تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ماذا قال لي صاحبي عن القوارير]

ـ[الطائي]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 11:02 ص]ـ

قال: كم أشعر بالغيظ من ربات الحجال، إني منهن لمغيظ محنق.

قلت: وما ذاك يا صاحبي؟

- ألم تر أنهن يذهبن بألباب الرجال، ويُلِنَّ أصلب الأبطال، مع ضعفهن ورقتهن.

- لا والله ما هن بالضعيفات؛ أرأيت كيف يتحملن ما لا يتحمل أعتى الرجال معشارَه، من حملٍ ووضع وتربية للولد وصبر على ما في ذلك من لأواء، والأعظم من ذلك أنك تراهن لا يفتأن يدعون الله أن لا يتوقفن عن الإنجاب!! هذا والله هو الصبر، وتلك هي شدة التحمل، فلله هنّ ما أصبرهن. وإذا ما جَعل الله نصيب إحداهن في زوج أحمق نزق سيٍّئ المعشر متسلط؛ صبرت واحتملت، ولا تزال به تداريه و تحسن معاشرته العمر كله.

- أي صبر وأي تحمل، ودمعة إحداهن أسرع من سحابٍ استدبرته الريح؟!

- هذا هو عين القوة، وسر المرأة الأعظم، أتراها تقوم بما ابتليت به من مهامّ جسيمة لولا ما رُكِّبَ فيها من عاطفة جياشة، وإحساسٍ مرهفٍ يسع آلام الدنيا مجتمعة!!

- إليك عني فما أنا لهن من الوامقين.

- ما أتعسك يا صاحبي، والله لولاهن ما أطقنا الحياة، يلدننا ويربيننا أمهاتٍ، ويحسنَّ إلينا أخواتٍ، ونسكن إليهنَّ زوجات، وإن امتُحِنَّا بأبوَّتهنَّ، فأحسنَّا، كنّ لنا ستراً من النيران وأوردننا الجنات.

ما أجمل الأنثى وما أبدعها؛ ما أروعها وهي تتنفس حباً وحناناً، وما أسماها وهي تبلغ بالحياء حدّ الخرافة، وما أطهرها وهي تعانق بالخجل قمم النقاء وتلامس سماء العفة، وما أعنف رقتها وعذوبتها، وما أقوى ضعفها و .. و .. و ... ، لن أستطيع أن أوفي هذا المخلوق الرائع حقه، غير أني أقول: ما أشد هجير الحياة لولا هذه النسمة العليلة، وما أقسى أَلَمَها لولا هذا البلسم الشافي، هُنَّ يا صاحبي كالنسيم في هجير هذه الحياة، لولاه لأهلكتنا السموم، ولأسلمتنا إلى الجنون الهموم.

- لا أوافقك على شئٍ من ذلك، ولو كان الأمر بيدي لألقيت بهن كلهن في البحر.

- إذن والله يعذب ماؤه، ويصبح الملح الأجاج عذباً فراتاً.

ـ[السراج]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 10:27 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

شائق حديثك أيها الطائي ..

ـ[الطائي]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 12:25 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

ومنيرةٌ إطلالتك أيها السراج ...

لك التحية ...

ـ[الخيزران]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 09:10 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رأي:

الرجل إذا تعامل مع المرأة رجلا استقرت الأمور وطابت الأحوال، فلا إفراط بأن يعطي الرجل المرأة صلاحيات ليست لها، ولا تفريط بأن تحرم المرأة من حقوقها في الحياة؛ فالأول قد يحولها إلى قوة مدمِّرة لأنها تتصدر لأمور لم تخلق لها، والثاني قد يحولها إلى قوة معطَّلة يعيق سير الحياة داخل الأسرة.

موضوع جميل، والأجمل أسلوب كاتبه.

ـ[الطائي]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 10:00 م]ـ

وعليكم ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة ...

أشكر لك تشريفك لمقالتي ...

ما شاء الله تبارك الله، رأي صائب، ونظرة متّزنة، أصَبْتِ بها كبد الحقيقة ...

قد ازدان الموضوع بمرورك أيتها الفاضلة، وازداد جماله، إن كان ذا جمال ...

لك أطيب التحايا ...

ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[05 - 05 - 2005, 11:19 م]ـ

موضوعٌ جميل جميل ..

و طرحٌ رائع ..

بوركتَ أيها الطائيّ ..

أسأل اللهَ أن يحفظ لكَ والدتكَ .. و أخواتكَ

فنِعمَ الابن المسلم الصالح أنتَ ..

و ليهنكَ العلم أيها الطائيّ ..

ـ[الطائي]ــــــــ[06 - 05 - 2005, 01:45 ص]ـ

لا أدري أأشكر لك مرورك العذب، أم إطراءك المبهج، أم دعاءك المؤثر ...

بوركتِ من عاشقةٍ متيمة بلغة عظيمة، طاب العشق وطابت العاشقة والمعشوقة ...

جعلني الله عند حسن ظنك، وغفر لي ولك ...

ـ[المستبدة]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 11:19 ص]ـ

رائع الفكر .. فيّاض الشعور ..

الطائي ..

وقفتُ وفكري متأمّله هذا السحر الذي انسكب

في هذا الإناء الجميل ..

تأملت، عجبت،فسُررتْ بأن جعل الله لنا هذي المكانة

الشامخة في نفسك .. وما هي إلا لعظمة تفكيرك ..

وما هو إلا لشموخك في زمن يندر فيه الجمال ..

وسأزعم بأن كثير ـ ولله الحمد ـ من يرون فينا كل هذي

الفواصل الجميلة التي وقفتَ تجليها للعابرين ..

فلله درك ودرّ المنصفين ..

أمّا صاحبك:

(لا أوافقك على شئٍ من ذلك، ولو كان الأمر بيدي لألقيت بهن كلهن في البحر.)

أسفي لفكره .. !

لا يدري بأنه يلقي بنفسه قبلنا، إن غامر وألقى!

لن يعيش في دنيا نغيب عنها .. وسيبحث من فوره عن ذاك البحر الذي ألقانا فيه!

فقد ألقى أمه، أخته،ابنته، وزوجته.

تقديري لك وله ـ أيضا ـ ..

ـ[الطائي]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 03:05 م]ـ

يستبد الطرب ببنيات أفكاري أن أشرقت عليهنّ (المستبدة) بفكرها النيّر وقلمها المترع عبقاً ...

(لن يعيش في دنيا نغيب عنها .. وسيبحث من فوره عن ذاك البحر الذي ألقانا فيه)

والله ليفعلنّ مرغماً!!

ما أردتُ قوله ودُرت حوله أصبتِه بهذه العبارة ...

من هم على شاكلة صاحبي قلّةٌ لن تحجب نور الشمس بفكرها المقيد ...

لك بساتينُ مزدانةٌ ثناءً ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير