تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تحقيق علمي رائع حول شخصية الخليفة العباسي الأول أبي العباس السفاح]

ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - 06 - 2005, 08:28 م]ـ

(أبو العباس السفاح .. هل كان سفَّاحا للدِّماء حقّا؟)

عنوان مقال رصين كتبه الأستاذ عبدالحميد العبَّادي _ أستاذ التاريخ _ في مجلة الثقافة (عدد 47) ..

والحقُّ أنني لم أقف على المقال .. لكن قرأت ملخَّصا له في كتاب الدكتور رجب البيُّومي (بين الأدب والنقد).

ومدار المقال حول شخصية أبي العباس السفاح .. وخلاصته أن الباحث أراد أن يتوصَّل إلى بطلان ما وصم به أبو العباس الخليفةُ العباسي الأول من أنَّه كان سفاكا للدماء وأنه كان متوحشا مستبدا ... الخ.

أما الحجج التي استند إليها الأستاذ العبادي .. فإليك ملخَّصها:

1 - أن بعض المؤرخين، كالطبري والمسعودي وابن الأثير، وصفوا أبا العباس بصفات حسنة؛ منها: أنه كان متصوِّنا عفيفا حسن المعاشرة لأهل بيته مقتصدا في معيشته، لم تخرجه أبهة الملك وعظمة السلطان عن حدِّ البساطة في مأكله ومشربه، كريما معطاء إذا حضر الناس طعامه رأوه أبسط ما يكون وجها ... الخ، ثم يبين الأستاذ العبادي أنَّ هذه الصفات النبيلة لا يمكن أن تجتمع في مَن وُصِف بهذا الوصف المخيف المثير المقزِّز: (السفاح).

2 - أن المؤرخين القدامى كالطبري وأبي حنيفة الدينوري _ صاحب الأخبار الطوال _ عندما ذكروا أبا العباس لم يصفوه بهذا الوصف، كما أنهما لا ينسبان إليه شيئا من حوادث القتل والمثلة، وإنما ينسبا ذلك إلى أعوانه أمثال عمه عبدالله، وغيره.

3 - بين الأستاذ الباحث أن عبدالله بن علي عمَّ الخليفة _ واسمه كاسم الخليفة، ولعلَّ هذا من أسباب الخلط _ هو السَّفاح الحقيقيُّ، ثشهد بذلك وقائعه الدامية ببني أمية، وقد استند الباحث في إثبات ذلك إلى بعض النصوص الواردة في كتب التاريخ القديمة ومن ذلك:

- جاء في كتاب أخبار مجموعة ص 48 ((فلما اجتمع بنو أمية عند السفاح قعد لهم، وأدخلهم على نفسه في سرادق له، ليرسلهم بزعمه إلى أمير المؤمنين))

ويبدو أن السفاح غير أمير المؤمنين.

- وفي (الإمامة والسياسة) المنسوب لابن قتيبة ص 336 ((وذكروا أن أبا العباس ولَّى عمه عبدالله بن علي الذي يقال له: السفاح الشامَ)).

- وفي ص 338 ((قال أبو العباس – يريد أمير المؤمنين -: رحم الله عبد الواحد، ولولا أنَّ السفاح عمِّي لاقتدت منه)).

هذا ملخَّص ما كتبه العبادي، وفي رأيي أنه بحث ممتع وجميل، والذي يهمني من الموضوع _ بغض النظر عن كون الباحث مصيبا أو مخطئا _ أنه يرسم لقارئ التاريخ منهجا في البحث والتحري والتحقُّق من المعلومة التي يقرأها، وألا يأخذ بها مسلَّمة، لا سيَّما تلك الأخبار التي تتضمَّن قدحا - مغلفا أو غير مغلف - في تاريخنا المجيد ورجاله الأفذاذ.

هذا وأرجو من الإخوة الكرام الإفادة بما لديهم حول هذا الموضوع .. والسلام.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير