[من المناهي اللفظية]
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[13 - 02 - 2005, 08:01 م]ـ
سئل الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عن:
1ـ عبارة: "باسم الوطن، باسم الشعب، باسم العروبة":
فأجاب:
((هذه العبارات إذا كان الإنسان يقصد بذلك أنه يعبِّر عن العرب، أو يعبر عن أهل البلد؛ فهذا لا بأس به، وإن قصد التبرك والاستعانة؛ فهو نوع من الشرك، وقد يكون شركا أكبر بحسب ما يقوم في قلب صاحبه من التعظيم بما استعان به)).
2ـ قول من يقول: (التقوى في القلوب) عندما يعاتب على ترك الواجبات:
فأجاب:
((لا شك أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "التقوى هاهنا"؛ يعني ـ ويشير إلى قلبه ـ يعني: أنه إذا اتقى القلبُ اتقت الجوارح.
وهذا ليس بدليل أو ليس بحجة على من يفعل المعاصي ويقول: إن التقوى ها هنا؛ لأننا نقول له: لو اتقى ما ها هنا؛ لاتقت الجوارح، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب")).
3ـ تسمية بعض الزهور بـ "عبّاد الشمس":
فأجاب:
((هنا لا يجوز؛ لأن الأشجارَ لا تعبدُ الشمس، إنما تعبد اللهَ عز وجل، كما قال تعالى: {ألَمْ تَرَ أن اللهَ يسجدُ له مَنْ في السمواتِ ومَنْ في الأرض والشمسُ والقمرُ والنجومُ والجبالُ والشجرُ والدوابُّ وكثيرٌ مِنَ الناسِ} [سورة الحج: الآية: 18]. وإنما يقال عبارة أخرى ليس فيها ذكر العبودية كمُقراقِبة الشمس، ونحو ذلك من العبارات)).
4 ـ {يا أيتها النفس المطمئنة} إذا مات شخص:
فأجاب:
((هذا لا يجوز أن يطلق على شخص بعينه؛ لأن هذه شهادة بأنه مِنْ هذا الصنف)).
5 ـ قول الإنسان: أنا حُرّ:
فأجاب:
((إذا قال ذلك رجل حُر وأراد أنه حُرٌّ من رٍقِّ الخلْق، فنعم؛ هو حر من رِقِّ الخَلْق.
وأما إن أراد أنه حر من رق العبودية لله عز وجل؛ فقد أساء في فَهْمِ العبودية، ولم يعرف معنى الحرية؛ لأن العبودية لغير الله هي الرِق، أما عبودية المرءِ لربه عز وجل فهي الحرية ... فإنه إنْ لم يذلَّ لله؛ ذلَّ لغيره .. فيكون هنا خادعًا نفسَه إذا قال إنه حر؛ يعني إنه متجرد من طاعة الله، ولن يقوم بها)).
6ـ قول العاصي عند الإنكار عليه: أنا حر في تصرفاتي:
فأجاب:
((هذا خطأ. نقول: لست حرا في معصية الله؛ بل إنك إذا عصيتَ ربَّك فقد خرجت من الرق الذي تدعيه في عبودية الله إلى رق الشيطان والهوى)).
7ـ عبارة "العصمة لله وحده" مع أن العصمة لا بُد فيها من عاصم:
فأجاب:
((هذه العبارة قد يقولها مَن يقولها يريد بذلك أن كلامَ الله عز وجل وحُكْمَه كلَّه صواب، وليس فيه خطأ؛ وهي بهذا المعنى صحيحة، لكن لفظَها مستَنْكَر ومستكرَه؛ لأنه ـ كما قال السائل ـ قد يوحي بأن هناك عاصما عصَمَ اللهَ عز وجل .. والله سبحانه وتعالى هو الخالق، وما سواه مخلوق. فالأوْلى أن لا يعبِّر الإنسان بمثل هذا التعبير، بل يقول: الصواب في كلام الله وكلام رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ)).
8ـ وصف الإنسان بأنه حيوان ناطق:
فأجاب:
((الحيوان الناطق يطلق على الإنسان كما ذكره أهل المنطق، وليس فيه عندهم عيب؛ لأنه تعريف بحقيقة الإنسان، لكنه في العرف قول يعتبر قدحا في الإنسان؛ ولهذا إلا خاطب الإنسان به عاميا؛ فإن العامي سيعتقد أن هذا قدحا فيه، وحينئذ: لا يجوز أن يخاطَب به العامي؛ لأن كل شيء يسيء إلى المسلم فهو حرام.
أما إذا خوطب به من يفهم الأمرَ ـ على حسب اصطلاح المناطقة ـ؛ فإن هذا لا حرج فيه؛ لأن الإنسان لا شك أنه حيوان باعتبار أن فيه حياة، وأن الفصل الذي يميزه عن غيره من بقية الحيوانات هو النُّطق. ولهذا قالوا: إن كلمة "حيوان" جنس، وكلمة "ناطق" فصل، والجنس يعم المعرف وغيره، والفصل يميز المعرف عن غيره)).
9ـ قول (حرية الفكر) والتي هي دعوة إلى حرية الاعتقاد:
فأجاب:
((تعليقنا على ذلك: أن الذي يجيز أن يكون الإنسانُ حُرَّ الاعتقاد، يعتقد ما شاء من الأديان؛ فإنه كافر؛ لأن كل من اعتقد أن أحدا يسُوغ له أن يتدين بغير دين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ؛ فإنه كافر بالله عز وجل يستتاب، فإن تاب؛ وإلا وجب قتلُه.
والأديان ليست أفكارا، ولكنها وحيٌ من الله عز وجل ينزله على رسله، ليَسير عبادُه عليه.
¥