تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"كَأَنَّهُما فيهِ مِثالٌ مُنَصَّبُ

وَما شُهَداءُ الحَربِ إِلّا عِمادُها"

"وَإِن شَيَّدَ الأَحياءُ فيها وَطَنَّبوا

مِدادُ سِجِلِّ النَصرِ فيها دِماؤُهُم"

"وَبِالتِبرِ مِن غالي ثَراهُم يُتَرَّبُ

فَهَل مِن مَلونا مَوقِفٌ وَمَسامِعٌ"

"وَمِن جَبَلَيها مِنبَرٌ لي فَأَخطُبُ

فَأَسأَلُ حِصنَيها العَجيبَينِ في الوَرى"

"وَمَدخَلُها الأَعصى الَّذي هُوَ أَعجَبُ

وَأَستَشهِدُ الأَطوادَ شَمّاءَ وَالذُرا"

"بَواذِخَ تُلوي بِالنُجومِ وَتُجذَبُ

هَلِ البَأسُ إِلّا بَأسُهُم وَثَباتُهُم"

"أَوِ العَزمُ إِلّا عَزمُهُم وَالتَلَبُّبُ

أَوِ الدينُ إِلّا ما رَأَت مِن جِهادِهِم"

"أَوِ المُلكُ إِلّا ما أَعَزّوا وَهَيَّبوا

وَأَيُّ فَضاءٍ في الوَغى لَم يُضَيِّقوا"

"وَأَيُّ مَضيقٍ في الوَرى لَم يُرَحِّبوا

وَهَل قَبلَهُم مَن عانَقَ النارَ راغِبًا"

"وَلَو أَنَّهُ عُبّادُها المُتَرَهِّبُ

وَهَل نالَ ما نالوا مِنَ الفَخرِ حاضِرٌ"

"وَهَل حُبِيَ الخالونَ مِنهُ الَّذي حُبوا

سَلامًا مَلونا وَاحتِفاظًا وَعِصمَةً"

"لِمَن باتَ في عالي الرِضى يَتَقَلَّبُ

وَضِنّي بِعَظمٍ في ثَراكِ مُعَظَّمٍ"

"يُقَرِبُهُ الرَحمَنُ فيما يُقَرِّبُ

وَطِرناوُ إِذ طارَ الذُهولُ بِجَيشِها"

"وَبِالشَعبِ فَوضى في المَذاهِبِ يَذهَبُ

عَشِيَّةَ ضاقَت أَرضُها وَسَماؤُها"

"وَضاقَ فَضاءٌ بَينَ ذاكَ مُرَحِّبُ

خَلَت مِن بَني الجَيشِ الحُصونُ وَأَقفَرَت"

"مَساكِنُ أَهليها وَعَمَّ التَخَرُّبُ

وَنادى مُنادٍ لِلهَزيمَةِ في المَلا"

"وَإِنَّ مُنادي التُركِ يَدنو وَيَقرُبُ

فَأَعرَضَ عَن قُوّادِهِ الجُندُ شارِدًا"

"وَعَلَّمَهُ قُوّادُهُ كَيفَ يَهرُبُ

وَطارَ الأَهالي نافِرينَ إِلى الفَلا"

"مِئينَ وَآلافًا تَهيمُ وَتَسرُبُ

نَجَوا بِالنُفوسِ الذاهِلاتِ وَما نَجَوا"

"بِغَيرِ يَدٍ صِفرٍ وَأُخرى تُقَلِّبُ

وَطالَت يَدٌ لِلجَمعِ في الجَمعِ بِالخَنا"

"وَبِالسَلبِ لَم يَمدُد بِها فيهِ أَجنَبُ

يَسيرُ عَلى أَشلاءِ والِدِهِ الفَتى"

"وَيَنسى هُناكَ المُرضَعَ الأُمُّ وَالأَبُ

وَتَمضي السَرايا واطِئاتٍ بِخَيلِها"

"أَرامِلَ تَبكي أَو ثَواكِلَ تَندُبُ

فَمِن راجِلٍ تَهوي السِنونُ بِرِجلِهِ"

"وَمِن فارِسٍ تَمشي النِساءُ وَيَركَبُ

وَماضٍ بِمالٍ قَد مَضى عَنهُ وَألُهُ"

"وَمُزجٍ أَثاثًا بَينَ عَينَيهِ يُنهَبُ

يَكادونَ مِن ذُعرٍ تَفُرُّ دِيارُهُم"

"وَتَنجو الرَواسي لَو حَواهُنَّ مَشعَبُ

يَكادُ الثَرى مِن تَحتِهِم يَلِجُ الثَرى"

"وَيَقضِمُ بَعضُ الأَرضِ بَعضًا وَيُقضِبُ

تَكادُ خُطاهُم تَسبِقُ البَرقَ سُرعَةً"

"وَتَذهَبُ بِالأَبصارِ أَيّانَ تَذهَبُ

تَكادُ عَلى أَبصارِهِم تَقطَعُ المَدى"

"وَتَنفُذُ مَرماها البَعيدَ وَتَحجُبُ

تَكادُ تَمُسُّ الأَرضَ مَسًّا نِعالُهُم"

"وَلَو وَجَدوا سُبلًا إِلى الجَوِّ نَكَّبوا

هَزيمَةُ مَن لا هازِمٌ يَستَحِثُّهُ"

"وَلا طارِدٌ يَدعو لِذاكَ وَيوجِبُ

قَعَدنا فَلَم يَعدَم فَتى الرومِ فَيلَقًا"

"مِنَ الرُعبِ يَغزوهُ وَآخَرَ يَسلُبُ

ظَفِرنا بِهِ وَجهًا فَظَنَّ تَعَقُّبًا"

"وَماذا يَزيدُ الظافِرينَ التَعَقُّبُ

فَوَلّى وَما وَلّى نِظامُ جُنودِهِ"

"وَيا شُؤمَ جَيشٍ لِلفَرارِ يُرَتِّبُ

يَسوقُ وَيَحدو لِلنَجاةِ كَتائِبًا"

"لَهُ مَوكِبٌ مِنها وَلِلعارِ مَوكِبُ

مُنَظَّمَةٌ مِن حَولِهِ بَيدَ أَنَّها"

"تَوَدُّ لَوِ انشَقَّ الثَرى فَتُغَيَّبُ

مُؤَزَّرَةٌ بِالرُعبِ مَلدوغَةٌ بِهِ"

"فَفي كُلِّ ثَوبٍ عَقرَبٌ مِنهُ تَلسِبُ

تَرى الخَيلَ مِن كُلِّ الجِهاتِ تَخَيُّلًا"

"فَيَأخُذُ مِنها وَهمُها وَالتَهَيُّبُ

فَمِن خَلفِها طَورًا وَحينًا أَمامَها"

"وَآوِنَةً مِن كُلِّ أَوبٍ تَأَلَّبُ

فَوارِسُ في طولِ الجِبالِ وَعَرضِها"

"إِذا غابَ مِنهُم مِقنَبٌ لاحَ مِقنَبُ

فَمَهما تَهِم يَسنَح لَها ذو مُهَنَّدٍ"

"وَيَخرُج لَها مِن باطِنِ الأَرضِ مِحرَبُ

وَتَنزِل عَلَيها مِن سَماءِ خَيالِها"

"صَواعِقٌ فيهِنَّ الرَدى المُتَصَبِّبُ

رُؤىً إِن تَكُن حَقًّا يَكُن مِن وَرائِها"

"مَلائِكَةُ اللَهِ الَّذي لَيسَ يُغلَبُ

وَفِرسالُ إِذ باتوا وَبِتنا أَعادِيًا"

"عَلى السَهلِ لُدًّا يَرقُبونَ وَنَرقُبُ

وَقامَ فَتانا اللَيلَ يَحمي لِواءَهُ"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير