر الأمور إدهاشاً فيما يتعلق بالملف التغريبي عند الأمير خالد الفيصل –وفقه الله للحق- هو أن الأمير خالد حين نفذ سلسلة الأعمال التغريبية: إيقاف محاضرات العلماء، إقامة مجالس الغناء، استضافة غلاة العلمانيين بمركز الفكر العربي، إيقاف حلقات التحفيظ، الخ حين تتابعت هذه الأعمال أعلنت مباشرة "جهة أجنبية مُريبة" منح الأمير خالد الفيصل جائزة، وقالوا صراحة أن سببها هو أنه "قام بدور أكثر من المطلوب"! حيث يقول جراهام كوك مؤسس ورئيس الجائزة:

(إن هدف الجائزة هو تشجيع كل من قام بأكثر من المطلوب) [صحيفة الوطن، 8/ 11/2010]

فقول هذه الجهة الأجنبية "دور أكثر من المطلوب" هذا يعني أن هناك أصلاً شئ مطلوب، وأن هناك تقييم لمن يقوم بهذا الشئ المطلوب، ثم هناك جائزة حسب هذا التقييم!

ثم تطورت العلاقة بالأجنبي في "مؤسسة الفكر العربي" التابعة للأمير خالد الفيصل إلى صفقات مع مؤسسات أمريكية تقدم أجندتها الثقافية، كما تقول صحيفة الوطن مثلاً:

(يوقع رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير "خالد الفيصل"، ورئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور "بيتر دورمان" مذكرة تفاهم تتعلق بالمرحلة الثانية من مشروع "تمام" التطوير التربوي المستند إلى المدرسة في العالم العربي) [صحيفة الوطن، 8/ 12/2010]

ويعرف المؤرخون أن "الجامعة الأمريكية في بيروت" هي أقدم مطبخ تغريبي واستعماري في المنطقة، فقد أسست عام 1866م وكان اسمها حينذاك (الكلية السورية-البروتستانتية)، وقد أسسها -وهو أول رئيس لها أيضاً- المبشِّر التنصيري (دانيال بليس) المتوفى سنة 1916م، وقد كتب عن الجامعة الكثير من الدراسات والأوراق، وأهم من ذلك كتب كثير من الدارسين فيها تجربتهم التي كشفت الكثير من الأبعاد.

ومن أهم من كتب تجربته في الجامعة الأمريكية في بيروت المفكر اليساري العروبي المشهور (د. هشام شرابي) ت2005م، والذي بدأ ماركسياً ثم استحوذ على تحليلاته الفكرية مفهوم (النظام الأبوي أو البطركية) وقد بالغ كثيراً في تقدير نجاعته كجهاز تفسيري، والمهم أن د. شرابي قد سجل تجربته في كتابه (الجمر والرماد)، وشرح كيف تم شحنهم بتهويل الأجنبي وتقزيم التراث، ومن الفقرات التي قالها د. شرابي في كتابه:

(أصبحنا في الجامعة الأمريكية في بيروت مشلولي الفكر تجاه ما نقرأ، وخصوصاً إذا كان مصدره أجنبياً .. ، ومن الغريب أني بعد صف الفرشمن انقطعت كلياً عن قراءة الكتب العربية .. ، لا أشك أن نوعية الفكر الذي تعرضت إليه في الجامعة الأميركية عزز اغترابي عن نفسي) [الجمر والرماد، د. شرابي، ص28، 36، 40، دار الطليعة]

فحين أتأمل ما ينقله المؤرخون عن ضلوع الجامعة الأمريكية في بيروت في أخطر الأنشطة التغريبية في المنطقة، ثم أرى الأمير خالد الفيصل يوقع معها صفقة فكرية؛ تأخذني شهقات الاستغراب بعيداً بعيداً .. وآخذ في التساؤل: لم؟ ما الدافع ياترى؟ هل الأمير خالد يجهل أنشطتها الخطيرة؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير