هذا أستاذي .. ولن أنسى فضله عليّ!
ـ[الصاعدي]ــــــــ[25 - 03 - 2005, 04:02 م]ـ
التركستاني عاشق العربية والتراث
ليس بالأمر الهين أن تتحدث في عجالة ومن غير أهبة عن علم من أعلام اللغة في بلادنا، صاحب رؤية واضحة ومنهج مطرد، وإذا تعرضت له فليس بالأمر الميسور أن توفيه حقه، وأن تأتي على الجوانب المشرقة في سيرته العلمية والشخصية، على الوجه الذي تريده ..
من أين تبدأ؟ وعما تتحدث؟ هل يكون حديثك عن علمه الواسع أو أدبه الجم؟ عن لغته الراقية أو خطه البديع؟ عن منهجه الواضح في درس اللغة أو حبه للتراث؟ عن أثره في طلابه أو قدرته على إيصال ما لديه من علم أو عن مؤلفاته؟ وهل يمكن لك أن تذكر شيئا من حياة هذا الرجل دون أن تذكر ملحق التراث الذي عايشه في جريدة المدينة ثم البلاد واقترن اسمه به قرابة ربع قرن من الزمان؟
إن الحديث عن الأستاذ الدكتور محمد يعقوب التركستاني يحتاج إلى صفحات وفسحة كافية من الوقت، ولعلي آتي على ذلك في (معجم اللغويين والنحاة في المملكة العربية السعودية) الذي لم يزل في المسودات، ولذا فإنني سأكتفي في هذه الإطلالة بإشارات خاطفة تبين أبرز خصائصه العلمية والشخصية مما تكشف لي من خلال صلتي الوثيقة نحو عشرين سنة تلميذا ثم زميلا له في قسم اللغة العربية بكلية اللغة في الجامعة الإسلامية ..
لقد عرفت الدكتور محمد يعقوب سنة 1407هـ في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة في مدة إعارته للجامعة، كنت حينئذ طالبا بالقسم، وكان هو من أقطاب القسم المؤثرين، لما يتمتع به من حكمة ورزانة بالإضافة إلى مكانته العلمية المرموقة التي أهلته لكسب ثقة زملائه وتلامذته. فأفدت منه فوائد جمة في تلك المرحة (مرحلة البكلوريوس) ودرست عليه فقه اللغة، ودراسات لغوية في القراءات القرآنية، ثم شاءت المقادير أن توافق نهاية إعارته للجامعة سنة تخرجي منها فعاد لجامعته الأصلية الجامعة الإسلامية، أما أنا فوقفت أمام مفترق الطرق لا أدري إلى أي الجامعات أتجه، فإذا به يشير علي بالالتحاق بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية .. فأتيحت لي الفرصة لأن أفيد منه من جديد في مرحلة الماجستير، وازداد تؤثري به، فطلبت أن يكون مشرفي في الماجستير ثم في الدكتوراه، وكان لي ما أردت، ثم استمرت صلتي به زميلا بالقسم في الجامعة إلى اليوم، فكان نعم الزميل كما كان نعم الأستاذ المربي.
يمتاز الدكتور محمد يعقوب بصفات علمية وخلقية يندر أن تجتمع في رجل واحد، ومن أبرزها:
1 ـــ تمكنه من علوم العربية، وحبه للتراث، وتقديره العميق لعلمائه، وبخاصة القدامى منهم.
2 ـــ حضوره القوي وشخصيته الجاذبة، على الرغم من بساطته وتواضعه الجم.
3 ـــ عنايته البالغة برسم الحرف العربي وجمالياته وعلامات ترقيمه.، مع الحرص على زرع ذلك في تلاميذه.
4 ـــ قوة لغته وسلامتها من اللحن، فمن النادر جدا أن يسمع طلابه في دروسه لحنا، مع انسيابه في الكلام وقدرته العجيبة على الإبانة عما يريد أن يتحدث عنه.
5 ـــ قدرته على المحافظة على مثله العليا التي يتبناها.
6 ـــ إحسانه الظن بالآخرين، وحمل هفواتهم على أحسن المحامل.
7 ـــ زهده في المناصب ونفوره من الأضواء.
8 ـــ لا يتحدث عن نفسه إطلاقاً، وقد صحبته طيلة تلك المدة فلا أذكر أني سمعته يحدث عن نفسه أو علمه بتصريح أو تلميح، فهو يتجنب ذلك ويغير مجرى الحديث إذا أحس أن محادثه يستدرجه للحديث عن الذات.
هذه إشارات مقتضبة، في حق أستاذنا .. ومقامه أكبر، ولي كلمة مسهبة عنه في (معجم اللغويين) إن شاء الله تعالى.
وكتبه
أ. د. عبد الرزاق بن فراج الصاعدي
(نشرت هذه الكلمة في ملحق الأربعاء بجريدة المدينة بتاريخ 10 صفر 1245هـ /31 مارس 2004م بمناسبة تكريم أستاذنا القدير أمد الله في عمره)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[25 - 03 - 2005, 07:04 م]ـ
شعرت بِحَيرةٍ بأيهما أفرح؟
بعودة أستاذنا الدكتور عبد الرزاق إلى ساح الفصيح، ليبقى معلّمًا وموجهًا لنا في نادينا؟
أم بهذه المقطوعة التي تشي بالبر والوفاء لأستاذ عظيم من أساتذة العربية؟
أما الحديث عن أستاذنا أبي عامر فهو حديث من يصف الماثل أمام الآخرين. وأما الحديث عن الأستاذ الدكتور محمد فحسبك ما سطرته يراعة الدكتور عنه، وقد التقيته قبل سنوات، حين كان عميدًا لمكتبة الجامعة الإسلامية، فلقيت منه بشاشة العلماء، وعلو القدر والخُلُق، وسمت الكِبار، مع ابتسامة تعلو محياه.
مرة أخرى أرحب فيها بالأستاذ الدكتور عبد الرزاق، لكنه ترحيب مشوب بجذل.
ـ[سيد الحرف]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 12:03 ص]ـ
أ. د. محمد يعقوب التركستاني
عرفته هذه السنة ...
واليوم زرته في مكتبه .. وهو أستاذ فاضل ...
يبذل كل طاقته لإفادة الطلاب ..
فحبب في نفسي البحث .. والإطلاع أكثر وأكثر ...
وكم أحببته .. وأحببت اللغة أكثر بسببه
فجزاه الله عنا كل خير