تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"فَإِن لَم يَكُن بَعلٌ فَنَفسًا تُقَرِّبُ

وَلاحَت بِآفاقِ العَدُوِّ سَرِيَّةٌ"

"فَوارِسُ تَبدو تارَةً وَتُحَجَّبُ

نَواهِضُ في حُزنٍ كَما تَنهَضُ القَطا"

"رَواكِضُ في سَهلٍ كَما انسابَ ثَعلَبُ

قَليلونَ مِن بُعدٍ كَثيرونَ إِن دَنَوا"

"لَهُم سَكَنٌ آنًا وَآنًا تَهَيُّبُ

فَقالَت شَهِدتَ الحَربَ أَو أَنتَ موشِكٌ"

"فَصِفنا فَأَنتَ الباسِلُ المُتَأَدِّبُ

وَنادَت فَلَبّى الخَيلُ مِن كُلِّ جانِبٍ"

"وَلَبّى عَلَيها القَسوَرُ المُتَرَقِّبُ

خِفافًا إِلى الداعي سِراعًا كَأَنَّما"

"مِنَ الحَربِ داعٍ لِلصَلاةِ مُثَوِّبُ

مُنيفينَ مِن حَولِ اللِواءِ كَأَنَّهُم"

"لَهُ مَعقِلٌ فَوقَ المَعاقِلِ أَغلَبُ

وَما هِيَ إِلّا دَعوَةٌ وَإِجابَةٌ"

"أَنِ التَحَمَت وَالحَربُ بَكرٌ وَتَغلِبُ

فَأَبصَرتُ ما لَم تُبصِرا مِن مَشاهِدٍ"

"وَلا شَهِدَت يَومًا مَعَدٌّ وَيَعرُبُ

جِبالَ مَلونا لا تَخوري وَتَجزَعي"

"إِذا مالَ رَأسٌ أَو تَضَعضَعَ مَنكِبُ

فَما كُنتِ إِلّا السَيفَ وَالنارَ مَركَبًا"

"وَما كانَ يَستَعصي عَلى التُركِ مَركَبُ

عَلَوا فَوقَ عَلياءِ العَدُوِّ وَدونَهُ"

"مَضيقٌ كَحَلقِ اللَيثِ أَو هُوَ أَصعَبُ

فَكانَ صِراطُ الحَشرِ ما ثَمَّ ريبَةٌ"

"وَكانوا فَريقَ اللَهِ ما ثَمَّ مُذنِبُ

يَمُرّونَ مَرَّ البَرقِ تَحتَ دُجُنَّةٍ"

"دُخانًا بِهِ أَشباحُهُم تَتَجَلبَبُ

حَثيثينَ مِن فَوقِ الجِبالِ وَتَحتِها"

"كَما انهارَ طَودٌ أَو كَما انهالَ مِذنَبُ

تُمِدُّهُمُ قُذّافُهُم وَرُماتُهُم"

"بِنارٍ كَنيرانِ البَراكينِ تَدأَبُ

تُذَرّى بِها شُمُّ الذُرا حينَ تَعتَلي"

"وَيَسفَحُ مِنها السَفحُ إِذ تَتَصَبَّبُ

تُسَمَّرُ في رَأسِ القِلاعِ كُراتُها"

"وَيَسكُنُ أَعجازَ الحُصونِ المُذَنَّبُ

فَلَمّا دَجى داجي العَوانِ وَأَطبَقَت"

"تَبَلَّجَ وَالنَصرَ الهِلالُ المُحَجَّبُ

وَرُدَّت عَلى أَعقابِها الرومُ بَعدَما"

"تَناثَرَ مِنها الجَيشُ أَو كادَ يَذهَبُ

جَناحَينِ في شِبهِ الشِباكَينِ مِن قَنا"

"وَقَلبًا عَلى حُرِّ الوَغى يَتَقَلَّبُ

عَلى قُلَلِ الأَجبالِ حَيرى جُموعُهُم"

"شَواخِصُ ما إِن تَهتَدي أَينَ تَذهَبُ

إِذا صَعَدَت فَالسَيفُ أَبيَضُ خاطِفٌ"

"وَإِن نَزَلَت فَالنارُ حَمراءُ تَلهَبُ

تَطَوَّعَ أَسرًا مِنهُمُ ذَلِكَ الَّذي"

"تَطَوَّعَ حَربًا وَالزَمانُ تَقَلُّبُ

وَتَمَّ لَنا النَصرُ المُبينُ عَلى العِدا"

"وَفَتحُ المَعالي وَالنَهارُ المُذَهَّبُ

فَجِئتُ فَتاةَ التُركِ أَجزي دِفاعَها"

"عَنِ المُلكِ وَالأَوطانِ ما الحَقُّ يوجِبُ

فَقَبَّلتُ كَفًّا كانَ بِالسَيفِ ضارِبًا"

"وَقَبَّلتُ سَيفًا كانَ بِالكَفِّ يَضرِبُ

وَقُلتُ أَفي الدُنيا لِقَومِكِ غالِبٌ"

"وَفي مِثلِ هَذا الحِجرِ رُبّوا وَهُذِّبوا

رُوَيدًا بَني عُثمانَ في طَلَبِ العُلا"

"وَهَيهاتَ لَم يُستَبقَ شَيءٌ فَيُطلَبُ

أَفي كُلِّ آنٍ تَغرِسونَ وَنَجتَني"

"وَفي كُلِّ يَومٍ تَفتَحونَ وَنَكتُبُ

وَما زِلتُمُ يَسقيكُمُ النَصرُ حُمرَهُ"

"وَتَسقونَهُ وَالكُلُّ نَشوانَ مُصأَبُ

إِلى أَن أَحَلَّ السُكرَ مَن لا يُحِلُّهُ"

"وَمَدَّ بِساطَ الشُربِ مَن لَيسَ يَشرَبُ

وَأَشمَطَ سَوّاسِ الفَوارِسِ أَشيَبُ"

"يَسيرُ بِهِ في الشَعبِ أَشمَطُ أَشيَبُ

رَفيقًا ذَهابٍ في الحُروبِ وَجيئَةٍ"

"قَدِ اصطَحَبا وَالحُرُّ لِلحُرِّ يَصحَبُ

إِذا شَهِداها جَدَّدا هِزَّةَ الصِبا"

"كَما يَتَصابى ذو ثَمانينَ يَطرُبُ

فَيَهتَزُّ هَذا كَالحُسامِ وَيَنثَني"

"وَيَنفُرُ هَذا كَالغَزالِ وَيَلعَبُ

تَوالى رَصاصُ المُطلِقينَ عَلَيهِما"

"يُخَضِّلُ مِن شَيبِهِما وَيُخَضِّبُ

فَقيلَ أَنِل أَقدامَكَ الأَرضَ إِنَّها"

"أَبَرُّ جَوادًا إِن فَعَلتَ وَأَنجَبُ

فَقالَ أَيَرضى واهِبُ النَصرِ أَنَّنا"

"نَموتُ كَمَوتِ الغانِياتِ وَنُعطَبُ

ذَروني وَشَأني وَالوَغى لا مُبالِيًا"

"إِلى المَوتِ أَمشي أَم إِلى المَوتِ أَركَبُ

أَيَحمِلُني عُمرًا وَيَحمي شَبيبَتي"

"وَأَخذُلُهُ في وَهنِهِ وَأُخَيِّبُ

إِذا نَحنُ مِتنا فَادفِنونا بِبُقعَةٍ"

"يَظَلُّ بِذِكرانا ثَراها يُطَيِّبُ

وَلا تَعجَبوا أَن تَبسُلَ الخَيلُ إِنَّها"

"لَها مِثلُ ما لِلناسِ في المَوتِ مَشرَبُ

فَماتا أَمامَ اللَهِ مَوتَ بَسالَةٍ"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير