نحو: ما تكلم إلاّ ضحِكَ، وما سار على قدميه ألاّ ترنَّحَ،
128 ـ ومنه قوله تعالى {إلاَ كانوا به يستهزئون} 3.
4 ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي متلوة بـ " أو ".
نحو: لأقاطعنه عاش أم مات، لا أكلمنه غاب أو حضر،
ومنه قول الشاعر:
كن للخليل نصيرا جار أو عدلا ولا تشح عليه جاد أو بخلا
5 ـ إذا كانت الجملة الحالية مضارعة مثبتة، غير مقترنة بقد،
نحو: قدم المسافر تذبح الذبائح لمقدمه، وصل التلميذ يحمل حقيبته في يده،
129 ـ ومنه قوله تعالى {ولا تمنن تستكثر} 4.
6 ـ إذا كانت الجملة الحالية مضارعة منفية بلا،
130 ـ كقوله تعالى {وما لنا لا نؤمن بالله} 5،
وقوله تعالى {مالي لا أرى الهدهد} 6.
ــــــــــــ
1ـ 2 البقرة. 2 ـ 4 الأعراف. 3 ـ 11 الحجر.
4 ـ 6 المدثر. 5 ـ 84 المائدة. 6 ـ 20 النمل.
ومنه قول الشاعر:
أقادوا من دمي وتوعدوني وكنت ولا ينهنهني الوعيد
7 ـ إذا كانت مضارعة منفية بما، نحو: زحف الجنود ما يهابون الأعداء،
78 ـ ومنه قول الشاعر:
عهدتك ما تصبو وفيك شبيبة فما لك بعد الشيب صباً متيما
حذف عامل الحال:
* قد يحذف عامل الحال إذا دل عليه دليل، نحو قولهم: راشدا. للقاصد سفرا،
ومأجوراً. للقادم من الحج.
* يحذف عامل الحال وجوبا في المواضع التالية:
1 ـ أن يقصد بالحال تبيان الزيادة أو النقصان بالتدريج، نحو: تصدق بريال
فصاعداً. والتقدير: ذهب التصدق صاعدا أو فأكثر، ومنه اشتريت القميص بجنيه فنازلا.
2 ـ أن يقصد بالحال التوبيخ، نحو: أمتوانياً عن الصلاة وقد صلى الناس؟
وأجالسا وقد وقف الحاضرون؟
3 ـ أن تكون الحال مؤكدة لمضمون الجملة، نحو: أنت صديقي مواسياً،
ومحمد أبوك عطوفاً، والتقدير: أعرفك مواسيا، وأعرفه عطوفا.
4 ـ أن تسد مسد الخبر، نحو: ضربي التلميذ مهملاً، والتقدير: ضربي إياه واقع إذا وجد مهملا.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ المراد بالوصف في قولهم " الحال وصف فضلة " ما دل على معنى وذات متصفة به، وهو اسم الفاعل والمفعول، والصفة المشبهة، والمبالغة، والتفضيل،
والمقصود الوصف ولو تأويلا لتدخل الجملة، وشبهها، والحال الجامدة، لتأويل ذلك كله بالمشتق.
2 ـ معنى كون الحال فضلة، أي ليست مسندة ولا مسندا إليها، لكن هذا لا يعنى أنه يصح الاستغناء عنها، فقد تجيء الحال غير مستغنى عنها.
131 ـ كقوله تعالى {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين} 1.
ومنه قول الشاعر:
إنما الميت من يعيش كئيبا كاسفا باله قليل الرجاء
3 ـ الحال يذكر، ويؤنث، والأفصح في لفظه التذكير، وفى وصفه وضميره التأنيث.
4 ـ الأصل فى الحال أن تكون نكرة، وقد تجيء معرفة لفظا، ولكنها مؤولة
بنكرة. نحو: جاء والدك وحده، وادخلوا الأول فالأول، وأرسلها العراك، وجاءوا
الجماء الغفير. في الأمثلة السابقة نجد أن كلمة " وحده، والأول، والعراك، والجماء " كل منها جاءت حالا معرفة لكنها مؤولة بنكرة، والتقدير: جاء والدك
منفردا، وادخلوا مرتين، وأرسلها معتركة، وجاؤوا جميعا.
5 ـ قد تأتي الحال بلفظ المعرف بالعلمية، نحو: جاءت الخيل بدادا، والتقدير:
متبددة. فكلمة " بداد " في الأصل علم من جنس التبدد والتفرق، ومثلها كلمة " الفجار " علم للفجرة.
ــــــــــــــ
1 ـ 16 الأنبياء.
6 ـ قد تأتي الحال مصدرا، والتخريج لها في ذلك، أن تكون مؤولة بالوصف،
نحو: حضر الولد جريا، ومات قهرا، والتقدير: حضر الولد جاريا، ومات
مقهوراً، وهو سماعي عند كثير من النحاة، وقد قاسه البعض، وهناك من جعل المصدر في هذا الباب منصوبا على المفعولية المطلقة، والعامل فيه محذوف، والتقدير: حضر الولد يجري جريا، ونحوه.
7 ـ إذا كان عامل الحال ظرفا أو جارا ومجرورا، امتنع تقديم الحال على
عاملها، مثال الظرف: أخوك عندك جالساً، والبدوي بين الأشجار مقيماً.
ومثال المجرور: محمد في البيت منتظراً، والمعلم في الفصل واقفاً.
نلاحظ أن كل الأحوال الواردة في الأمثلة السابقة، لا يجوز تقديمها على عاملها الظرف أو الجار والمجرور.
¥