تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(7) احذر هذه المزالق: (7/أ) التصنُّع: التصنع: حسن السمت والرأي سره يخالف جهره. (كتاب العين). والتَّصَنُّعُ تكَلُّفُ الصَّلاحِ وليس به والتَّصَنُّعُ تَكَلُّفُ حُسْنِ السَّمْتِ وإِظْهارُه والتَّزَيُّنُ به والباطنُ مدخولٌ (لسان العرب).والتَّصَنُّعُ: تَكَلُّفُ حُسْنِ السَّمْتِ والتَّزَيُّنُ. (القاموس المحيط).قال تعالى: (الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ) (سورة الماعون-6).قال ابن العربي رحمه الله: الرابعة - قوله تعالى: (الذين هم يراءون) أي يرى الناس أنه يصلي طاعة وهو يصلي تقية، كالفاسق، يرى أنه يصلي عبادة وهو يصلي ليقال: إنه يصلي. وحقيقة الرياء طلب ما في الدنيا بالعبادة، وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس. وأولها تحسين السمت، وهو من أجزاء النبوة، ويريد بذلك الجاه والثناء. وثانيها: الرياء بالثياب القصار والخشنة، ليأخذ بذلك هيئة الزهد في الدنيا. وثالثها: الرياء بالقول، بإظهار التسخط على أهل الدنيا، وإظهار الوعظ والتأسف على ما يفوت من الخير والطاعة. ورابعها: الرياء بإظهار الصلاة والصدقة، أو بتحسين الصلاة لاجل رؤية الناس، وذلك يطول، وهذا دليله، (القرطبي (20/ 212 - 213).وسمع يحيى بن يحيى يقول في قول الله تبارك وتعالى: يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباس التَّقوى. قال: لباس التقوى، السكينة والوقار وحسن السمّت. ثم رجع يحيى يقول: مع العمل بما يشبه ذلك. (ترتيب المدارك).وقال محمد بن المبارك الصوري رحمه الله: أظهر السمت بالليل فإنه أشرف من سمتك بالنهار لأن السمت بالنهار للمخلوقين (إحياء علوم الدين/الكبائر).وفي صيد الخاطر يقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله: (فصل: الزهد بلا إخلاص:تأملت على متزهدي زماننا أشياء تدل على النفاق و الرياء و هم يدعون الإخلاص. إلى قوله: و أصحابنا يلزمون الصمت بين الناس و التخشع و التماوت و هذا هو النفاق فقد كان ابن سيرين يضحك بالنهار و بين الناس و يبكي بالليل) (صيد الخاطر 1/ 391). (7/ب) التماوت: ومن الناس من ظن أن حسن السمت في التماوت, وهذا خلاف هدي الإسلام. قال تعالى: وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) سورة لقمان. يقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: أي: امش متواضعا مستكينا، لا مَشْيَ البطر والتكبر، ولا مشي التماوت. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (1/ 648).وفي صحيح مسلم عن أنس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ).وعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان إذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد). أخرجه ابن سعد بسند حسن، و الترمذي في الشمائل بلفظ: (كأنما ينحط من صبب).والتخريج من السلسلة الصحيحة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمشي مشيا يعرف فيه أنه ليس بعاجز و لا كسلان) صححه الشيخ الألباني في السلسلة وعزاه للمخلص في " الفوائد المنتقاة ".وقال العلامة أبو شامة رحمه الله في الباعث على إنكار البدع والحوادث: (فصل فيما ابتدع واستميلت به قلوب العوام: ومما ابتدع وروى به واستميلت قلوب الجهال والعوام بسببه التماوت في المشي والكلام حتى صار ذلك شعارا لمن يريد أن يظن فيه التنسك والتورع فليعلم أن الدين خلاف ذلك وهو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه رضى الله عنهم ثم السلف الصالح كما سنورد من أخبارهم في ذلك وصفاتهم في حركاتهم وسكناتهم). ثم ذكر جملةً من الآثار في النهي عن التماوت, فمنها: عن الامام ابي عبد الله محمد بن أبراهيم البوشنجي قال ما رأيت أحدا في عصر أحمد أجمع منه ديانة وصيانة وأبعد من التماوت. وعن الربيع قال سمعت البويطي يقول احذر كل مستميت فانه ملد. (7/ج) الاغترار بحسن السمت الظاهر عن فساد الباطن: وضَّاعٌ حسن السَّمت! وفي الجامع لأخلاق الراوي عن ابن حبان، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا: (كان عندنا شيخ بالكرخ في خان أصحاب الخليج شيخ به من السمت والهدوء والسكون والعسر شيء الله به عليم كنا نختلف إليه فيأبى أن يحدثنا فقلت له يوما: رحمك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير