تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مشغوفةً بك قد شغفت وإنما حم الفراق فما إليك سبيل

وحقيقة الأمر أن جواز تقدم الحال على صاحبها المجرور بحرف الجر غير الزائد يكثر في الشعر، وتخريج الآية الكريمة على أن " كافة " حال من " الكاف " في قوله: أرسلناك، والتاء في " كافة " للمبالغة، وليست للتأنيث، والله أعلم.

ـــــــــــــــ

1 ـ 259 البقرة. 2 ـ 28 سبأ.

وجوب تقدم الحال على صاحبها:

تتقدم الحال على صاحبها وجوبا في عدة مواضع هي:

1 ـ أن يكون صاحب الحال محصورا، نحو: ما جاء ماشيا إلا محمد، وما جلس مسرورا إلا

خليل.

2 ـ أن يكون صاحب الحال نكرة، ولا مسوغ لها إلا تقديم الحال عليه،

نحو: استيقظ باكيا طفل، وجاء مسرعا رسول.

3 ـ إذا أضيف صاحب الحال إلى ضمير ما يلابسها، نحو: وقف يخطب في التلاميذ معلمهم.

وجوب تأخير الحال:

يجب تأخير الحال عن صاحبها في المواضع الآتية:

1 ـ أن يكون صاحب الحال مجرورا بالإضافة، نحو: علمت مجيء الطالب متأخراً، وسرني ذهاب أخي مبكراً، وأفرحني عملك مخلصاً.

2 ـ أن يكون مجرورا بحرف الجر غير الزائد، نحو: مررت بفاطمة جالسةً،

ونظرت إلى السماء ملبدةً بالغيوم.

أما إذا كان حرف الجر زائدا جاز تقديم الحال على صاحبها، كما أسلفنا.

3 ـ أن تكون الحال محصورة، نحو: ما جاء الرحل إلا راكباً، وما أزعجني الطفل إلا باكياً.

112 ـ ومنه قوله تعالى {وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين} 1.

4 ـ إذا كانت الحال جملة مقترنة بالواو، نحو " سافر صديقي وقد طلعت الشمس، وسطع البدر وقد انتصف الشهر.

ــــــــ

1 ـ 48 الأنعام.

عامل الحال:

تعريفه: هو كل فعل أو " ما عمل عمله " يعمل في صاحب الحال والحال معا.

1 ـ العامل الأصلي:

العامل الأصلي في الحال هو الفعل. نحو: طلع القمر منيرا، وأشرقت الشمس صافية. فالفعلان " طلع " و " أشرق " كل منهما عمل في صاحب الحال وهو

" القمر و الشمس " كما أن كلا منهما عمل في الحال نفسها " منيرا "، و " صافيا ".

2 ـ العوامل اللفظية: وهي ما تعمل عمل فعلها وتشمل:

* المصدر الصريح: نحو: أفرحني حضورك مبكراً، ويعجبني ترتيلك مجوداً،

وأدهشني نومك متكئاً. فعامل النصب في الحال " مبكرا " هو المصدر " حضور " وقد عمل أيضا في صاحب الحال وهو " الكاف " الضمير المتصل في " حضور "

والواقع مضافا إليه.

ومنه قوله تعالى {إليه مرجعكم جميعاً}

" فجميعا " حال من الضمير المتصل " كم " في " مرجعكم "، والعامل فيها وفى صاحبها المصدر " مرجع ".

74 ـ ومنه قول الشاعر مالك بن الريب:

تقول ابنتي إن انطلاقك واحدا إلى الروع يوما تاركي لا أبا ليا

" واحدا " حال، وصاحبها الضمير المتصل في انطلاقك وهو " الكاف "، والعامل فيهما المصدر " انطلاق ".

* اسم الفاعل، نحو: هذا شيخ قارئ قرآنه مُرَتلا، وهذا رجل عامل عمله متقناً،

وأواقف محمد خائفاً. " فقارئا وعاملا وخائفا " أسماء فاعلين كل منها عمل في الحال وصاحبه، الأول عمل في " مرتلا " وصاحبه " قرآنه "، والثاني في " متقنا " وصاحبه "عمله " والثالث في " خائفا " وصاحبه " محمد ".

ـــــــــــ

1 ـ 4 يونس.

* اسم المفعول، نحو: وصلتني رسالة مكتوب خطها واضحاً.

العمل في الحال " واضحاً " وعامله " خطها " هو اسم المفعول " مكتوب ".

* الصفة المشبهة، نحو: العنب حلو مذاقه ناضجاً.

العامل في الحال " ناضجا "، وصاحبها " مذاقه " هو الصفة المشبهة " حلو ".

* اسم الفعل، نحو: نَزَالِ مسرعاً، وصَهْ ساكتاً.

" فمسرعا "، و" ساكتا " كل منهما حال العامل فيها وفى صاحبها الضمير المستتر، اسم الفعل " نزال "، و" صه ".

3 ـ العوامل اللفظية: وهى التي تحمل معنى الفعل دون حروفه.

* اسم الإشارة، نحو: هذا أخي قادماً،

113 ـ وقوله تعالى {أن هذه أمتكم أمة واحدة} 1.

ومنه قوله تعالى {وهذا بعلي شيخا} 2.

وقوله تعالى {فتلك بيوتهم خاوية بماظلموا} 3.

العامل في الأحوال السابقة وهى "

قادما "، " أمة "، " شيخا "، و " خاوية " هو اسم الإشارة " هذا " في الأمثلة الثلاثة الأُول، و " تلك " في المثال الرابع.

* شبه الجملة، الظرف: نحو: محمد معك جالسا، وعلي عندك قائما.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير