[كل ثلاثاء .. مواهب تاهت على الطريق .. ؟!!]
ـ[عين ثالثة]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 05:28 م]ـ
تأمل هذه (النواة) الصغيرة التي يضعها المزارع في الأرض ..
كيف تأخذ في النمو ببطء شديد ..
حتى تكبر وتشمخ وتصبح شيئاً مذكوراً ..
لا تتزعزع بقوة هزها ..
بل كلما زاد (هزها) كلما تساقط منها رطباً جنياً ..
فهي استمدت قوتها ورسوخها ..
بفضل الله وتوفيقه ..
ثم ما وجدته من عناية المزارع بها ورعايته لها حتى كبرت ..
ثم تعهده لنموها واهتمامه به ..
أصل من هنا إلى مواهب الصغار ..
وكيف أنها تلاشى بسرعة البرق ..
يغيب هلالها قبل أن يكتمل وتشرق أنواره ..
المدرسة تتحمل عبء كبير نحو هذه المواهب ..
فهل أضطلعت هذه المدارس بالدور كما يجب ..
هل (خرَّجت) مدارسنا رقما يذكر فيشكر يتميز أفرادها بموهبة كـ (الخط) مثلاً
هل عنيت هذه المدارس بصقل مواهب الطالب في الخطابة والإلقاء ..
افتقار مدارسنا لمثل هذه المواهب من يقف خلفه ..
أي دور يضطلع به معلموا هذه المواد ..
إن كان هذا المعلم لا يكتشف المواهب ..
فضلاً عن تنميتها ..
وصقل بوادر النبوغ لديها ..
وشحذ قدراتها ..
ودفعها نحو مزيد من التمكن ..
هذا المعلم الذي حمل على عاتقه أعباء تدريس هذه المواد ..
هل يمتلك الموهبة فيها بما يمكنه من دفع عجلة طلابه ..
أم إن المسألة لا تعدوا كونها تدريس مادة فحسب ..
طالب على مشارف الجامعة ولا يستطيع تركيب جملة صحيحة ..
وإن كتب لا تكاد تجد خط (يُقرأ) فضلاً عن الإبداع ..
أتساءل والحالة هذه ..
سنوات طوال مر بها هذا الطالب على عشرات الأساتذة ..
كيف لم يثر سوء الخط انتباه هذا المعلم أو ذاك ..
بل كيف توصل أساتذة هذا الطالب لفك رموز كتابته في أوارق الإجابة في الإختبارات ..
لا أتحدث عن حالات طارئة ..
إنما عن مشكلة مزمنة يعاني منها اليوم حتى الأساتذة أنفسهم بدرجات متفاوته ..
وحين أسوق هذه الملاحظة فالهدف هو التذكير ليس إلا ..
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه من القول والعمل الصالح ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..