[الحاجة إلى تعلم اللغة!]
ـ[أبو سارة]ــــــــ[15 - 01 - 2005, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول زهير ابن أبي سلمى في معلقته:
وكائن ترى من صامت لك معجب ... زيادته أو نقصه في التكلم
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... ولم يبق إلا صورة اللحم والدم
وفي معنى البيت الأول يقول أحد السلف: الرجال صناديق مغلقة 0
والمعنى أنهم إذا تكلموا عُرف مابتلك الصناديق، والتقييم يبدأ من الكلام، إذ أن: كل إناء بما فيه ينضح0
وإذا رأيت إنسانا فصيحا فاعلم أنه خدم المحابر وتربى على العلم والمعرفة0
وطلب العلم ليس بالأمر السهل، ولكن من يصبر عليه ينال حظا وافرا ورتبة عالية عند أهل العلم والفكر فضلا عن العامة وعشاق العلم0
وطالب العلم لايستفيد العلم الذي صبر عليه فقط، لأن الأدب وطريق التربية الذي سلكه في طلبه العلم مكسب لايقل شأنا عن العلم المطلوب في ذاته، فالمكسب هنا مضاعف، ويضاف لهما مكسب مهم وهو أجر طلب العلم في الإسلام0
وبما أن اللغة هي آلة العلوم وهي مفتاح العلوم كافة، فأهميتها ركيزة أساسية لجميع الأخرى0
وقد جاء في أحد الأحاديث النبوية أن رجلين اختصما عند رسول الله عليه السلام، وكان أحدهما طلق اللسان واسع البيان وقد استطاع أن يسلب حق الآخر بطلاقة لسانه واتساع بيانه،وقد عرف الرسول عليه الصلاة والسلام ذلك وقال فيما معناه: أن أحدكم قد يحصل على حق غيره بسبب طلاقة لسانه وبلاغته وإنما هو يقتطع في بطنه قطعة من نار، أو كما قال عليه السلام (لا أذكر الحديث بنصه ولعل أحد الإخوة يذكرني به) 0
فصاحب اللغة إذا تكلم سيطر على الموقف ببراعته وفَتَح أبواب العلم والمعرفة لتدفق منها المعاني إلى أسماع السامعين0
وإذا كتب غاص في أعماق العلم ليستخرج من قاعه درر تبهج أعين الناظرين وتبهر عقولهم0
ومن يجهل علوم اللغة ولايعرف طريقا إلى منابتها، فإذا أراد الكلام أرتج عليه،وإذا أمسك القلم عجز عن إيفائه أبسط حقوقه0
فحري بكل عاقل أن يبادر إلى التزود من هذا الزاد الذي هو أهم من المطعم والملبس، فكل هذه أمور تبلى محاسنها، إلا محاسن العلم لاتبلى0
وللحديث بقية000
ـ[عذب]ــــــــ[15 - 01 - 2005, 07:21 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أخي أبا سارة
بارك الله فيك. بالفعل، يأسرك ذو البلاغة و يقيّدك بفصاحته و لا تملك إلا الإنصياع له. و هذا و إن كان عامّا في كل اللغات، إلا أن اللغة العربية تملك من العذوبة ما لا حظّ لغيرها من اللغات فيه، و لا غرو من ذلك، فهي لغة القرآن و خاتم الأنبياء و المرسلين، محمد بن عبدالله، صلوات الله و سلامه عليه.
بالنسبة للحديث الذي أردت، فلعلك قصدت الآتي: عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إنما أنا بشر و إنه يأتيني الخصم، فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنه صدق، فأقضي له بذلك. فمن قضيت له بحق مسلم، فإنما هي قطعة من نار، فليأخذها أو فليتركها." رواه البخاري في باب إثم من خاصم في باطل و هو يعلمه.
و كما قال عليه الصلاة و السلام: "إن من البيان سحرا ... " رواه البخاري. فساحر الكلم لا يقل بأي حال من الأحوال عن ساحر التفريق بين المرء و زوجه من حيث التأثير، إلا أن أنه لم يرتكب محرما (ما دام بعيدا عن الكذب).
حينما تقرأ موضوعا لأحدهم و قد صاغه بروائع الألفاظ و زانه بنفائس المفردات، تجد متعة في القراءة و إن كان الموضوع مملا، و كم من كاتب نفّرَ القُرّاء عن مواضيع شيقة برتابة أسلوبه و ركاكة لغته ...
جعلنا الله ممن يتعلم هذه اللغة المباركة و ممن يتقنها، فذلك ضروري للتنقيب عن كنوز كتابه العزيز و استخراجها ...
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[16 - 01 - 2005, 07:08 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنت أستاذ أبا سارة، فمن يمتلك اللغة يعرف مناحي الكلام، ويعي مراد المتكلم، وينتبه للإلماحات الذكية في عبارة البلغاء والفصحاء.
الأستاذ الكريم عذب
صدقت، فصاحب العربية الأديب يأسِرُ سمعك بعذب كلامه، وفصاحة خطابه. الآن عرفتُ لِمَ كان اسمك هكذا.:)
الأستاذ الفاضل أبا سارة
ما رأيك لو كان هذا الموضوع صفحة لبيان ما جاء في فضل العربية، وتعلمها؟
ـ[أبو سارة]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 01:03 م]ـ
السلام عليكم
شكرا لك يا أستاذ عذب على كلماتك الطيبة، وشكرا لوضعك الحديث المطلوب 0
جزيت خيرا0
- - - - - - -
الأستاذ خالد الشبل سلمه الله
هدفي من هذا الموضوع هو تبيان أن صاحب اللغة يمتلك مفاتيح كافة العلوم (بالفطرة)،وأن خدمته للعربية هي (البنية التحتية) و (القاعدة) التي ينطلق منها إلى كافة العلوم الأخرى، وشتان بين متصفح للقرآن أو كتب الحديث، وهو جاهل بمبادئ اللغة، وبين حاذق باللغة عالم بمجاهلها، ليس الأمر سواء، وبلا ريب0
والموضوع جزء مما تريد، ولك ماتريد ياسيدي، فأنا طوع أمرك، وهذا أقل مايقدمه تلميذ لأستاذه0
ولي عودة للموضوع إن شاء الله0
¥