تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

8 ـ رغم امتناع تقديم الحال على عاملها الظرف، أو الجار والمجرور، ورد عن بعض النحاة آراء قائلة بجواز تقديمها، إذا توسطت الحال بين عاملها وصاحبها،

نحو: محمد جالساً عندك، والطالب واقفاً في الفصل،

ومنه قوله تعالى ـ وقد أشرنا إليه في موضعه ونكرره للفائدة ـ

{والسموات مطويات بيمينه}

132 ـ وقوله تعالى {ما في بطون هذه الأنعام خالصةً لذكورها} 2، وهذا فيه اتفاق.

أما إذا تقدمت الحال على عاملها وصاحبها معا، فهذا يمتنع مطلقا، فلا يجوز

القول: جالسا محمدا عندك، وواقفا الطالب في الفصل، ومع ذلك أجازه الأخفش واستدل عليه 133 ـ بقوله تعالى {هنالك الولاية لله الحق} 3.

" فهنالك " ظرف في محل نصب حال تقدمت على عاملها وصاحبها معا، والولاية مبتدأ، ولله في محل رفع خبر.

ــــــــــ

1 ـ 67 الزمر. 2 ـ 139 الأنعام.

3 ـ 44 الكهف.

9 ـ قد تتعدد الحال وصاحبها واحد، كما هو الحال في تعدد الخبر للمبتدأ الواحد،

نحو: جاء محمد راجلاً ضاحكاً، وزحف الطفل متعثراً باكياً،

79 ـ ومنه قول الشاعر:

عليَّ إذا ما جئتُ ليلى بخُفية زيارة بيت الله رجلانَ حافياً

* كما تتعدد الحال بتعدد صاحبها، نحو: قابلت خليلا راكباً ماشياً،

وصافحت الضيف واقفاً جالساً. في المثالين السابقين تكون الحال الأولى للاسم الذي

يسبقها، والثانية للضمير المتصل بالفعل، هذا إذا لم تأمن اللبس، فإذا أمنت اللبس فقدم أيهما شئت.

وقد ورد تعدد الحال مجموعة في:

قوله تعالى: {وسخر لكم الشمس والقمر دائبين}

وقوله تعالى {وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات} 2.

10 ـ إذا لم يكن للحال عامل من العوامل السابقة الذكر، فلا يصح وقوعه، فإذا

قلنا: خالد صديقك قادما، ومحمد أخوك مهملا، لا يجوز، لأنه ليس في المثالين السابقين فعل أو ما تضمن معنى الفعل (3)، والبعض يجيزه على تأويل أن صاحب الحال ضمير محذوف، والتقدير: خالد صديقك أراه قادما، ومحمد أخوك أعرفه مهملا (4).

11 ـ قد يحذف عامل الحال سماعا، نحو: هنيئاً لك، والتقدير: هنأك هنيئا، أو ثبت لك الخير هنيئا.

ـــــــــــــ

1 ـ 33 إبراهيم. 2 ـ 12 النحل.

3 ـ معجم القواعد العربية، عبد الغنى الدقر، ص 217.

4 ـ التطبيق النحوي، د: عبده الراجحي ص 628.

12 ـ قد يحذف الحال إذا دلت عليه قرينة، وأكثر ما يكون ذلك إذا كانت الحال قولا أغنى عنه ذكر المقول.

134 ـ كقوله تعالى {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم} 1.

والتقدير: قائلين سلام عليكم،

ومنه قوله تعالى {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا} 2. والتقدير: قائلين ربنا تقبل منا.

13 ـ هناك أحوال مركبة تركيب أحد عشر، وغيرها من الأعداد المركبة، وهى مبنية على فتح الجزأين، إلا إذا كان جزؤه الأول ياء فيبنى على السكون، وهذه الأحوال على نوعين:

أ ـ ما ركب مما أصله العطف، نحو: تفرقوا شذر مذر، والتقدير: متفرقين أو

مشتتين، ومنه هذا جاري بيتَ بيتَ، والتقدير: ملاصقا لي.

ب ـ ما ركب مما أصله الإضافة، نحو: فعلته بادئ بدءَ، والتقدير: فعلته مبدوءاً، ومنه: تفرقوا أيدي سبأ، والتقدير: مشتتين.

14 ـ يجوز الربط بالواو، وتركها في الجملة الاسمية المقترنة بضمير صاحبها،

نحو: حضر الطالب وكتابه في يده، أو حضر الطالب كتابه في يده.

15 ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي، ومشتملة على ضمير صاحبها، رجح فيها الارتباط بالضمير، وبالواو وقد معا، نحو: انتصر القائد وقد

مات، وجاء الرسول وقد أسرع.

وقد ترتبط بالضمير وقد دون الواو، نحو: انتصر القائد قد مات.

80 ـ ومنه قول الشاعر:

وقفت بربع الدار قد غير البلى معارفها والساريات الهواطل

ــــــــــــــــــ

3 ـ 23 الرعد. 4 ـ 127 البقرة.

فالجملة الحالية " غير البلى معارفها " قد ربطت بالضمير وبقد دون الواو،

وقد تربط بالضمير فقط، نحو: هذه بضاعتنا ردت إلينا، فجملة الحال " ردت إلينا " الرابط فيها الضمير المستتر في " ردت ".

16 ـ أما إذا كانت الجملة الحالية ماضية منفية، فالأرجح فيها أن تربط بالواو والضمير معا، نحو: قدم والدك وما فعل شيئا،

وقد تربط بالضمير فقط، نحو: قدم والدك ما فعل شيئا.

17 ـ قدر بعض النحاة الواو الرابطة في الجملة الحالية بـ " إذ " ولا يقصد بالتقدير هنا أن تكون بمعناها، لأنه لا يُرادف الحرف وهو " الواو " بالاسم وهو

" إذ "، بل اعتبروا " الواو " وما بعدها مربوطة، أو مقيدة بالعامل فيها لكونها حينئذ تفيد زمن وقوع الفعل فيعتاضوا بـ " إذ " عنها.

18 ـ قد يحذف الرابط لفظا، ويكون حينئذ منويا، نحو: اشتريت الحرير مترا

بدينار، وبعت القطن ذراعا بريال، والتقدير: مترا منه، وذراعا منه،

81 ـ ومنه قول الشاعر:

نصفَ النهارَ الماء غامره ورفيقه بالغيب ما يدري

والتقدير: والماء غامره.

19 ـ قد تشتبه الحال بالتمييز في مثل قولهم: لله دره فارساً، و لله درك عالماً، " ففارسا و عالما " في المثالين السابقين ونحوهما تمييز، لأنه لم يقصد به تمييز الهيئه، وإنما ذكر لبيان جنس المتعجب منه، والهيئة مفهومة ضمنا، ولو قلت: لله

دره من فارس، لصح، ولا يصح هذا في الحال. وليس مثل ما تقدم هو التمييز حقيقة، وإنما هو صفته نابت عنه بعد حذفه، والأصل " لله دره رجلا فارسا {1}.

ــــــــــــــــــــ

1 ـ جامع الدروس العربية للغلاييني، ج3 صـ 79.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير