تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شرح الأصول الستة]

ـ[أبو عاصم البركاتي]ــــــــ[14 - 10 - 09, 08:29 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه الأصول الستة:

بسم الله الرحمن الرحيم

من أعجب العجاب، وأكبر الآيات الدالة على قدرة الملك الغلاب ستة أصول بينها الله تعالى بياناً واضحاً للعوام فوق ما يظن الظانون، ثم بعد هذا غلط فيها كثير من أذكياء العالم وعقلاء بني آدم إلا أقل القليل.

الشرح:

قوله: الغلاب، وهو ليس من الأسماء الحسنى الثابتة لله، لأن الأسماء توقيفية، ولكن الشيخ ذكره على سبيل الصفة، قال تعالى: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف:21].

قوله: واضحاً للعوام، أي واضحة لجميع المسلمين العالم والجاهل والذكي والبليد والرجل والمرأة.

قوله: ثم بعد هذا غلط فيها كثير من أذكياء العالم وعقلاء بني آدم إلا أقل القليل. وذلك لأنه قد يكون الإنسان ذكيا وكافرا، يعبد البقر مثلاً،كما هو حال كثير من عقلاء الهند من عباد البقر، أو يعبد صنما كعباد بوذا من اليابانيين والصينين والكوريين، قال الله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام:116]، وقال جل وعلا: {إِنَّ فِيْ ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَاْنَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} [الشعراء:8]، وقال الله تعالى: {وَقَلِيْلٌ مِنْ عِبَاْدِيَ الشَّكُوْرُ}، وقال سبحانه: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف:103].

[الأصل الأول]

[إخلاص الدين لله تعالى وحده لا شريك له، وبيان ضده الذي هو الشرك بالله، وكون أكثر القرآن في بيان هذا الأصل من وجوه شتى بكلام يفهمه أبلد العامة، ثم لما صار على أكثر الأمة ما صار أظهر لهم الشيطان الإخلاص في صورة تنقص الصالحين والتقصير في حقوقهم، وأظهر لهم الشرك بالله في صورة محبة الصالحين وأتباعهم.]

الشرح:

قوله: إخلاص الدين لله تعالى وحده لا شريك له، والإخلاص هو تجريد العمل وتخليصه لله تعالى، لأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان لوجهه خالصاً، قال تعالى: (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) [الزمر:3].

وقال تعالى: (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) (الزمر: من الآية2).

وقال تعالى: (وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) (لأعراف: من الآية29).

وقال تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (غافر:14).

وقال تعالى: (هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (غافر:65)

وقال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة:5).

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: (يقولُ الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشُّركاءِ عن الشِّرك، مَنْ عَمِل عملاً أشركَ فيه معي غيري، تركته وشركَه).

وقال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} الكهف: 110.

والشرك لا يغفره الله إلا إذا تاب منه صاحبه سواء كان شركا أكبر أو شركا أصغر، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء:48].

وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعريِّ: أنَّ أعرابياً أتى النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله: الرَّجُلُ يُقاتِلُ للمَغْنمِ، والرَّجلُ يُقاتِل للذِّكر، والرَّجُلُ يقاتِل ليُرى مكانُهُ، فمن في سبيل

الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ قَاتَل لتكُونَ كلمةُ اللهِ هي العُليا، فهو في سبيل الله).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير