كانوا يمرون بهذا الوادى قبل ذلك.
فقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أنه أرى إبراهيم في المنام أنه يذبح إسماعيل، فقام بامتثال هذا الأمر: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: 103: 107].
أن إسماعيل عليه السلام لما شب وتعلم العربية من جُرْهُم، وأنفسهم وأعجبهم زوجوه امرأة منهم، وماتت أمه، وبدا لإبراهيم أن يطالع تركته، فجاء بعد هذا الزواج، فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه وعن أحوالهما، فشكت إليه ضيق العيش فأوصاها أن تقول لإسماعيل أن يغير عتبة بابه، وفهم إسماعيل ما أراد أبوه، فطلق امرأته تلك وتزوج امرأة أخرى [وهي ابنة مُضَاض بن عمرو، كبير جرهم وسيدهم على قول الأكثر].
وجاء إبراهيم عليه السلام مرة أخرى بعد أن تزوج إسماعيل هذه الزوجة الثانية، فلم يجده فرجع إلى فلسطين بعد أن سأل زوجته عنه وعن أحوالهما، فأثنت على الله بخير، فأوصى إلى إسماعيل أن يُثَبِّتَ عَتَبَة بابه.
وقد رزق الله إسماعيل من ابنة مُضَاض اثنى عشر ولدًا ذكرًا، وهم: نابت أو نبايوط، وقَيْدار، وأدبائيل، ومِِبْشام، ومِشْماع، ودوما، ومِيشا، وحدد، وتيما، ويَطُور، ونَفيس، وقَيْدُمان.
وتشعبت من هؤلاء اثنتا عشرة قبيلة، سكنت كلها في مكة مدة من الزمان، وكانت جل معيشتهم إذ ذاك التجارة من بلاد اليمن إلى بلاد الشام ومصر، ثم انتشرت هذه القبائل في أرجاء الجزيرة بل وإلى خارجها، ثم أدرجت أحوالهم في غياهب الزمان، وأما قيدار بن إسماعيل فلم يزل أبناؤه بمكة، يتناسلون هناك حتى كان منه عدنان وولده مَعَدّ، ومنه حفظت العرب العدنانية أنسابها. وعدنان هو الجد الحادى والعشرون في سلسة النسب النبوى، وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب فبلغ عدنان يمسك ويقول: (كذب النسابون)، فلا يتجاوزه، وذهب جمع من العلماء إلى جواز رفع النسب فوق عدنان؛ مضعفين للحديث المشار إليه، ولكنهم اختلفوا في هذا الجزء من النسب اختلافا لا يمكن الجمع بين أقوالهم، وقد مال المحقق الكبير العلامة القاضى محمد سليمان المنصورفورى ـ رحمه الله ـ إلى ترجيح ما ذكره ابن سعد ـ والذي ذكره الطبرى والمسعودى وغيرهما في جملة الأقوال ـ وهو أن بين عدنان وبين إبراهيم عليه السلام أربعين أبا بالتحقيق الدقيق.
وقد تفرقت بطون مَعَدّ من ولده نَزَار ـ قيل: لم يكن لمعد ولد غيره ـ فكان لنزار أربعة أولاد، تشعبت منهم أربعة قبائل عظيمة: إياد وأنمار وربيعة ومُضَر، وتشعبت قبائل مضر إلى شعبتين عظيمتين: قَيْس عَيْلان بن مضر، وبطون إلياس ابن مضر، فمن قيس عيلان: بنو سليم، وبنو هوازن، وبنو ثقيف، وبنو صَعْصَعَة، وبنو غَطَفان. ومن غطفان: عَبْس، وذُبْيان، وأشْجَع، وأعْصُر.
ومن إلياس بن مُضَر: تميم بن مرة، وهُذَيْل بن مُدرِكة، وبنو أسد بن خزيمة، وبطون كنانة بن خزيمة، ومن كنانة قريش، وهم أولاد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.
وانقسمت قريش إلى قبائل شتى، من أشهرها: جُمَح وسَهْم وعَدِىّ ومخزوم وتَيْم وزُهْرَة، وبطون قُصَىّ بن كلاب، وهي: عبد الدار بن قصى، وأسد بن عبد العزى بن قصى، وعبد مناف بن قصى.
وكان من عبد مناف أربع فصائل: عبد شمس، ونَوْفَل، والمطلب، وهاشم، وبيت هاشم هو الذي اصطفي الله منه سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم صلى الله عليه وسلم.
قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله اصطفي من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفي من ولد إسماعيل بنى كنانة، واصطفي من بنى كنانة قريشًا، واصطفي من قريش بنى هاشم، واصطفانى من بنى هاشم).
وعن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم وخير الفريقين، ثم تخير القبائل، فجعلني من خير القبيلة، ثم تخير البيوت، فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسًا وخيرهم بيتًا)
تعقيب: هذه هي الاقسام التي اتفق عليها ,واني ارى انه تم اختلاط الاجناس لاحقاً وخاصه بعد ان قدم صلاح الدين الايوبي بجيوشه الى بيت المقدس وتحريرها من ايدي الصليبيين, فالكثير ممن صاحبوه مكثوا في تلك الديار وما حواليها وتزاوجوا فيما بينهم.
ـ[المبتدأ]ــــــــ[30 - 06 - 2005, 10:10 م]ـ
شكرا لك أخي سليم على ما كتبت , زادك الله علما
لكن العنوان أوهمني أتريد أن تقول: (من هم؟) بحيث تكون (من) اسم استفهام إذا فهي لاتتصل بالضمير هم أم (مِنهم) من حرف جر؟!
شكرا لك مرة أخرى والله يرعاك.
ـ[سليم]ــــــــ[30 - 06 - 2005, 10:18 م]ـ
السلام عليكم
ايٌ والله هذا ما قصدت (العرب من هم) ,ولكن سقطت سهواً مرتبطه, فأرجو المعذره.
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 02:16 ص]ـ
الأخ سليم:
بارك الله فيك، وجعله في ميزان حسناتك.
وحي اليراع،،
¥