[ماذا تريدون منا يا بني كليب]
ـ[الطائي]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 07:32 م]ـ
غناءٌ ورقصٌ وإراقةٌ لماء الحياء وبصقٌ في وجه الفضيلة وتقيّؤٌ في مُحيّاها، حوارٌ لا ينقطع بِلُغة الجسد البهيمية، إثارةٌ للغرائز بطريقة فجّة، كلّ هذا وسط صياح ونباح ليس بالغناء ولا هو بالنواح، محيّرٌ كُنهه مُلغِزة ماهيّته، لا ينفكّ يسكب في أقداح الأحداق والآذان أربعاً وعشرين ساعة في الأربع والعشرين ساعة.
إن كنتم توهّمتم أنني اتحدث عن عُلبِ الليل التي لا يضاهيها كثرةً في بلاد بني يعرب إلا السجون؛ فأعيدوا التفكير فما أصبتم.
لقد جئتكم محدّثاً عن بني كليب، وما ادراكم ما بنو كليب. قومٌ قد عقدوا مع الشيطان حلفاً قذراً، وناطوا بعواتقهم مهمّة القضاء على البقية الباقية من حياءٍ يتحدّث الأجداد أنه كان يوماً ملء السمع والبصر، قوم رفعوا راية الفسق والفجور ليل نهار، لا يفتَؤون يمطروننا بحمم الفساد كلّ آنٍ وحين.
بنو كليب هؤلاء أيها الأجلاّء ليسوا من سكان كوكب المريخ؛ بل هم من أبناء جلدتنا - سلخ الله جلدتهم - قد ترعرعوا على صوت الأذان وقرؤوا القرآن وصلّوا معنا زمنا في مساجدنا، فلمّا شبُّوا عن الطوق، عادوا يطعنوننا في أعز ما نملك!! لم يَكفهم أننا أمةٌ لا تجد الوقت لِلَعقِ جُرحٍ حتى تُفجعَ بجرحٍ آخر، رأونا أمةً جريحةً فجاؤوا يجهزون علينا وهم منّا!!
وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضةً ... على المرء من وقع الحسام المهنّدِ
أكثر من خمسين قناةً فضائية يملكها عرب ومسلمون، تطوف العالم بحثاً عن الساقطات والساقطين، وتستعين بآخر صيحات الغرب وطرقه في فتنة العيون والآذان، وترقّع ما تبقّى بهذيانٍ يُقالُ إنه شعر - رحم الله الشعر والشعراء - وتبهرج هذا المزيج العفن بأنوار خاطفة ماهي إلا ظلماتٌ بعضها فوق بعض. وحتى تكتمل فصول المسرحية السمجة، وتُحبك المؤامرة النتنة؛ يمدون أيديهم إلى الجيوب الممتلئة عند ذوي الرؤوس الخاوية ويختلسون الأموال بما يسمى (خدمة الرسائل) وهذه طامّة أخرى لها قصة أَخْزَى.
إن أوقعك حظُّك السئ في مواجهة هذا الطوفان من الدعارة الفضائية، وأراد لك حياؤك أن تصرف بصرك إلى زاوية التلفاز فسترى شريطاً مكتوباً يمرّ مرّ السحاب ولا يمطر إلا ما يعتصر القلب ألماً على ما وصل إليه شباب الأمة. انظروا ماذا يقولون وبماذا يتحاورن تعلموا أنّ تحرير فلسطين قد أصبح رابع المستحيلات إن لم يكن أولها!!
كلماتٌ وَلْهى، وأنّاتٌ عطشى، وتأوُّهاتٌ سافرة من قبيل (أحبك يا فلان، أموت في فلانة، يا عمري يا فلنتانة) أقسم بالله أنني قرأت هاتين الرسالتين ولم أصدّق (أنا طفشانة أبغى أحد يرقّمني) و (يافلان "هَنُ" أُمّك)!!
كيف سينشأ هذا النشء الممسوخ، كيف تعلّق الأمة آمالها على هؤلاء، يقول المصلحون: (الأمل في شباب الأمة) أي شباب وأي شابات تعنون، هل تعنون هؤلاء الذين تربّوا في مضارب بني كليب وسهروا في حانات بني يعرب الفضائية؟!! أي خير يرتجى من هؤلاء.
ما هذا الذي يحدث، ما الذي يُراد بنا، ما هذا المخطط الموغل في القذارة، من يقف وراء هذا كلّه، ومتى سيتوقف تدفق شذاذ الآفاق من بني كليب إلى عقر دارنا؟!!!
قد يقول قائل: أنتَ وأمثالك ممّن يتسمّرون أمام مضارب بني كليب ليلَ نهارَ تُساهمون في ازدهار بضاعتهم المأفونة وتضمنون الاستمرار لمخطّطهم الممتلئ سمّاً زعافاً.
نعم أيها القائل هو كذلك، ولتعطني يدك ولنتعاهد أن نقاطع هذه المضارب البغيضة حتى لا يجدوا لهم ملجأً إلا أن يُقوّضوا خيامهم ويركبوا بغالهم وبغلاتهم - وما أكثرهم وأكثرهنّ - وينقشعوا عن وجوهنا فنرتاح منهم إلى الأبد.
هل تمدّ إليّ يدك؟!
إذاً فهاك يدي، واسمعني أرتّل هذه الآية الكريمة:
((والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماَ))
صدق الله العظيم
ـ[باوزير]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 09:07 م]ـ
والله لقد حيرني كلامك وجودت أسلوبك لدرجة أني لا أدري من المقصود ببني كليب.
وأريد أن أمد يدي وأعاهدك لكني أنتظر جوابك.
واعذرني على قصور فهمي.
ـ[المبتدأ]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 09:54 م]ـ
بارك الله فيك أخي الطائي وفي مداد قلمك المشرق في زمن حالك سودته فضائيات تمطرنا بعفنها وقذاراتها ونتنها فضائيات تنضح بأخلاق مؤسسيها و القائمين عليها (أرباب الشهوات) و الداعمين لها بإعلاناتهم التجارية (عبيد الدينار والدرهم) وللأسف نفتح لها بيوتنا وقلوبنا!!!!!! فمتى نستيقظ من غفلتنا؟؟!!
حفظك الله و جزاك خيرا.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 01:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الطائي على هذا الموضوع،وأسأل الله أن ينفع به كل غافل من المسلمين، وما أكثرهم0
إذا اعترض أحد المسلمين على هذه القنوات، حاربوه بمسمى "الحرية" وكأن الأمر لايعنينا، ومفهوم الحرية عندهم أن كل إنسان يفعل مايشاء كيفما يشاء!
ويقولون لك: إذا كنت لاتريد مشاهدة هذه القنوات، فغيرك يريدها، فلا تحرمه من ذلك!
أقول، من قال بأننا أحرار؟
نحن عبيد لله سبحانه وتعالى،وتحقيق عبوديته أقصى آمالنا وغاية مطلبنا، فلا بد أن نأتمر بأوامره ونجتنب نواهيه،إنها عبودية الشرف والرفعة والعفة والطهارة بل وعبودية الفطرة.
أما هؤلاء،فقد تخلوا عن عبودية الله،فأرغمهم هذا التخلي إلى الدخول في عبودية الشهوة والجسد وحب المال دون مراعاة عن حلاله وحرامه.
انحلال أخلاقي ليس له نظير،نسأل الله العفو والسلامة.
والله إن المرء يستحي أن يرفع طرفه إلى هذه القنوات الفاسدة التي أصبحت سمة غالبة في محطات التلفاز إلا من رحم الله.
والسؤال: ماالسبيل الصحيح لوقف هذا الغثاء المنهمر؟
هذا الموضوع ذكرني بموضوع كتبته قبل سنتين تقريبا تحت عنوان: " شات المحادثة فخ الرذيلة" ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=1347&highlight=%DD%CE+%C7%E1%D1%D0%ED%E1%C9)
وما أشبه الليلة بالبارحة
جزاك الله خيرا أخي الطائي على هذا الطرح الرصين.
¥