تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[(من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)]

ـ[الملهم]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 10:44 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وبعد، إن المسلم ومن منطلق (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) أدعوا جميع من يطلع على كلماتي هذه، أن لايبخل علينا بالمشاركة، وإبداء همومه المتعلقة بهذه الأمة، نصرة لهذا الدين وعملا بكل مامن شأنه أن يضع بصيص أمل وشعاع نور نمضي منه إلى تحقيق أسمى الأمال والتطلعات، لنضع ولو على سبيل التواضع بعض النقاط على بعض الحروف. والله من وراء القصد.

فاقول وبالله التوفيق: إن عصر المتغيرات التي عصفة بهذه الأمة فسقتها طعم الذل والهوان والتبعية لقوم لا يملكون حتى زمام أمورهم، خدعتنا ماديتهم وبهرجها البرّاق فصرنا نحن (أو بالأحرى من يملك زمام أمور المسلمين) ننجر خلف كل ناعق بإسم توفير الحرية، وأرقى سبل الحياة السعيدة (الموهومة) لأبناء شعوبنا، وبعنا من أجل ذلك أغلى مانملك (الإسلام ومبادئه)، فما قيمة المسلم حينها؟ عندما لايأمن حتى على نفسه من أثار (الإنفتاح وإستجلاب زبالة الغرب إلى بلادنا) وعلى أهل بيته ومن يعولهم، وتركنا أو تناسينا أننا إلم نملك أن نجاريهم في حضارتهم التكنولوجية فإننا بأقل تقدير يجب علينا ألا نستورد إلا مايخدم ديننا أولا ثم ناخذ بعدها مايعنينا من متع الحياة، بلا سرف ولاتقتير.

وسؤالي هل نحن محقين (أو محقون) فيما إختاره لنا أولاة أمورنا من توفير مايكفل الحياة الكريمة لشعوبهم فيما هو ملموس الأن، أم ماذا يجب علينا نحن الأفراد أن نفعله، على أقل تقدير في إصلاح الأمر الواقع الذي لاحول لنا فيه ولا قوة؟؟؟؟؟؟؟؟

ـ[البصري]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 01:36 م]ـ

يقول الباري ـ سبحانه وتعالى ـ: " ألم نجعل له عينين. ولسانًا وشفتين. وهديناه النجدين "

لقد أرسل الله ـ جل وعلا ـ محمدًا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وأنزل معه الكتاب ومثله معه، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، وقد تكفل ـ سبحانه ـ لمن ابتع هداه أن لا يضل ولا يشقى.

ومن هنا فإنه مهما تراخى ولاة الأمر في بلدان المسلمين، أو تلقوا ما تقذف به حضارة الغرب بالقبول في جميع شؤونهم أو في مجملها أو بعضها، فما عذر ولي الأمر في بيته أو في دائرة عمله ومسؤوليته؟ هل هو مجبور على تلقي هذه الحضارة بالقبول غثها وسمينها؟

لا شك أن المسلم يميز بين الناقع والضار، ويفرق بين الصالح والفاسد، فلا بد أن يكون كالمرشح أو الغربال لما يدخل بيته، أو حتى دائرة عمله التي هو مسؤول عنها، فيقوم بما أوجبه الله عليه من جلب النافع ودفع الضار، وتقريب الصالح وإبعاد الفاسد، بحسب قدرته واستطاعته " واتقوا الله ما استطعتم " " ومن يتق الله يجعل له مخرجًا "

فيا أخي الكريم، ليست القضية محصورة على ولاة الأمر الكبار، بل هي متعلقة بتقصير ولاة الأمر الصغار، وعدم قيامهم بما أوجبه الله عليهم تجاه من تحت أيديهم من الزوجات والأبناء والبنات، وتجاه من يقع في دائرة مسؤولياتهم.

إنه يجب أن نعلم أنه متى قام كل منا بما يقدر عليه ويستطيعه، فلن نخذل بحول الله وقوته، أما أن نلقي باللوم على غيرنا ممن هو أكبر منا، ونسقط عليه أخطاءنا، فسنواجه نحن أيضًا ممن هو أصغر منا مثل ما واجهنا به كبارنا، وسندور في حلقة مفرغة، يلقي كل منا فيها باللوم على الآخر، متنصلا من مسؤوليته، تاركًا الدور الذي عليه، وهنا، فلن نرى إلا مجتمعًا من العصاة والمقصرين، يموج بعضهم في بعض، لا تعرف المصلح منهم من المفسد، ولا المجتهد من المقصر.

وخلاصة القول، إنه يجب علينا أن نعلم أن طريق الإصلاح والتغيير، لا بد أن تكون وفق رؤية شرعية، مبدؤها تعلم العلم الشرعي وتعليمه، ونشره بين الناس بطرقه الصحيحة وعبر قنواته الموثوق فيها، وأعني ذلك العلم الشرعي الصحيح، المبني على كتاب الله ـ تعالى ـ وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بفهم الصحابة والتابعين، وسلف هذه الأمة، من أهل السنة والجماعة، الذين هم على مثل ما عليه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه، ثم يأتي بعد العلم العمل به، وتزكية النفس بالعبادة، ثم الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، على بصيرة وهدى، مستصحبين في كل ذلك الإخلاص والإحسان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير