تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ثقافة صحراوية!]

ـ[أبو سارة]ــــــــ[02 - 07 - 2005, 09:06 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

عندما أشعر بالسآمة والملل من إزعاج المدينة وضوضاء الآلات الحديثة وأدخنة المصانع والسيارات.

أذهبُ إلى الصحراء في مكان بعيد، لاصوت، لاحركة، لا ضوضاء ...

هدوء إلى أبعد الحدود ...

وفي أحد أيام هروبي هذه!

ذهبت إلى مكان بعيد من الصحراء، فجلست على رابية مشرفة على واد كبير في أرض مترامية الأطراف، وجلست أقلب نظري نحو كل شيء حولي، أشجار متناثرة هنا وهناك،وهذه صخور ذات ألوان عجيبة وغريبة،وهذه حبيبات رمل تتلألأ كاللؤلؤ ... ما أجمل نظافتها ولمعاناها، تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... جُعِلَت الأرض لي طهورا ...

تذكرت تقرير كتبه عالم جيولوجي مفاده: أن الأرض تستعيد نظافتها بمجرد مرور يوم كامل تظهر فيه شمس!

تأملت لون الرمل إذ هو متوافق مع كل شيء حوله، فقلت: سبحان من خلق هذه الأرض بهذه الدقة،فلونها أهدأ الألوان للنظر،وكل لون من الأشياء التي حولنا ينسجم ويتناغم مع هذا اللون،وتساءلت لو كانت الأرض بغير هذا اللون فماذا يكون؟

أعتقد أنه سيكون ممل وغير مريح ويصعب على الإنسان أن يتعايش معه!

ثم رجعت بفكري إلى الماضي البعيد جدا، قبل هذه النهضة التي مللناها وسئمنا تعقيداتها،وتأملت وقلت: ما أجمل هذه الصحراء،فيها من العناية وإبداع الخلق الشيء الكثير ..

خلق الله تعالى للإنسان فوق هذه الأرض أشياء كثيرة تستحق التفكر بها، وهي أشياء تنمي في ذات الإنسان القدرة على العطاء وتتماشى مع صفات خواصه ومشاعره لتحثه على الإبداع بكل حواسه وقدراته الحسية واللاحسية!

ولنتخيل معا ... ومضات من هذه النعم الربانية ونقف عند بعضها:

لون الأرض ... الأرض من تحتنا لونها "رملي " أو كما يسمى عند العامة "بيج" وهو أخف درجات اللون البني،وبما أني لست خبيرا بالألوان، ولكن ظني يقول أن اختيار هذا اللون بالذات فيه من الدقة الشيء الكثير!

ولنتخيل أن لون الأرض هو غير لونها الحالي!

لون السماء:يذهب أحدنا ليشتري قطعة أثاث أو لشراء قطعة قماش يلبسها، وما هي إلا فترة ويمل منها رغم انبهاره السابق بلونها0

ألم يأمرنا سبحانه وتعالى بالتفكر بخلق السموات والأرض!

قال تعالى {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ} آل عمران191

لنفكر في لون السماء العجيب! مريح جدا للنظر،وتظهر عليه الشمس فتزيد جماله جمالا،ويجن عليه الليل وإذا بزرقته تزخرف لمعان النجوم المتبعثرة يمنة ويسرة!

وينعكس لونها على البحر فيتشح بلونه الأزرق الزاهي ...

والأجمل من هذا كله، هو تجانس لون الأرض مع لون السماء! ياله من تركيب عجيب0

سبحان الخالق0

هل بقي شيء يتعلق براحة العين؟

نعم بقيت أشياء كثيرة!

بقيت "ألوان الطيف" أو كما تسمى "الألوان السبعة" وهي مشهورة بـ "قوس قزح" وسمعت أنها تسمية منهي عنها لمحذور شرعي!

لنقف عند جمال هذه الألوان،ولنتذكر أن الإنسان لم يكن يعرف الألوان التي نعرفها الآن وما أكثرها ولكن كثرتها لم ترسخ في أذهاننا أو تؤثر بمشاعرنا إلا ماندر،لأن الشيء الكثير تقل قيمته ويتقهقر تفرده فيقل تأثيره!، فجاءت الألوان الطبيعية لتلهم مشاعر الإنسان ألوان حية تحرك فيه العطاء والإبداع من الداخل0

هذه شجرة خضراء، وتلك صفراء، وهذه زهرة بنفسجية وتلك وردة حمراء وصفراء وبرتقالية و .. و ... و ... 0

ما أجمل هذه المنظر!

لم يجعل الله تعالى جمال الألوان في هذه الأشياء وحسب، بس جعله في أشياء ليست على نسق واحد، كالطيور والحيوانات والزواحف والصخور والغيوم وأطياف النجوم وأطوار القمر والشمس وغيرها0

الروائح والعطور:

لاتخلو الصحراء من روائح زكية تلطف النفس وتبث فيها البهجة والانشراح ...

توجد في الصحراء نباتات لها روائح لاتستطيع أرقى "مصانع باريس" المجيء بمثلها ...

ومن هذه النباتات، الشيح والقيصوم والنفل والخزاما والزفرة والرشاد وغيرها ... فهذه روائح طبيعية تبث عطرها في أرجاء الصحراء، وللعرب معرفة بمواسم هذه النباتات الطيبة0

ليس هذا فحسب، بل كانت لديهم نباتات يقاتلون بها الروائح المزعجة!

فحاجتهم إلى استعمال جلود الدواب كبيرة لم تمنعهم عنها رائحة الجلد "المتعفنة" لذا استطاعوا القضاء على هذه الرائحة باستعمالهم قشور الرمان والشب،وكلها نباتات مما تخرجه الأرض! وهذه العملية تسمى

" الدباغ" وفي الحديث فيما رواه مسلم: "إذا دبغ الإهاب فقد طهر"

هذا مايسره الله، وأعتذر ممن أزعجه هدوء صحرائي!

والحمد لله من قبل ومن بعد

ـ[قريع دهره]ــــــــ[02 - 07 - 2005, 02:13 م]ـ

هذه شجرة خضراء، وتلك صفراء، وهذه زهرة بنفجسية وتلك وردة حمراء وصفراء وبرتقالية و .. و ... و ... 0

ما أجمل هذه المنظر!

وين ياخي انت رايح البر .. ولا رايح هولندا.؟؟!!

شكلك بدوي ((وجه يضحك))

ولا تنسى أخي الكريم ... الإبل .. وجمالها وروعتها .. البعض يفضلها عن أولاده .. وينفتن بها فتنه عجيبة

قال الله تعالى: ((ألم تر إلى الإبل كيف خلقت))

دامك مولع بالصحراء وحب وصفها .. أنصحك بقرأءة ديوان غيلان ((ذو الرمة))

شكرا لك على هذا الموضوع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير